التليف الكبدي - ما الأطعمة التي يستطيع المرضى تناولها؟
تعتمد الأطعمة التي يستطيع المصابون بمرض التليف الكبدي تناولها على مرحلة المرض التي يمرون بها. وبأخذ حقيقة أنه مرض لا يمكن الشفاء منه في الاعتبار، يصبح وضع خطط طويلة الأمد أولوية، حيث سيكون من الضروري الالتزام بها لسنوات.
هذا المرض هو النتيجة النهائية لتلف الكبد المزمن. ووفقًا للكلية الأمريكية لأمراض الجهاز الهضمي، يعاني نحو 5.5 مليون شخص من هذا المرض في الولايات المتحدة وحدها. وهي حالة تتسبب في نحو 26 ألف حالة وفاة في السنة تقريبًا.
ما هو التليف الكبدي؟
التليف الكبدي حالة مزمنة حيث تموت الخلايا في بعض أجزاء الكبد، مما ينتج تليفًا (نوع من أنواع الندوب). لذلك، تستبدل عقيدات أنسجة الكبد، مما يؤدي إلى تغير في هيكل ووظائف العضو.
وفقًا لعدة دراسات، أحد الأسباب الرئيسية لهذا المرض هو الاستهلاك المفرط للكحول. أيضًا، يوجد لدينا مسببات شائعة أخرى كانسداد القنوات الصفراوية، والتهاب الكبد B أو C المزمن، وأمراض الكبد الأخرى.
ومن المهم جدًا معرفة المسببات المختلفة للمرض، وتشخيص الحالة بشكل سليم، فالنظام الغذائي للمريض سيعتمد على سبب إصابته.
ننصحك بقراءة:
مراحل المرض المختلفة
يوجد مرحلتان أساسيتان لهذه الحالة. المرحلة الأولى تُعرف باسم التليف المعاوض. وإذا لم يتم التعامل معها بشكل سليم، تبدأ المرحلة الثانية المعروفة باسم التليف غير المعاوض أو المتقدم، حيث تستمر عملية تدمير الخلايا على فترات طويلة. يجب أن تكون الحمية الغذائية صارمة للغاية في المرحلة الأخيرة، ففيها تظهر الأعراض التالية:
- اليرقان: يعني ذلك اصفرار الجلد والأغشية المخاطية بسبب ارتفاع مستوى البيليروبين.
- الاستسقاء البطني: يعني ذلك تراكم السوائل في البطن بسبب تغير الضغط الداخلي للأوعية الدموية.
- الاعتلال الدماغي: ينتج ذلك تشوشًا عقليًا بعد وصول مواد سامة إلى المخ.
- النزف الهضمي.
انتشار سوء التغذية
سوء التغذية من العلامات الشائعة جدًا بين مرضى التليف الكبدي. تقترح العديد من الدراسات أن نحو 25% من حالات التليف المعاوض و80% من حالات التليف المتقدم يعانون منها. وبشكل عام، يظهر فقدان للكتلة العضلية (أكثر بين الرجال) وللأنسجة الشحمية.
بالنسبة لمدمني الكحوليات، سوء التغذية يكون أشد. فأولًا، لدينا التأثيرات السلبية للمرض الكبدي. ولكن، بالإضافة إلى ذلك، يوجد بشكل عام نقص في تنوع الأطعمة المستهلكة بسبب العادات السيئة المرتبطة بالإدمان.
أطعمة يستطيع مرضى التليف الكبدي استهلاكها
بشكل عام، يتم تشخيص المرض في معظم الحالات بعد وصوله إلى المرحلة المتقدمة. والهدف الغذائي الأساسي هو توفير العناصر الغذائية التي يحتاجها المرضى لتجنب أي نوع من أنواع النقص. بالإضافة إلى ذلك، يحتاج المصابون إلى اتباع حمية واقية للكبد طوال الوقت.
تُظهر دراسة “العناية الغذائية لمرضى التليف الكبدي” أن المصابين بالتليف المعاوض وحالتهم مستقرهم لديهم متطلبات عادية تقريبًا. لذلك، يجب أن توفر حميتهم جميع أنواع مجموعات الأطعمة وأن تكون قليلة الدهون.
وفقًا للجمعية الإسبانية لأمراض الجهاز الهضمي، يجب أن تشمل الحمية الآتي:
- اللحوم البيضاء والحمراء (من المهم اختيار الخيارات قليلة الدهون دائمًا)
- الأسماك
- البيض
- الفواكه والخضروات
- الحبوب
- الزيوت الخام (باعتدال)
- المكسرات (بكميات محدودة)
- البذور
- منتجات الألبان منزوعة الدسم
الدراسات التي تمت على هذا الموضوع تشير إلى أنه، لتجنب النقص، يجب تناول بين 1 و1.5 غرام من البروتين لكل كيلوغرام من الوزن. في نفس الوقت، ينصح الخبراء بتناول خمس وجبات خفيفة في اليوم، بدلًا من ثلاث وجبات ثقيلة.
بالإضافة إلى ذلك، جميع العناصر السامة (بما في ذلك الكحوليات بالطبع) يجب أن تُزال تمامًا من الحمية. في الواقع، عندما يكون الإفراط في تناول الكحوليات هو سبب المرض، تجنبها يبطئ تقدم المرض ويحسن سيره بشكل هائل.
