كم ستستغرق عملية تطوير لقاح لفيروس كورونا؟
نسمع كل فترة منذ اندلاع الوباء عن عمل الباحثين حول العالم ليلًا ونهارًا على تطوير لقاح لفيروس كورونا المستجد. ولكن لماذا يستغرق الأمر كل هذا الوقت؟
ترغب الجرائد والمواقع الإلكترونية في جذب انتباه الناس بعناوينها المثيرة حول اكتشاف العلماء لقاح لفيروس كورونا يوميًا. وهم يتجاهلون التعقيد الشديد لهذه العملية لينشروا بعض الأمل والتفاؤل في المجتمع.
الحقيقة التي لا يحب أحد سماعها هي أن عملية تطوير لقاح لفيروس كورونا ستكون عملية مكلفة للغاية، والأهم من ذلك، بطيئة جدًا.
وذلك برغم تعاون مؤسسات عملاقة حول العالم واستثمار أموال طائلة بالفعل في هذه العملية.
إذن كم ستستغرق عملية تطوير لقاح لفيروس كورونا حقًا؟ حتى الآن، لا يوجد إجابة محددة. ولكننا اليوم نرغب في استعراض المزيد عن مراحل هذه العملية لتقديم صورة أفضل لما يمكن توقعه.
ننصحك بقراءة:
اللقاحات: مكافحة العدو
اللقاح هو محلول يمكننا من خلاله خلق مناعة ضد الفيروس عن طريق تحفيز إنتاج الأجسام المضادة.
وفي الغالب، يحتوي هذا المحلول على أشكال ضعيفة أو ميتة من الميكروب الذي نرغب في مكافحته.
هذا العامل ينشط الجهاز المناعي، فيكون قادرًا على التعرف على وتدمير الخطر، والأهم من ذلك، تذكره في المستقبل.
بذلك، يستطيع الجهاز المناعي معرفة الكيفية الصحيحة للتعامل مع هذا العدو في المستقبل، فيكون قادرًا على منع الإصابة بالعدوى.
لهذا السبب لا تعتبر الإنفلونزا مشكلة لنا. فعند حصولنا على اللقاح الموسمي المكافح لها، لا يوجد ما يجب القلق بشأنه.
اقرأ أيضًا:
تطوير لقاح لفيروس كورونا المستجد
عملية تطوير اللقاح معقدة وطويلة، كما ذكرنا. تستغرق العملية في الحالات الطبيعية بين 10 و15 عامًا. وغالبًا ما تشمل جهودًا مشتركة بين المؤسسات الخاصة والحكومية.
لا تفزع! ففي هذه الحالة، عملية تكوير لقاح لفيروس كورونا أولوية، ويقدر الخبراء أنها ستستغرق بين 12 إلى 18 شهرًا فقط. ونستعرض تفاصيل العملية في القسم التالي.
مرحلة التصفية
تشمل هذه العملية جميع الخطوات الأساسية التي يقوم بها الباحثون في المعمل.
الخطوة الأولى، والتي تعد أكثر تعقيدًا مما تبدو عليه، هي فصل الفيروس عن المريض في صورة مزرعة. وهو ما حدث في حالة فيروس كورونا بعد اكتشاف الفيروس بشهر واحد.
بعد الفصل، يقوم العلماء بتعديل الفيروس أو إضعافه أو عزل سمومه. من خلال ذلك، يستطيعون تحويله إلى لقاح في المستقبل.
هذه المرحلة الأول تستغرق 2-4 سنوات في الظروف العادية.
المرحلة ما قبل السريرية
في هذه المرحلة، يقوم الباحثون باستعمال العامل الضعيف الناتج عن المرحلة الأولى في تلقيح أنسجة حيوانية منفصلة أو حيوانات حية (كجرذان المعامل) لرؤية ما إذا كان الجهاز المناعي سيستجيب فعلًا.
لا يتم ذلك على البشر أبدًا لأن خطر العدوى يكون عاليًا جدًا. تفشل العديد من اللقاحات في هذه المرحلة لأنها لا تحفز الاستجابة المطلوبة في الجسم.
بعد إتمام هذه العملية، وحسب نوع الاستجابة، يبدأ تطوير اللقاح لاستعماله على البشر.
التجارب السريرية على البشر
هنا يبدأ بدون شك أكثر الأجزاء أهمية وتعقيدًا، وهو يشمل مراحل مختلفة أيضًا:
- المرحلة I: يستعين الخبراء بمجموعة من البالغين، بين سن 20 و80 عام غالبًا، ويقومون بتلقيحهم. الهدف هنا هو تقييم سلامة اللقاح المحتمل وتحديد نوع ومدى الاستجابة المناعية له.
- المرحلة II: يقوم الخبراء الآن بزيادة عدد المشاركين إلى عدة مئات. الأفراد المعرضون لخطر أكبر أمام المرض يمكن أن يشاركوا في هذه المرحلة.
- المرحلة III: يتم الآن تجربة اللقاح على الآلاف من الناس. وهنا قد تظهر بعض الآثار الجانبية التي لا تظهر في المجموعات الصغيرة. ومهما كانت ندرة هذه الآثار، يجب تحديدها وتسجيلها.
إذا تجاهلنا المواضيع القانونية والموافقة الحكومية، إذا مر اللقاح بالمرحلة III، يمكننا أن نقول أنه أصبح جاهزًا للاستخدام.
ما الوضع إذن فيما يتعلق بلقاح فيروس كورونا المستجد؟
العديد من البلاد لا تزال في المرحلة ما قبل السريرية. وهو ما يعني أننا نحتاج إلى المزيد من التجارب على الحيوانات لتأكيد فعالية المركبات.
ولكن، تجدر الإشارة إلى أن الصين انتقلت إلى المرحلة I من التجارب السريرية على البشر في نهاية شهر مارس الماضي.
هذا خبر جيد، ولكن نحتاج إلى توضيح أن الحد الأدنى لفترة المتابعة للمشاركين في الدراسة هو ستة أشهر.
بعد ذلك، سيقوم الخبراء بزيادة العدد، الانتظار لبعض الوقت، ثم بدء الإنتاج الشامل.
الانتظار للحصول على لقاح فعال لفيروس كورونا قد يكون محبطًا. ولكن يجب ألا ننسى أننا نعيش بشكل طبيعي مع وجود العديد من الأمراض التي لا نمتلك لها لقاحات.
أهم شيء يجب أن نقوم به الآن هو تقليل عدد المصابين بالعدوى والوثوق في أننا سنتغلب على هذه الأزمة قريبًا.
"تمت مراجعة جميع المصادر المذكورة بعناية شديدة من قبل فريقنا لضمان جودتها وموثوقيتها وتحديثها وصحتها. تم اعتبار الببليوغرافيا لهذه المقالة موثوقة ودقيقة من الناحية الأكاديمية أو العلمية.
- Amanat F, Krammer F. SARS-CoV-2 Vaccines: Status Report [published online ahead of print, 2020 Apr 3]. Immunity. 2020;S1074-7613(20)30120-5. doi:10.1016/j.immuni.2020.03.007
- Hodgson, J. (2020). The pandemic pipeline. Nature Biotechnology. https://doi.org/10.1038/d41587-020-00005-
- Chen, W. H., Strych, U., Hotez, P. J., & Bottazzi, M. E. (2020). The SARS-CoV-2 Vaccine Pipeline: an Overview. Current Tropical Medicine Reports. Springer. https://doi.org/10.1007/s40475-020-00201-6