حالات الحساسية - اكتشف معنا اليوم كيف تطورت

انتشار الحساسية آخذ في الزيادة عالميًا، خاصةً بين الفئات العمرية الصغيرة. ولكن، كيف ظهرت الحساسية على المستوى التطوري لدى البشر؟ اكتشف الإجابة في هذه المقالة.
حالات الحساسية - اكتشف معنا اليوم كيف تطورت

آخر تحديث: 30 أغسطس, 2020

يعاني العديد من الناس من حالات الحساسية المختلفة. هذه الأنواع من الاستجابات أصبحت شائعة أكثر في الآونة الأخيرة، ويقدر بأن بين 30-40% من سكان العالم أصيبوا بها في مرحلة ما من حياتهم. ولكن كيف تطورت حالات الحساسية لدى البشر؟

الحساسية هي استجابة مناعية ضد مادة تكون غالبًا غير مضرة للجسم المضيف لها. يعني ذلك أن الأجسام المضادة الخاصة بالجهاز المناعي للشخص المصاب بالحساسية تعتبر بعض العوامل البيئية غير الضارة كمصدر للخطر.

لذلك، تتحرك لطرد هذه العوامل. يؤدي ذلك إلى التهابات بدرجات مختلفة في الجيوب المجاورة للأنف، الجلد، الجهاز الهضمي، وغيرها.

هذا الأمر يجعلنا نتساءل: لماذا يستجيب الجهاز المناعي بهذا الشكل عند التعرض لعوامل غير ضارة كهذه؟ في هذه المقالة، نتحدث عن دور حالات الحساسية في تطور البشر.

كيف تطورت حالات الحساسية

كيف تطورت حالات الحساسية

الغرض الحقيقي من ردود الفعل التحسسية لا يزال من الموضوعات المثيرة للجدل حتى يومنا هذا. يوجد ما يُعرف بفرضية الصحة، والتي تقترح أن الحساسية انتشرت عالميًا بسبب نقص التعرض لمسببات المرض الحقيقية.

وفي دراسة حديثة، يشير الباحثون إلى أن البروتينات الموجودة في العناصر التي يتصل بها البشر بشكل يومي تشبه الموجودة في أجسام الطفيليات.

ونقص نشاط الجهاز المناعي بسبب عدم الاتصال بهذه الكائنات الضارة يجعله يعتبر أي إشارات أخرى شبيهة كمصادر محتملة للخطر، مما يؤدي إلى ردود الفعل التقليدية للحساسية.

وقدمت الدراسة المذكورة الأدلة التالية لدعم هذه الفرضية:

  • قام فريق البحث بمراقبة استجابة الأجسان المضادة لبروتين من جنس من الطفيليات، يُعرف باسم البلهارسية المنسونية. هذا البروتين يشبه كثيرًا البروتين الموجود في غبار لقاح البتولا.
  • نفس الأجسام المضادة، التي كانت مسؤولة عن التخلص من بروتين الطفيلي، استجابت لغبار لقاح البتولا.

برغم أن هذه النتائج قد تبدو بسيطة، إلا أنها توفر الكثير من المعلومات المهمة. أبرز هذه المعلومات هي أن نقص مصادر الخطر الحقيقية يجعل الجهاز المناعي يستبدلها بمصادر أخرى غير خطيرة.

الاستجابات ليست عرضية

يمكننا التمسك بهذا التفسير المحتمل لأنه يبدو مقنعًا ويوجد أدلة علمية تثبت صحته. ولكن، بعض العلماء يدافعون عن نظريات أخرى.

فبعض الدراسات التي تم جمعها في مقالة نُشرت في المجلة العلمية الأمريكية تقترح أن هذه الاستجابات التحسسية لا تظهر في الواقع عن طريق المصادفة.

بدلًا من ذلك، يعتقد الباحثون أن حالات الحساسية تحمينا من المواد السامة الموجودة في البيئة:

  • في واحدة من الدراسات، تم تعريض بعض الفئران لجرعات صغيرة من مادة سامة معينة. وبعد مرور بضعة أسابيع، تم تعريض مجموعة أكبر لجرعات أكثر تركيزًا من نفس المادة.
  • الفئران التي تعرضت لجرعات صغيرة من المادة السامة تمتعت باستجابة مناعية أفضل كثيرًا ضد الجرعات المركزة بالمقارنة بالفئران التي لم يتم تعريضها للجرعات الصغيرة.
  • يعني ذلك أن التعرض للجرعات الصغيرة الأولى دفع الفئران لتطوير أجسام مضادة معينة حضرتها للسيناريوهات المستقبلية الأكثر عنفًا.

ما معنى ذلك؟

امرأة تعطس

إذا قمنا بأخذ هذه النتائج في الاعتبار، من المنطقي التفكير في أنه، من خلال التقيء وضيق التنفس والأعراض الأخرى التقليدية للحساسية، تحضرنا أجسادنا لمواقف الخطر الحقيقية.

عن طريق ذلك، تحمينا أجهزتنا المناعية من المواد الخطيرة حقًا التي من الممكن أن نتعرض لها في المستقبل، وفي نفس الوقت، تخبرنا بأننا نحتاج إلى تجنب المواد التي تسبب هذه الاستجابات العنيفة.

تقترح هذه النظرية أن حالات الحساسية تطورت مع مرور الزمن كآليات دفاعية لدى البشر. يعني ذلك أنها استجابات مقصودة وذات غرض.

خاتمة

كما استعرضنا خلال هذه المقالة، يوجد نظريات مختلفة فيما يتعلق بسبب تطور حالات الحساسية المختلفة لدى البشر.

لا يوجد يقين أو حقائق مثبتة بعد، بل هي جميعًا وسائل مختلفة تحاول تفسير هذه الظاهرة العالمية الآخذة في الانتشار.

ولا يزال السبب الحقيقي لتطور الحساسية غير معروف حتى الآن.


"تمت مراجعة جميع المصادر المذكورة بعناية شديدة من قبل فريقنا لضمان جودتها وموثوقيتها وتحديثها وصحتها. تم اعتبار الببليوغرافيا لهذه المقالة موثوقة ودقيقة من الناحية الأكاديمية أو العلمية.



هذا النص مقدم لأغراض إعلامية فقط ولا يحل محل استشارة مع محترف. في حال وجود شكوك، استشر اختصاصيك.