7 تأثيرات نفسية لأزمة فيروس كورونا المستجد

بجانب اتخاذ إجراءات وقائية صارمة لحماية نفسك من الإصابة بفيروس كوفيد-19، تحتاج أيضًا إلى الاعتناء بصحتك النفسية خلال هذه الأزمة. ولذلك، نستعرض اليوم بعض التأثيرات النفسية للوضع، والتي تحتاج إلى فهمها والاستعداد لمواجهتها.
7 تأثيرات نفسية لأزمة فيروس كورونا المستجد

آخر تحديث: 21 مايو, 2020

ترشدنا المؤسسات الصحية والجهات الحكومية بشكل مستمر فيما يتعلق بالإجراءات الوقائية التي يجب علينا أن نلتزم بها في مواجهة انتشار فيروس كوفيد-19. ولكن، لا يوجد من يتحدث بشكل كاف عن التأثيرات النفسية لهذه الأزمة. فعوامل مثل العزل الاجتماعي، الحجر الصحي المنزلي، وعدم اليقين يمكن أن تؤثر بشكل كبير على صحتنا النفسية.

بالإضافة إلى ذلك، يوجد عامل آخر لا نأخذه في الاعتبار برغم خطورته. وهو أن الآلاف من الناس يعانون بالفعل من اضطرابات الاكتئاب والقلق، وهذا الوضع قد يزيد من سوء هذه الحالات ويعرضهم لصعوبات كبيرة.

من الواضح أننا لم نواجه موقف كهذا من قبل. ولكن هذا لا يعني أننا لا نستطيع التكيف. بل يجب علينا أن نحافظ على نشاطتنا في عملية حماية أنفسنا من الفيروس و التأثيرات النفسية التي قد تنتج عن الأزمة.

التأثيرات النفسية لفيروس كورونا

مؤخرًا، نشرت المجلة العلمية The Lancet دراسة حول التأثيرات النفسية للفيروس. وللقيام بها، أخذ الخبراء بعض المواقف المشابهة في الاعتبار (برغم أن تأثيرها كان مختلفًا بالطبع).

أحد هذه المواقف، على سبيل المثال، كان الحجر الصحي الذي تم فرضه على عدة مدن في كندا بسبب اندلاع فيروس السارس في عام 2003.

تم فرض الحجر الصحي على سكان هذه المدن لمدة 10 أيام، واستغل علماء النفس هذه الفرصة لتحليل تأثير هذا الوضع عليهم.

من المعلومات التي تم جمعها في ذلك الوقت، وملاجظاتنا للموقف الذي نعيشه حاليًا، يمكننا توقع ظهور التأثيرات النفسية التالية:

1- العزل لمدة تزيد عن 10 أيام يؤثر على الصحة النفسية

إحدى الإجراءات التي نتخذها الآن في محاولة لتجنب انتشار العدوى وحتى في حالة الإصابة بالعدوى (إذا كانت الأعراض خفيفة) هي الحجر الصحي.

وأحد التأثيرات التي استطاع الباحثون ملاحظتها هو أن صحتنا النفسية تبدأ في المعاناة بعد اليوم العاشر من العزل.

بداية من اليوم الحادي عشر، تبدأ أعراض كالقلق، التوترر والضغط النفسي. ومع استمرار هذا الوضع، قد تزيد التأثيرات تعقيدًا ويصعب التعامل معها في الكثير من الحالات.

2- الخوف من العدوى يصبح لاعقلاني

أحد التأثيرات النفسية الأكثر وضوحًا لانتشار فيروس كورونا هو الخوف من الإصابة بالعدوى. ومع استمرار الوضع لفترات طويلة، يبدأ العقل البشري بالشعور بمخاوف لاعقلانية.

لا يهم مدى صحة ودقة المعلومات التي نمتلكها، أو إجراءات الوقاية التي نلجأ إليها، فتدريجيًا يزيد القلق غير الموضوعي.

على سبيل المثال، قد يبدأ البعض في الشعور بالقلق الشديد من الإصابة بالعدوى عن طريق الأطعمة أو الحيوانات الأليفة برغم عدم وجود أدلة علمية تبرر هذا القلق.

3- الملل والإحباط

من الطبيعي في السياقات التي يتم فيها تخفيض التفاعل الاجتماعي، ويبدأ الصمت في السيطرة على الشوارع، ويتم إجبارنا على البقاء في منازلنا أن يخيم شبح الملل على حياتنا.

