حكمة الجسد - لماذا تحتاج إلى الاستماع إلى الإشارات التي يرسلها جسدك إليك؟
ماذا تعرف عن مدى حكمة الجسد ؟ وهل تعرف أن جسدك يرسل إليك إشارات باستمرار لإرشادك إلى ضرورة التعامل مع المشاكل التي تواجهك؟
حكمة الجسد لا حدود لها.
فهو من يتحدث بصوت عال عندما يرفض فمك الكلام، وعندما يرفض عقلك التزحزح قليلًا لتجنب مواجهة ما يخشاه.
وكلما أهملت حكمة الجسد وتجاهلت إشاراته، يرسل إليك جسدك المزيد والمزيد من العلامات التي تخبرك بأن هناك جرح بداخل يحتاج إلى الالتئام.
لماذا تحتاج إلى الوثوق في حكمة الجسد والاستماع إليه؟
الألم قد يتغير، ولقد جذور المشكلة تظل ثابتة
تخيل امرأة تدعى آنا. آنا لا ترغب في أن تكون وحيدة أبدًا، ولذلك كان من المهم بالنسبة لها أن تكون في علاقة عاطفية دائمًا.
بعد بدء علاقتها الثالثة، بدأت في المعاناة من القلق. وظهرت الأعراض في صورة غصة في حلقها. ثم أصيبت بالتهاب الجلد.
ظهرت جميع هذه المشكلات فجأة وبدون ملاحظة آنا لأي علامات منذرة. فظنت أنها ناتجة عن عوامل جينية، أو أن الضغط العصبي الذي تعاني منه هو المسبب.
ولكن مع الوقت، تأكدت من عدم صحة ذلك. وهو ما جعلها تشعر بالحيرة الشديدة لعدم وجود أسباب واضحة.
وفجأة انتهت علاقتها العاطفية. وحينها بدأت آنا في فحص أعماق ذاتها لأول مرة، فاكتشفت سبب ظهور جميع هذه المشكلات.
أدركت آنا في هذه اللحظة أن جسدها كان يُبدي علامات الاعتمادية العاطفية. هذه هي المشكلة التي لم تستطع تمييزها من قبل.
عندما تشعر بألم مستمر، وتشعر بالخوف من فقدان شخص ما، أو تعيش في حالة من حالات المعاناة، سيخبرك جسدك أنك تحتاج إلى التغير حتى تتمكن من النمو والتطور.
لكل جزء من أجزاء جسدك صوت
يشير الألم الذي يظهر في أجزاء مختلفة من الجسم إلى حقائق مختلفة.
ولكن، المهم هو أن تدرك أن الإجابة وعلاج الألم أيًا ما كان نوعه يكمن في داخلك.
تحتاج فقط إلى الاستماع إلى جسدك، إلقاء نظرة أكثر عمقًا على حياتك، والوصول إلى استنتاجات مسؤولة.
ولكن إذا كنت تشعر بالضياع وبالحيرة حقًا، وتحتاج إلى المساعدة، يمكنك الاستعانة بهذا الدليل الذي يُظهر نوع الحالات التي من الممكن أن تظهر لتشير إلى وجود مشكلة أعمق:
- مشكلات الحلق: هناك شيء تحتاج إلى الإفصاح عنه، ولكنك تكبت نفسك.
- الإنفلونزا: أنت غير سعيد بخصوص شيء ما في حياتك. يجب عليك معالجة الأمر كي تتحرر من هذه المشكلة.
- ألم الكاحل: يمثل وجود معارضة أو مقاومة في حياتك.
- مشكلات المعدة: تلاقي صعوبة في معالجة بعض المواقف.
- مشكلات الظهر: لا تتلقى الدعم أو تتحمل مسؤولية شخص آخر.
- ألم الفخذ: تشعر بالقلق فيما يتعلق بما ينتظره من حولك منك.
- الصداع العادي أو الصداع النصفي: تحاول كبت نوع من أنواع الشكوك التي تساورك.
- ارتفاع ضغط الدم: الخوف يدفنك.
هذه بعض الأمثلة فقط لما يمكن أن يحاول جسمك التعبير عنه من خلال إظهار بعض الأعراض المختلفة.
اعتن بعقلك
العقل بالغ القوة، ونقوم عادة بتجاهله. ولكن كما استعرضنا، قد يؤدي ذلك إلى عواقب صحية خطيرة.
قد لا تعبر الإنفلونزا عن وجود مشكلة ضمنية دائمًا، ولكنها قد تكون إشارة تحاول دفعك إلى إدراك وجود أزمة تحتاج إلى التعامل معها.
عقلك هو المكان الذي تظهر فيه أشد العواصف، وإذا لم تواجه الأفكار التي تدور فيه، ستحفز هذه الأفكار القلق، وستعزلك عن الواقع، وستجعلك تعاني حقًا.
إذا اعتنيت بعقلك وبصحته، سيتراجع جسدك عن إظهار الأعراض التي يستخدمها لإرشادك إلى حقيقة وجود شيء ليس على ما يرام.
عادةً، نستطيع تمييز التغيرات التي تطرأ على أجسادنا بسهولة.
ولكننا أيضًا نتردد في طلب المساعدة عندما نكون غير قادرين على التعامل مع ما يدور داخل عقولنا.
ولكن الانتباه ومعالجة هذه المشاكل هما الوسيلة الوحيدة التي تستطيع من خلالها إجبار جسدك على عدم تحويل أفكارك السلبية ومخاوفك إلى أعراض بدنية.
حان الوقت كي تتوقف عن التضحية بصحتك. اسع للحصول على المساعدة إذا كنت تحتاج إليها.
ففي النهاية، صحة عقلك وبدنك هي مفتاح سعادتك.