من هم الأفراد الأكثر ضعفًا أمام فيروس كورونا المستجد؟

برغم أن فيروس الكورونا قد يصيب أي فئة من الفئات الموجودة في المجتمع، إلا أن البعض يعتبر معرضًا أكثر للخطر. لا يعني ذلك أن احتمالية إصابتهم أعلى، ولكن أن عواقب الإصابة بالفيروس قد تكون خطيرة بالنسبة لهم. تابع القراءة لاكتشاف المزيد عن الموضوع.
من هم الأفراد الأكثر ضعفًا أمام فيروس كورونا المستجد؟

آخر تحديث: 21 مايو, 2020

حقيقة أن هناك بعض الفئات الضعيفة المعرضة لخطر أكبر بسبب كوفيد-19 هي ربما سبب اتخاذ معظم الدول حول العالم الإجراءات الوقائية وإجراءات الحجر الصحي التي نشهدها.

انتشر الفيروس الذي بدأ رحلته في مدينة ووهان الصينية بشكل مخيف في جميع أنحاء العالم الآن.

وخلصت الدراسات التي تمت على سلالات الفيروس أن السلالة التي تنتشر حاليًا هي سلالة مختلفة عن تلك التي ظهرت أولًا في الصين.

وبرغم أنه في الأساس نفس الفيروس، إلا أنه قد مر بطفرات جينية منذ وقت ظهوره. مع ذلك، لا يزال ملفه الوبائي شبيهًا بعد التطور.

يعني ذلك أنه ينتقل بين البشر عن طريق القطرات التنفسية، وأنه قادر على البقاء فعالًا على الأسطح المختلفة لفترات ممتدة.

نسبة انتقال الفيروس عالية جدًا، وذلك لأنه يمتلك نوع من أنواع البروتين في غشائه الخارجي، والذي يمكنه من الالتصاق بالخلايا البشرية المستقبلة.

ولأن تأثيرات الفيروس تختلف من فئة إلى أخرى، نرغب اليوم في استعراض المزيد حول الفئات الضعيفة أمامه.

كبار السن من الفئات الضعيفة

إحدى المجموعات الأكثر تأثرًا بعواقب عدوى فيروس الكورونا المستجد هي مجموعة كبار السن، خاصةً الذين تتعدى أعمارهم 65 عامًا. فقد لاحظ العلماء أن معدل الوفيات بسبب المرض يزيد بشكل واضح وسط هذه الفئة.

وفقًا للبيانات المتاحة، يؤدي فيروس كوفيد-19 إلى وفاة 4% من الحالات المصابة بشكل عام، ولكن هذه النسبة تزيد وتصل إلى 15% بين كبار السن.

هذه الإحصاءات تؤكد حاجة كبار السن إلى المزيد من الحرص والعناية خلال فترة انتشار الوباء.

فكجميع أنواع العدوى الفيروسية التنفسية، كفيروس الإنفلونزا الموسمية مثلًا، تستغل جزيئات العناصر المعدية الحالة السيئة وشيخوخة خلايا الجهاز التنفسي.

ففي هذه الحالة، يكون الجهاز المناعي بطيئًا في الاستجابة، ولا تصل ردة فعله في الوقت المناسب لحماية المريض من العناصر الخارجية الضارة.

بالإضافة إلى شيخوخة الخلايا، كبار السن من الفئات الضعيفة لأنهم عادةً ما يعانون من حالات صحية أخرى كامنة بسبب سنهم.

المصابون بالأمراض المزمنة من الفئات الضعيفة

أكثر المعرضين لمخاطر فيروس كورونا المستجد هم المصابون بالأمراض المزمنة. وهذه الفئة تشمل المصابين بالأمراض التالية:

  • الفشل القلبي
  • داء السكري
  • الفشل الكلوي
  • ارتفاع ضغط الدم
  • مرض الانسداد الرئوي المزمن
  • السرطان

في هذه الحالة، لا يعاني هؤلاء المرضى بسبب حالتهم الصحية فحسب، ولكن عادةً بسبب الأدوية التي يستعملونها أيضًا. فهذه الأدوية نفسها قد تعرضهم للخطر في هذه الحالات.

