العنف النفسي - علامات مدمّرة يتركها العنف النفسي على أجساد ضحاياه

قد لا تكون هناك علامات جسدية ظاهرة تدل على حدوثه، بيد أن العنف النفسي كفيل بأن يترك آثارًا مدمرة على حياة ضحاياه.
العنف النفسي - علامات مدمّرة يتركها العنف النفسي على أجساد ضحاياه

آخر تحديث: 05 مايو, 2019

ما هو العنف النفسي وما هي تأثيراته الخطيرة؟ اكتشف معنا في هذه المقالة.

العنف هو سلوك فردي أو مجتمعي يهدف صاحبه إلى إلحاق الأذى عمدًا بالضحية. وتتفاوت درجات العنف باختلاف أنواعه.

فهنالك ما يعرف بالعنف النفسي الذي يندرج تحت تصنيف العنف الصامت الذي لا يترك آثارًا جسدية جليّة، ولكنه كفيل بترك آثارًا نفسية مدمرة على حياة الضحية.

وفي هذه المقالة، سنتعرف أكثر على الآثار التي يخلفها العنف النفسي على أجسادنا، كيف يمكن لذلك أن يؤثر سلبيًا على جودة حياتنا، وما هي الطرق التي يتوجب علينا سلكها لتجنب الوقوع ضحايا لهذا النوع من العنف المقيت.

فهذه الظاهرة المجتمعية السيئة يمكن أن تؤدي إلى معاناة ضحاياها من مشكلات صحية شديدة الخطورة على المدى الطويل.

العنف النفسي

العنف النفسي هو ذلك العنف اللفظي (غير الجسدي) الذي يرتكز على الإذلال، الإقصاء، الإهانة، العزل أو التنمر.

وتكمن خطورة هذا العنف في كونه لا يترك آثارًا جسدية ظاهرة على ضحاياه كالكدمات أو الندوب أو الخدوش.

يعتمد هذا النوع من العنف في الأساس على إخضاع الطرف المقابل والإضرار به عن طريق وضعه تحت وطأة الضغوطات المستمرة.

وتتعدد طرق ممارسة هذا النوع من العنف، بما في ذلك الصراخ والإهانة وغيرها من الوسائل التي تحط من كرامة الضحية.

اضطراب النوم

آثار العنف النفسي على الجسد

1. اضطرابات النوم

تنجم اضطرابات النوم عادةً عن العنف النفسي.

فالجرعات الزائدة من الضغوطات والعنف اللفظي  تخلف اضطرابات نفسية تعاني منها الضحية، كالتوتر والقلق والأرق.

ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد يتسبب إخضاع الضحية لمختلف طرق الإهانة والإذلال في الإصابة باضطرابات قلبية وعصبية.

فالخوف من المعتدي يؤرق الضحية ويُضعف حالتها النفسية، ويزيد من ميلها نحو الانطوائية وتجنب المواجهة.

يؤدي أيضًا عدم حصول الضحية على أقساط كافية من النوم إلى الضعف الجسدي وزيادة القابلية للإصابة بالأمراض.

2. اضطرابات الأكل

بصورة عامة، يعاني ضحايا العنف النفسي من اضطرابات الأكل.

يؤدي هذا النوع من العنف، الذي يعتمد بالأساس على الحط من قدر الطرف المقابل، إلى توليد شعور لدى الضحية بأنها لا تستحق شيئًا، وأن ما يحدث لها ناتج عن أخطائها الشخصية.

وهذه النظرة المشوّهة للواقع تؤدي إلى:

  • فقدان الشهية
  • فقدان السيطرة على النفس
  • عدم الشعور بالأمان والتقليل من أهمية تناول الطعام

تعرف اضطرابات الأكل بأنها مرض قائم على تدمير صورة الجسد.

وتوجد هناك عدة عوامل مختلفة يمكن أن تؤدي في نهاية المطاف إلى اضطرابات الأكل، ولعل أبرزها الشعور بالوحدة، الإحباط، كبت الغضب والتوتر العاطفي.

  • ومن الشائع أيضًا لدى ضحايا العنف النفسي معاناتهم من التهابات المعدة، الألم المعوي الحاد، وحرقة المعدة.

3. اضطراب مستويات ضغط الدم

يعد اضطراب مستويات ضغط الدم أحد أبرز الأعراض التي يشكو منها ضحايا العنف النفسي عادةً.

فالعيش في حالة ترقب دائم للدفاع عن النفس يترك أثرًا مدمرًا على الجسد ويؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.

يعمل الدماغ على إرسال اشارات تحذيرية نظرًا لكون الجسم مُحاطًا ببيئة خطرة، وهو ما ينتج عنه زيادة معدلات ضخ الدم في الجسم.

عادةً ما يعاني الأشخاص الذين يتواجدون في بيئات خطرة حول العالم أو أولئك المعرضون لتهديد دائم من ضغط الدم المرتفع.

بإيجاز، يعد ارتفاع ضغط الدم استراتيجة دفاع ينتهجها الجسم خاصةً لدى أولئك الذين يعانون من العنف النفسي.

4. الاكتئاب

يؤدي العنف النفسي إلى دفع الضحية نحو غياهب الاكتئاب والحنق الشديد.

