ورق التواليت - لماذا يشتري الناس ورق التواليت بهذه الكميات الكبيرة؟

نستطيع بكل تأكيد أن نعترف بأننا نشهد سلوكيات غريبة ومثيرة للاهتمام بسبب وباء الكورونا المستجد. أحد هذه السلوكيات هو الشراء المذعور وما أدى إليه من اختفاء بعض المنتجات من الأسواق في بعض البلاد. ورق التواليت من هذه المنتجات، والعديد منا يتساءل عن السبب.
ورق التواليت - لماذا يشتري الناس ورق التواليت بهذه الكميات الكبيرة؟

آخر تحديث: 23 مايو, 2020

في بداية هذه الأزمة، واجه الأغلبية العظمى من الناس احتياج طارئ، ألا وهو شراء الأقنعة الطبية والمنتجات المطهرة. هذا الأمر منطقي ومفهوم، فجميعنا نشعر بالقلق ونرغب في حماية أنفسنا وعائلاتنا ضد خطر الفيروس المستجد. ولكن ما الذي يفسر تدافع الناس لشراء ورق التواليت بهذه الكميات، خاصةً مع عدم وجود مشاكل في توفير المنتج؟ ولماذا يوفر اقتناء هذا المنتج بكميات هدوء عاطفي وعقلي لمن يشترونه ويخزنونه؟

بعيدًا عن النكات، التهكم والسخرية، يوجد عدد من التفسيرات التي تحتاج إلى معرفتها. فالأزمة الحالية غير مسبوقة تقريبًا، وهي تؤثر نفسيًا على الأفراد، الرأي العام والشعور العام بشكل كبير.

لماذا يشتري الناس ورق التواليت بهذه الكميات الكبير؟

ورق التواليت من المنتجات المهمة والأساسية، خاصةً في البلاد الغربية.

وبرغم أن بقاءنا لا يعتمد عليه كالطعام والماء، على سبيل المثال، إلا أن عقولنا تعتبره منتجًا لا غنى عنه، ويعده البعض أهم من منتجات المراحيض الأخرى كالصابون مثلًا.

طريقة التفكير هذه متجذرة في الثقافة الغربية. فالأمر المثير للاهتمام هنا هو أن الصينيين لم يُظهروا نفس السلوك خلال الأزمة، فهم لم يتدافعوا لشراء ورق التواليت بكميات، وفهموا أنهم يستطيعون استعمال منتجات أخرى في أوقات الحاجة.

ولكن العقل الغربي يتعامل مع الظروف الطارئة بشكل مختلفة. ونرغب اليوم في إلقاء نظرة فاحصة ومحاولة تفسير هذا السلوك.

حد أدنى من الراحة لا نرغب في التخلي عنه

إذا كنا سنبقى في البيت لعدة أسابيع، نحتاج إلى ضمان تحقيق حد أدنى من الراحة.

وإذا وجدنا أنفسنا في موقف، حيث لا نستطيع الخروج للتسوق، هناك بعض المنتجات التي نعتقد أننا لا نستطيع العيش بدونها.

ولأن ورق التواليت أحد هذه المنتجات للبعض، يندفعون لتخزينه للشعور بحد أدنى من الراحة والأمان.

السلوك اللاعقلاني معدٍ

ورق التواليت

أحد الأشياء التي نعرفها عن طريق دراستنا لمجال علم نفس المستهلك هو أن سلوك الاستهلاك اندفاعي وغير منطقي إلى حد كبير.

فيكفينا أن نشاهد سلوك الآخرين فيما يتعلق بشراء منتج معين حتى نشعر بحاجة في القيام بنفس الشيء. قد لا نقوم بتقليد نفس السلوك في وقت مشاهدته، ولكن في لحظة ما بعد ذلك، سنفعل.

  • لا يشتري الناس ورق التواليت لأنهم يعتقدون أنه منتج أساسي فحسب، ولكنهم يقومون بذلك أيضًا لأنهم يشاهدون الآخرين يقومون بذلك.
  • تعرض البرامج التلفزيونية ووسائل التواصل الاجتماعي باستمرار مشاهد لأناس يملؤون عربات التسوق بورق التواليت. لا يمكن إيقاف تأثير هذه العدوى.
  • يوجد كذلك ظاهرة أخرى مهمة. فهذا المنتج يحتل مكان كبير على أرفف المتاجر، وعندما نرى أنها فارغة، يؤثر ذلك على تفكيرنا.
  • فذلك يخلق شعورًا بأن هذا المنتج لا يمكن التخلي عنه. وهو ما يدفعنا إلى محاولة تخزينه.

إذا اشترى الجميع بكميات، لن يبقى ما يكفي لي

حقيقة تدافع عدد كبير لشراء هذا المنتج بكميات كبيرة يؤدي إلى الشعور بالقلق من أنه سيختفي تمامًا من الأسواق.

قد لا تشعر بالحاجة إلى تخزين كميات كبيرة من منتج معين. ولكن، مجرد رؤية الآخرين وهم يقومون بذلك يدفعك إلى الاعتقاد بأنك إذا لم تسرع لتشتريه، لن يبقى لك شيء.

في فترات عدم اليقين، الشراء يوفر شعورًا بالسيطرة

يوجد عامل آخر مثير للاهتمام من الناحية النفسية. فعندما نمر بفترات صعبة، وعندما نكون محاطين بمشاعر عدم اليقين، انعدام الأمان والقلق، تسمح لنا عملية شراء المنتجات بالشعور بالتحكم.

فامتلاك ما يكفي من الطعام والمنتجات الأساسية في المنزل يساعدك ببساطة على الشعور بالأمان والثقة. فعقلك في هذه الحالة يهدأ مع يقينك بتغطية جميع احتياجاتك الأساسية.

ختامًا، برغم أن هذا السلوك قد يبدو سخيفًا وغير عقلاني للكثير منا، إلا أنه سلوك يمكن تفسيره، فهو مجرد تأثير آخر للشعور بالذعر، ونتيجة لحاجتنا إلى استعادة السيطرة في وقت لأزمات.


هذا النص مقدم لأغراض إعلامية فقط ولا يحل محل استشارة مع محترف. في حال وجود شكوك، استشر اختصاصيك.