عقلية الضحية المزمنة : لماذا يقضي بعض الناس كل يومهم وهم يشتكون؟

ما يجعلنا أفضل كل يوم هو السلوك الجيّد الذي من خلاله يمكننا التغلّب على أيّ موقف صعب والمضي قدمًا. للأسف، ليس لدى الجميع القدرة على القيام بذلك، بل على العكس، البعض يغوص في بحر من السلبية، ويصبحون " ضحايا أنفسهم " لبقيّة حياتهم.
عقلية الضحية المزمنة : لماذا يقضي بعض الناس كل يومهم وهم يشتكون؟
Bernardo Peña

تمت المراجعة والموافقة من قبلتمت المراجعة والموافقة عليها من قبل عالم نفس Bernardo Peña.

كتب بواسطة فريق التحرير

آخر تحديث: 21 ديسمبر, 2022

هل تعرف أحدًا يعاني من عقلية الضحية المزمنة؟ هنالك عدة أسباب محتملة لذلك. على أيّة حال، جميع تلك الأسباب تؤدّي إلى خصائص شائعة تكون لدى هذا النوع من الأشخاص.

الأشخاص الذين يعانون من عقلية الضحية المزمنة يكونون عادةً غير واثقين في أنفسهم، يعتمدون على مساعدة الآخرين، غير قادرين على حل مشاكلهم الخاصة أو إدراك أخطائهم بالإضافة إلى سمات أخرى.

عقلية الضحية لا تؤثّر على أسلوب حياة الأشخاص الذين يعانون منها وحسب، بل تؤثر أيضًا على الناس المحيطين بهم.

جميعنا قد واجه لحظات صعبة حقًا في مرحلة ما. كل منّا كان ضحيّة، سواء أكان ذلك لأنّ أحدهم حاول أن يؤذينا، أو لأنّ قراراتنا السيئة قد وضعتنا في هكذا حالة.

ما يجعلنا أفضل كل يوم هو السلوك الجيّد الذي من خلاله يمكننا التغلّب على أيّ موقف صعب والمضي قدمًا.

للأسف، ليس لدى الجميع القدرة على القيام بذلك، بل على العكس، البعض يغوص في بحر من السلبية، ويصبحون ” ضحايا أنفسهم ” لبقيّة حياتهم.

كيف يتصّرف الأشخاص الذين يمتلكون عقلية الضحية المزمنة؟

عقلية الضحية المزمنة

من السهل التعرّف على هذا النوع من الأشخاص. ببساطة يكفيك أن تنتبه إلى تعابير وجههم، طريقة مشيهم السيئة ونبرة صوتهم المتشائمة دومًا.

  •  إنّهم يحالون أن يبرروا ما يحدث لهم على أنّه نوع من اللعنة أو أنّه خطأ شخص آخر.
  • كنتيجة لذلك، فهم يزيدون من تأصل عقليّة الضحيّة فيهم حتّى تنفر الناس من حولهم.
  • يميلون إلى التمسّك بمشاعر كالمرارة أو الغيرة، كما أنّهم يتجنبون تحمّل أيّ مسؤولية ممكنة لمصائبهم.

هنالك بعض الخصائص الأكثر وضوحًا لدى الأشخاص الذين يملكون عقلية الضحية المزمنة:

1ـ يلومون الآخرين على عدم المساعدة

في معظم الأوقات، يشعرون بالإحباط عندما لا يتلقون المساعدة من الآخرين.

كما أنهم لا يثقون بقدراتهم ولا يشعرون أنّهم قادرون على حل مشكلاتهم الخاصّة. عمومًا، فهم يميلون إلى جعل كل شيء دراميًا جدًا.

2ـ يتلاعبون بالحقائق بلا وعي

زوجان متخاصمان

لا يهم ما قد تكون القصة الحقيقيّة المسببة لمشاكلهم. فهم دائمًا يبحثون عن طريقة ليشوهون الحقائق، بحيث تصبح المشاكل خطأ شخص آخر، وليس خطأهم أبدًا.

وهو أمر يقومون به بشكل طبيعي من خلال عقلية الضحيّة التي يملكونها.

3ـ يظهرون نقد ذاتي محدود

على الرغم من أنّ الأشخاص الذين لديهم عقلية الضحية المزمنة غير قادرين على إدراك صفاتهم الجيّدة، يمكنهم أن ينتقدوا أفعالهم.

ومع ذلك، قد لا يكون هذا الأمر سوى طريقة إضافية لإثبات أن المشاكل هي خطأ شخص آخر.

في النهاية، إنّ عقليّة الضحية التي لديهم تجعل قدرتهم على انتقاد الذات محدودة للغاية.

4ـ مخيلتهم متمركزة على المصائب

فتاة تحسد صديقتها

هذا النوع من الأشخاص يتخيّل أن العالم كلّه يعاني ولا شيء جيّد ممكن أن يأتي في المستقبل.

في الواقع، إنّهم يشعرون بالراحة عندما يتحدثون عن هذا الأمر مع الأشخاص الآخرين. وهذا كلّه مستمَّد من الرؤية المشوهة للواقع.

5ـ يتلاعبون دون وعي

في هذه الحالة يلجؤون إلى الابتزاز باعتباره الوسيلة الوحيدة للحصول على المساعدة التي يحتاجونها عندما يرغبون بذلك.

بناء على ذلك، فهم يتلاعبون بعقول الآخرين، ويجعلون أنفسهم ضحايا في جميع الأوقات. فعندما يعانون من حادثة أو مصيبة ما، يشعر الناس المحيطين بهم بالمسؤولية تجاههم ويقدمون لهم المساعدة التي يبحثون عنها.

6ـ المشكلة تصبح أبديّة

فتاة تخاصم صديقاتها

عقلية الضحية المزمنة هي مشكلة تزداد سوءًا مع مرور الوقت. وتصبح المصائب والشكوى حالة اعتيادية.

وهذا يمكن أن يجعلنا نشعر باليأس والإحباط، ويصبح كل شيء عبئًا عاطفيًا.

في هذه المرحلة، يتحول بعض الأشخاص إلى ضحايا لحياتهم الخاصة ولا يمكنهم العثور على مخرج من ذلك.

إن كانت هذه حالتك أو حالة شخص تعرفه، فكّر في السعي للحصول على المساعدة وسوف تندهش من النتائج.


"تمت مراجعة جميع المصادر المذكورة بعناية شديدة من قبل فريقنا لضمان جودتها وموثوقيتها وتحديثها وصحتها. تم اعتبار الببليوغرافيا لهذه المقالة موثوقة ودقيقة من الناحية الأكاديمية أو العلمية.


  • José María Perceval. (2008). Víctimas y verdugos. Realidad y construcción de la víctima y el victimismo. Universitat Internacional de la Pau. Recull de ponències, Nº. 22, 2008 (Ejemplar dedicado a: XXII edició. Processos de pau. Sant Cugat del Vallès, Juliol 2007), ISBN 978-84-61-16996-2, págs. 201-212. https://dialnet.unirioja.es/servlet/articulo?codigo=2794465
  • Pilar San Juan Sanz. (2015). PLAYING RUSSIAN ROULETTE (A CASE ABOUT BORDERLINE PERSONALITY DISORDER AND ALCOHOL AND COCAINE DEPENDENCE). Revista de Patología Dual. https://patologiadual.es/docs/revista/pdfs/2015_6.pdf

هذا النص مقدم لأغراض إعلامية فقط ولا يحل محل استشارة مع محترف. في حال وجود شكوك، استشر اختصاصيك.