توجد هناك عدة عوامل مرتبطة بالعنف الجسدي من شأنها أن تخلف اضطرابات نفسية لدى الضحية، ومنها:

  • الابتزاز
  • الغيرة المفرطة
  • فقدان الحرية أو التحكم بالمال
  • إطلاق الألقاب المهينة
  • التحكم المطلق بالعلاقات الاجتماعية
  • التعدي على الخصوصية وانتهاكها
  • الصراخ، الإهانة، والحط من القيمة
  • التحكم المطلق في اختيار الملابس
  • العلاقات الجنسية القهرية
  • الهيمنة والخضوع

لذا، فمن غير المستغرب أن يلجأ ضحية العنف النفسي، حتى بدون أن يعاني من آلام جسدية، إلى حالة من العزلة التامة.

وقد تبلغ حالة الاكتئاب لدى ضحية العنف النفسي إلى مرحلة التفكير في الانتحار أو عدم الاكتراث مطلقًا إزاء كل ما يحدث في الحياة.

وما يزيد الأمور سوءًا هو أن في أغلب الحالات يكون المعتدي شريكًا أو قريبًا من العائلة.

الاكتئاب

نصائح لتجنب العنف النفسي

نقدم لك بعض النصائح لتجنب الوقوع ضحية للعنف النفسي:

  • من يكنّ لك الحب لن يجعلك تذرف الدموع.
  • ارفض الصراخ ومظاهر الغضب ولا تتقبلها.
  • ارفض الإهانات والعنف اللفظي.
  • اعتد برأيك ولا تنتقص من قيمته.
  • لا تكن تابعًا لأحد.
  • لا تبرر السلوك العنيف ولا تدافع عنه.
  • لا يمكنك أن تسامح الآخرين إلى الأبد.
  • إن كنت تخشى شريكك، فهذا ليس حبًا.

إن كنت ضحية للعنف النفسي، فامنح نفسك وقتًا للتفكير والتأمل، وتسلّح بالشجاعة واطلب المساعدة من الآخرين.


"تمت مراجعة جميع المصادر المذكورة بعناية شديدة من قبل فريقنا لضمان جودتها وموثوقيتها وتحديثها وصحتها. تم اعتبار الببليوغرافيا لهذه المقالة موثوقة ودقيقة من الناحية الأكاديمية أو العلمية.


  • Coker, A. L., Davis, K. E., Arias, I., Desai, S., Sanderson, M., Brandt, H. M., & Smith, P. H. (2002). Physical and mental health effects of intimate partner violence for men and women. American Journal of Preventive Medicine, 23(4), 260–268. https://doi.org/10.1016/s0749-3797(02)00514-7
  • Dokkedahl, S., Kok, R. N., Murphy, S., Kristensen, T. R., Bech-Hansen, D., & Elklit, A. (2019). The psychological subtype of intimate partner violence and its effect on mental health: protocol for a systematic review and meta-analysis. Systematic Reviews8(1), 198. https://doi.org/10.1186/s13643-019-1118-1
  • Kimber, M., McTavish, J. R., Couturier, J., Boven, A., Gill, S., Dimitropoulos, G., & MacMillan, H. L. (2017). Consequences of child emotional abuse, emotional neglect and exposure to intimate partner violence for eating disorders: a systematic critical review. BMC Psychology, 5(1), 33. https://doi.org/10.1186/s40359-017-0202-3
  • Koo, D. L., Nam, H., Thomas, R. J., & Yun, C. H. (2018). Sleep Disturbances as a Risk Factor for Stroke. Journal of Stroke20(1), 12–32. https://doi.org/10.5853/jos.2017.02887
  • Mwakanyamale, A. A., & Yizhen, Y. (2019). Psychological maltreatment and its relationship with self-esteem and psychological stress among adolescents in Tanzania: a community based, cross-sectional study. BMC Psychiatry19(1), 176. https://doi.org/10.1186/s12888-019-2139-y
  • Rantala, M. J., Luoto, S., Krama, T., & Krams, I. (2019). Eating Disorders: An Evolutionary Psychoneuroimmunological Approach. Frontiers in Psychology, 10, 2200. https://doi.org/10.3389/fpsyg.2019.02200
  • Rivera, P. M., Fincham, F. D., & Bray, B. C. (2018). Latent Classes of Maltreatment: A Systematic Review and Critique. Child Maltreatment23(1), 3–24. https://doi.org/10.1177/1077559517728125
  • Simmons, J., Wijma, B., & Swahnberg, K. (2015). Lifetime co-occurrence of violence victimisation and symptoms of psychological ill health: a cross-sectional study of Swedish male and female clinical and population samples. BMC Public Health15, 979. https://doi.org/10.1186/s12889-015-2311-3
  • Wassing, R., Benjamins, J. S., Dekker, K., Moens, S., Spiegelhalder, K., Feige, B., Riemann, D., van der Sluis, S., Van Der Werf, Y. D., Talamini, L. M., Walker, M. P., Schalkwijk, F., & Van Someren, E. J. (2016). Slow dissolving of emotional distress contributes to hyperarousal. Proceedings of the National Academy of Sciences of the United States of America113(9), 2538–2543. https://doi.org/10.1073/pnas.1522520113
  • Wilkins, N., Myers, L., Kuehl, T., Bauman, A., & Hertz, M. (2018). Connecting the Dots: State Health Department Approaches to Addressing Shared Risk and Protective Factors Across Multiple Forms of Violence. Journal of Public Health Management and Practice, 24, S32–S41. https://doi.org/10.1097/phh.0000000000000669; texto completo

هذا النص مقدم لأغراض إعلامية فقط ولا يحل محل استشارة مع محترف. في حال وجود شكوك، استشر اختصاصيك.