على سبيل المثال، بالنسبة للمرضى الذين يستعملون الأدوية المضادة للتخثر، إذا أصيبوا بالعدوى وبالالتهاب الرئوي، ستكون العواقب أخطر.

فإجراءات العناية المركزة قد تؤدي إلى تمزق الأوعية الدموية، والتي ستستغرق وقتًا أطول في محاولة إصلاح نفسها بسبب الأدوية المضادة للتخثر.

إحدى الدراسات ربطت أمراض القلب والأوعية الدموية بشكل خاص بزيادة خطر الموت بسبب عدوى كوفيد-19. واكتشف العلماء معاناة المرضى الذين تم فحصهم من مستويات عالية من الالتهاب البيوكيميائي في الدم.

الفئات الأخرى وعلاقتها بفيروس كوفيد-19

النساء الحوامل من المجموعات الأخرى المعرضة للخطر بسبب كوفيد-19.

ولكن إجراءات العزل في هذه الحالة تعتبر وقائية لأنه لا يوجد بيانات محددة أو واضحة حول عوامل الخطر.

فحتى الآن، لا يوجد أدلة تثبت أن الخطر يزيد في حالة النساء الحوامل بالمقارنة مع بقية السكان.

ولكن يجب التزام الحذر، فنحن لا نعرف الكثير عن الفيروس، وخلال وباء إنفلونزا H1N1 الذين اندلع في عام 2009، عانت النساء الحوامل بشكل أكبر.

بالإضافة إلى ذلك، تجدر الإشارة إلى أنه، حتى الآن، لا يوجد أدلة تثبت أن فيروس كوفيد-19 قادر على الانتقال من الأم إلى الجنين عن طريق المشيمة.

وفي دراسة أخرى، وجد العلماء اختلاف في تأثير فيروس كورونا حسب نوع الدم. فتشير النتائج الأولية إلى أن أصحاب فصيلة الدم A معرضين لخطر أكبر مقارنة بأصحاب فصيلة الدم O.

ولكن البحث محدود بسبب قلة عدد المشاركين في الدراسة.

ملحوظة أخيرة

الفئات الضعيفة ضد كوفيد-19 معرضة لخطر أكبر للمعاناة من مضاعفات خطيرة قد تؤدي إلى الوفاة.

نحتاج إلى تقديم المزيد من الدعم فيما يتعلق بالنظافة الشخصية، العزل الاجتماعي والرعاية الصحية لهؤلاء الأفراد.

لا تمتلك الأنظمة الصحية حول العالم أدوات كافية لرعاية جميع الأفراد المصابين بالأمراض الخطيرة إذا أصيبوا بالعدوى، لذلك يجب علينا جميعًا المساهمة في منع انتشار الفيروس قدر الإمكان.


"تمت مراجعة جميع المصادر المذكورة بعناية شديدة من قبل فريقنا لضمان جودتها وموثوقيتها وتحديثها وصحتها. تم اعتبار الببليوغرافيا لهذه المقالة موثوقة ودقيقة من الناحية الأكاديمية أو العلمية.


  • Lu, Roujian, et al. “Genomic characterisation and epidemiology of 2019 novel coronavirus: implications for virus origins and receptor binding.” The Lancet 395.10224 (2020): 565-574.
  • Zhang, Haibo, et al. “Angiotensin-converting enzyme 2 (ACE2) as a SARS-CoV-2 receptor: molecular mechanisms and potential therapeutic target.” Intensive Care Medicine (2020): 1-5.
  • Zheng, Ying-Ying, et al. “COVID-19 and the cardiovascular system.” Nature Reviews Cardiology (2020): 1-2.
  • Dominguez, Adrian Naranjo, and Alexander ValdÃ. “COVID-19. Punto de vista del cardiólogo.” Revista Cubana de CardiologÃa y CirugÃa Cardiovascular 26.1 (2020): 951.

هذا النص مقدم لأغراض إعلامية فقط ولا يحل محل استشارة مع محترف. في حال وجود شكوك، استشر اختصاصيك.