الأكل عند ظهور أعراض بارزة للمرض
المضاعفات المذكورة في بداية المقالة تظهر في المرحلة المتقدمة للمرض. وفيها، تقل الأطعمة التي يحتاج المرضى إلى تناولها، مع أخذ احتياجاتهم الغذائية في الاعتبار بالطبع. ومن المهم الالتزام بالتالي:
- تقليل استهلاك السوائل إلى 1.2 لترًا يوميًا.
- الحد من تناول الصوديوم لأنه يدعم تراكم السوائل ويتسبب بذلك في تفاقم الاستسقاء البطني.
- تقليل استهلاك البروتين لتجنب الضغط على الكبد، والذي يعتبر العضو الرئيسي المسؤول عن استقلابه.
يمكن تقليل كمية البروتين لـ0.5 غرام لكل كيلوغرام من الوزن لدى المرضى المصابين بالاعتلال الدماغي. ثم يمكن زيادة القيمة تدريجيًا حتى الوصول إلى المستويات الطبيعية. إذا قرر المريض اتخاذ هذا الإجراء، من الضروري أن ينتناول مكملات تحتوي على أحماض أمينية متفرعة السلسسة لتجنب أي تلف إضافي.
أيضًا، يجب أخذ كميات الفيتامينات المستهلكة في الاعتبار، خاصةً فيتامين ب وفيتامين ك. فالأول يمنع تطور الأمراض العصبية، والثاني يقلل نوبات النزف التي تنتج عن فشل التخثر.
خيار زراعة الكبد
الأفراد الذين يعانون من المرض في مراحله المتقدمة يستطيعون التفكير في جراحة زراعة الكبد كخيار علاجي. ولكن تجدر الإشارة إلى أن هذه الجراحة تنطوي على مخاطر كبيرة، وهي ليست أيضًا حلًا حاسمًا بالنظر إلى حدة العناية الضرورية التالية للجراحة.
بالإضافة إلى ذلك، من يصلون إلى هذه المرحلة يحتاجون إلى تناول أدوية معينة لمنع أجسادهم من رفض العضو الجديد. وهذه العقاقير لها العديد من الآثار الجانبية السلبية، معظمها يمس الكبد نفسه.
خاتمة
في هذه الحالة، لا يهم سواء كان التليف مستقرًا أو غير مستقر، نشاط الكبد سيكون قاصرًا دائمًا، مما يؤدي إلى تراكم السموم في الجسم. لذلك، لتجنب المضاعفات قدر الإمكان، من الضروري اتباع حمية مناسبة وصارمة في جميع الأوقات.
الحالة المثالية هنا هي أن يتعاون الطبيب مع أخصائي التغذية لتقييم الحالة وضع الخطة الغذائية الأنسب للفرد المصاب. في نفس الوقت، استعمال العقاقير سيكون ضروريًا بسبب تعقيد هذا الاضطراب الذي لا يسمح بنهج علاجي واحد.
"تمت مراجعة جميع المصادر المذكورة بعناية شديدة من قبل فريقنا لضمان جودتها وموثوقيتها وتحديثها وصحتها. تم اعتبار الببليوغرافيا لهذه المقالة موثوقة ودقيقة من الناحية الأكاديمية أو العلمية.
- Aceves-Martins, M. (2014). Cuidado nutricional de pacientes con cirrosis hepática. Nutrición Hospitalaria, 29(2), 246-258.
- Kalaitzakis, E., Simrén, M., Olsson, R., Henfridsson, P., Hugosson, I., Bengtsson, M., & Björnsson, E. (2006). Gastrointestinal symptoms in patients with liver cirrhosis: associations with nutritional status and health-related quality of life. Scandinavian journal of gastroenterology, 41(12), 1464-1472.
- Román Abal, E. M., & de Patología, A. E. D. E. (2007). Guía de cuidados para pacientes con cirrosis hepática y sus familiares.
- Buey, L. G., Mateos, F. G., & Moreno-Otero, R. (2012). Cirrosis hepática. Medicine-Programa de formación médica continuada acreditado, 11(11), 625-633.
- Gaviria, Mónica Marcela, Gonzalo Correa Arango, and María Cristina Navas. “Alcohol, cirrosis y predisposición genética.” Revista Colombiana de Gastroenterología 31.1 (2016): 27-35.
- Fernández, Marlen Ivón Castellanos. “Nutrición y cirrosis hepática.” Acta Médica de Cuba 11.1 (2003).
- Mesejo, A., M. Juan, and A. Serrano. “Cirrosis y encefalopatía hepáticas: consecuencias clínico-metabólicas y soporte nutricional.” Nutrición Hospitalaria 23 (2008): 8-18.
- Ruiz-Margáin, A., et al. “Manejo dietético y suplementación con aminoácidos de cadena ramificada en cirrosis hepática.” Revista de Gastroenterología de México 83.4 (2018): 424-433.
- Vilas-Rivas, María José, et al. “Recomendaciones al alta para pacientes diagnosticados de cirrosis.” ICUE. Investigación y CUidados de Enfermería 2.2 (2017): 45-49.