نعرف أنه يوجد العديد من الوسائل التي تستطيع من خلالها مكافحة الملل. ولكن مع مرور الأيام واستمرار عدم اليقين، يبدأ الإحباط في الظهور على السطح أيضًا.

عدم القدرة على الحفاظ على حرية الحركة وأسلوب الحياة الاعتيادي يخلق مشكلات عاطفية أكثر تعقيدًا.

4- قلة المنتجات الأساسية وتسوق الذعر

في سياق الأوبئة، يلجأ العقل غالبًا إلى اندفاعات غريزية لحماية الإنسان. وأحد تأثيرات ذلك يظهر فيما يُعرف باسم تسوق الذعر.

فأحد احتياجات الإنسان الأساسية هو الطعام والمنتجات الضرورية لحياته، ووجود هذه المنتجات تُشعر الإنسان بالأمان.

وفي المواقف التي ينعدم فيها اليقين، يبدأ المخ في التركيز على الأولويات: التأكد من عدم نفاذ مخزون السلع الأساسية.

لا يهم إذا كانت المتاجر والصيدليات لا تواجه أي مشكلات في توفير هذه السلع، فيدفع المخ الإنسان إلى الإسراع وتخزين هذه السلع بكميات غير منطقية للشعور بالراحة والأمان.

5- انعدام الثقة

أحد التأثيرات النفسية المهمة لانتشار فيروس كورونا هو عدم الوثوق في المصادر المخولة لمناقشة الأزمة: المؤسسات الصحية، السياسيين، العلماء والخبراء.

فيأتي وقت ما مع استمرار هذه الأزمات وعدم اليقين الذي يميزها حيث يبدأ العقل البشري في الشك والنفصال عن الواقع.

ففي بعض الأحيان، تقدم هذه المصادر معلومات متناقضة، ولا يكون هناك دائمًا تنسيق بين السلطات الرسمية المسؤولة.

ولكن يجب أن نتذكر أننا نواجه هذا الموقف لأول مرة، وأن السلطات تستجيب حسب قدراتها ومعرفتها.

انعدام الثقة خلال هذه الفترات هو أسوأ أعدائنا. نظريات المؤامرة لن تساعدنا في شيء، ولكنها ستشكل عائقًا أمامنا.

6- الاضطرابات النفسية تسوء

أشرنا إلى ذلك في البداية. فقد تعاني الفئات الضعيفة بشكل خاص خلال هذه الأزمة.

وهذه الفئات تشمل المصابين بالاكتئاب، الفوبيات، القلق العام، الاضطراب الوسواسي القهري، وغيرهم.

ولذلك، من المهم جدًا دعم هؤلاء، وأن نتجنب تركهم في عزلة طويلة.

7- التفكير السلبي: أسوأ الأعداء

أخطر وأسوأ التأثيرات النفسية لهذه المواقف هو التفكير السلبي. ويعني ذلك توقع الأسوأ دائمًا والشعور بالخوف مما هو آت باستمرار.

هذا التفكير هو مصدر شعورك بأنك ستفقد وظيفتك، أن حياتك ستتغير تمامًا، أنك ستصاب بالمرض، أن أحد أحبائك سيموت، وأن الاقتصاد سينهار.

تذكر أن السلبية لن تفيدك أبدًا، فهي ستشوش عقلك وستخرج أسوأ ما فيك.

في أوقات الأزمات، حاول الحفاظ على هدوئك وعلاقاتك الاجتماعية قدر الإمكان. نحن نواجه الأمر معًا – لنساعد بعضنا البعض على التغلب على هذا الوضع المؤقت.


"تمت مراجعة جميع المصادر المذكورة بعناية شديدة من قبل فريقنا لضمان جودتها وموثوقيتها وتحديثها وصحتها. تم اعتبار الببليوغرافيا لهذه المقالة موثوقة ودقيقة من الناحية الأكاديمية أو العلمية.


  • Brooks, S. K., Webster, R. K., Smith, L. E., Woodland, L., Wessely, S., Neil Greenberg, Fm., … James Rubin, G. (2020). The psychological impact of quarantine and how to reduce it: Rapid review of the evidence. The Lancet6736(20). https://doi.org/10.1016/S0140-6736(20)30460-8

هذا النص مقدم لأغراض إعلامية فقط ولا يحل محل استشارة مع محترف. في حال وجود شكوك، استشر اختصاصيك.