كيفية علاج حالة الشرى الجلدي لدى الأطفال

الشرى لدى الأطفال يعد مشكلة خطيرة. وتظهر هذه الحالة عند تعرض الطفل لمادة مسببة الحساسية. تابع القراءة لاكتشاف المزيد عنها وعن كيفية علاجها.
كيفية علاج حالة الشرى الجلدي لدى الأطفال

آخر تحديث: 14 أكتوبر, 2020

في معظم الأحيان، يظهر الشرى الجلدي لدى الأطفال نتيجة رد فعل تحسسي. في هذه الحالة، لا يؤدي الشرى إلى النتوءات الحمراء التقليدية في منطقة معينة من الجسم، بل إلى آفات جلدية كبيرة الحجم وموزعة في مناطق واسعة ومختلفة من الجسم.

مسببات الحساسية هي العناصر التي تحفز ظهور الاستجابات التحسسية وهي مختلفة بالنسبة لكل شخص. على سبيل المثال، يمكن لطفل أن يصاب بحالة الشرى الجلدي بسبب تعرضه للغبار، في حين لا تظهر أي أعراض على إخوته.

أعراض الشرى الجلدي الأساسية

أعراض الشرى الجلدي الأساسية

كما ذكرنا، تؤدي هذه الحالة إلى استجابة تحسسية تحتل مناطق واسعة من الجلد. وتظهر الأعراض بعد التعرض للمادة المهيجة بوقت قصير، ويمكن العثور على هذه المواد في البيئة المحيطة، الملابس، الهواء، التربة أو حتى شعر الحيوانات.

الحكة هي أحد العلامات الرئيسية لحالة الشرى. وهي تتسم بحدتها التي تدفع المصاب إلى الهرش المستمر، هو ما ينطوي على خطر الإصابة بحالات مختلفة. فبهذه الطريقة تستطيع البكتيريا الدخول من خلال الجروح المفتوحة والتكاثر، مما يؤدي إلى عدوى أكبر في المنطقة.

في هذه الحالة، تكون البثور والنتوءات بارزة، على عكس ردود الفعل التحسسية الخفيفة الأخرى. يبدأ التورم بعد مرور بضع ساعات بعد التعرض، وأحيانًا يبدأ فورًا خلال عدة دقائق. يشير ذلك إلى احتمالية الإصابة بصدمة الحساسية.

حجم المنطقة المصابة يختلف من طفل إلى طفل. ويمكن للآفات النشطة الظهور في مناطق متعددة من الجسم في نفس الوقت. ولكنها أكثر شيوعًا في مناطق كالوجه، اليدين، القدمين ومنطقة الفخذ. والجذع ليس مستثنى، خاصةً في حالة حساسية الطعام.

يوجد بعض الأعراض الأخرى المرتبطة بالحالة بعيدًا عن الآفات الجلدية، وهي كالتالي:

  • الغثيان والقيء: تظهر هذه الأعراض بسبب نفس العملية التحسسية الداخلية، والتي تؤدي إلى التهاب غشاء المعدة المخاطي.
  • ألم البطن: أحيانًا يظهر مع الحمى خفيفة. وفي أحيان أخرى، يظهر بسبب زيادة التمعج المعوي الذي يحاول إزالة مسببات الحساسية التي دخلت إلى السبيل الهضمي.

مسببات الحساسية الشائعة لدى الأطفال

الشرى الجلدي في حالة الأطفال يظهر لأسباب عديدة مختلفة. ويستجيب كل طفل لمسببات حساسية مختلفة بشكل خاص. ولكن أكثر مسببات الحساسية شيوعًا هي كالتالي:

  • الطعام: بعض الأطفال يعانون من الحساسية ضد الفواكه الحمراء، البعض الآخر يعاني من الحساسية ضد البيض، وآخرون يعانون من الحساسية ضد بعض البهارات. بشكل عام، يكتشف الآباء نوع الحساسية مع ظهور أول حالة شرى بعد تناول الطفل لمسبب الحساسية.
  • الحشرات: لدغات الحشرات من مسببات الردود التحسسية المحتملة. في هذه الحالات، تصبح المنطقة المصابة ملتهبة جدًا، وهو ما ينتشر إلى مناطق أخرى أيضًا.
  • حبوب اللقاح المنتشرة في البيئة المحيطة: أشخر الخريف والربيع هي الأسوأ بالنسبة لهؤلاء الأطفال بسبب انتشار حبوب اللقاح. في هذه الحالات، بجانب ردود الفعل الجلدية، يعاني الأطفال عادةً من السعال، العطس، وحتى التشنج القصبي.
  • أنواع العدوى: بالإضافة إلى الأعراض التي تنبع من مسببات الحساسية، تظهر بعض الآفات بسبب التفاعل بين الجهاز المناعي وخلايا الجسم. ويرجع هذا إلى أنواع معينة من الفيروسات والبكتيريا.
  • الأدوية: العديد من الأطفال يعانون من الحساسية ضد عقاقير معينة. ومن المهم الإلمام بجميع مركبات الأدوية التي يتم تقديمها للأطفال. ففي العديد من الأحيان، لا تؤدي العناصر النشطة في الأدوية إلى الحساسية، بل المواد الثانوية التي تُضاف إلليها.
  • العطور: منتجات التجميل والعطور يمكن أن تكون مهيجة جدًا للجلد، لذلك يوجد العديد من منتجات العطور المخصصة لاستعمال الأطفال. برغم ذلك، إذا كان جلد الطفل حساس جدًا، سيتفاعل حتى مع هذه المنتجات المخصصة.

كيفية علاج الشرى الجلدي لدى الأطفال

أولًا، الشرى حالة ليس من السهل تشخيصها دائمًا لدى الأطفال. وبعد نجاح الطبيب المتخصص في تشخيص الحالة، من المهم أن يصف عقاقير مضادة للحساسية لمكافحة الأعراض. في نفس الوقت، يمكن للطفل أن يستفيد من بعض العلاجات المنزلية المفيدة. هذا المزيج سيساعد الطفل على التعافي بشكل أسرع.

مضادات الهستامين شائعة الاستعمال في معظم عقاقير الحساسية. ويحب كثير من المرضى استعمال عقاقير مثل الديفينهيدرامين واللوراتادين في هذه الحالات لأنها تخفف الحكة واحمرار الجلد بشكل واضح.

ولكن، برغم ذلك، لا يعتبر ذلك خيارًا جيدًا للأطفال لأن هذه العقاقير تميل إلى جعل المرضى يشعرون بالكسل والنعاس. لذلك من المهم استشارة متخصص لأنه الوحيد القادر على تحديد ما إذا كانت الحالة تتطلب استعمال هذه الأدوية.

عند استعمال هذه العقاقير  لفترة محدودة، لا تظهر أي مشكلات على المدى الطويل. الاستعمال الوريدي أو العضلي يتم اللجوء إليه حصريًا في حالة الشرى الذي يتحول إلى صدمة حساسية، وهو أمر نادر.

العلاجات المنزلية

طفل مريض

بالنسبة للعلاجات المنزلية، يوجد العديد من الخيارات المتاحة. فالعديد من المكونات الطبيعية قادرة على تخفيف أعراض الحالة، خاصةً الحكة.

أسهل طريقة لتخفيف أعراض الحساسية هي استعمال الكمادات الباردة. فالبرودة تخفف الالتهاب والاحمرار، وهو ما يخفف رد الفعل التحسسي. استعمال الكمادات الباردة بجانب مضادات الهستامين والستيرويدات القشرية يوفر راحة فورية.

كإجراء وقائي، من المهم للطفل تجنب التعرض لمسببات الحساسية التي يستجيب جسمه لها. أيضًا، من الضروري تكييف غرفة نوم الطفل حسب حالته. مثلًا، من المهم ألا تحتوي على أقمشة أو سجاد يسهل تراكم العث. تثبيت جهاز مزيل للرطوبة سيكون فكرة جيدة أيضًا لتقليل الغبار في الجو.

أما في حالة ظهور الشرى بسبب نوع من أنواع الأطعمة، يجب إزالة هذا النوع ببساطة من نظام الطفل الغذائي. بالنسبة للأطفال تحت سن عامين، يوجد عناصر كالفراولة مثلًا لا يجب تناولها كإجراء وقائي لأنها يمكن أن تسبب حساسية قوية للبعض.

راجع طبيب الأطفال دائمًا

هذه أهم نصيحة يمكن تقديمها في هذه الحالة. فالشرى لا يختفي بين عشية وضحاها. لهذا السبب، من الضروري استشارة طبيب أطفال متخصص. تذكر أن التعامل الاحترافي مع هذه الحالة ضروري لاكتشاف المسببات وتخفيف الأعراض.

إذا ظهرت الحساسية بشكل متكرر، يجب الحذر الشديد بخصوص احتمالية ظهور صدمة الحساسية. هذه حالة طارئ تتطلب دخول الطفل المستشفى سريعًا، ويجب القيام بكل شيء ممكن لتجنب حدوثها.


"تمت مراجعة جميع المصادر المذكورة بعناية شديدة من قبل فريقنا لضمان جودتها وموثوقيتها وتحديثها وصحتها. تم اعتبار الببليوغرافيا لهذه المقالة موثوقة ودقيقة من الناحية الأكاديمية أو العلمية.


  • Máspero, Jorge, et al. “GUÍA ARGENTINA DE URTICARIA Y ANGIOEDEMA.” Medicina (Buenos Aires) 74 (2014).
  • Talamantes, Concepción Sierra, Violeta Zaragozá Ninet, and Remedios Alamar Martínez. “Aproximación a la clínica: diagnóstico y manejo de la urticaria.” Enfermería Dermatológica 11.32 (2017): 10-23.
  • Zúñiga, Roberto Velasco. “PROTOCOLOS DIAGNÓSTICOS Y TERAPÉUTICOS EN URGENCIAS DE PEDIATRÍA.” (2019).
  • Hung, Lisa, et al. “Human ex vivo and in vitro disease models to study food allergy.” Asia Pacific Allergy 9.1 (2018).
  • Casanueva, C. Ortega. “Alergia a la picadura de insectos.” PediatríaIntegral (2018): 138.
  • López, José Guadalupe Huerta, Álvaro Pedroza Meléndez, and Enrique López Valentín. “Urticaria crónica en niños. Revisión sistemática.” Alergia, Asma e Inmunología Pediátricas 29.1 (2020): 16-30.
  • de Miguel, Cristina Salas. “Urticaria, anafilaxia e intoxicación en pediatría.” (2018).
  • de Durana, María Dolores Alonso Díaz. Alergia a los pólenes de ciprés y olivo: fenotipos clínicos y perfil de reconocimiento de alérgenos en pacientes con doble sensibilización. Diss. Universidad de Alcalá, 2017.
  • Ferreira, Margarida Silva Vicente. Alergia de contacto a perfumes: 5 anos de experiência de consulta. MS thesis. 2016.

هذا النص مقدم لأغراض إعلامية فقط ولا يحل محل استشارة مع محترف. في حال وجود شكوك، استشر اختصاصيك.