لدونة المخ العصبية - ما هي وما هي أهميتها؟
لدونة المخ العصبية تعتبر أحد أهم الاكتشافات الحديثة بخصوص جسم الإنسان. وقدرة المخ على التغير والتكيف مع السلوكيات والتجارب الجديدة.
حتى وقت قريب، اعتقد العلماء أن الدوائر العصبية تتشكل وتتغير خلال مرحلة الطفولة فقط. أي أنهم كانوا يظنون أنه من المستحيل تغيير الروابط الموجودة أو تشكيل روابط جديدة في سن البلوغ وفقًا للتجارب أو عمليات التعلم التي يمر بها الإنسان.
ولكن، اكتشف العلماء مؤخرًا أن خلايا المخ العصبية تستطيع التجدد تشريحيًا باستمرار وأيضًا تشكيل روابط جديدة. وهذا ما يُعرف باسم لدونة المخ العصبية.
في هذه المقالة، نطلعك على كل المعلومات التي تحتاج إلى معرفتها عن هذه الظاهرة المهمة.
ننصحك بقراءة:
لدونة المخ العصبية
في الماضي، اعتقد العلماء أن الأنسجة العصبية تتغير خلال المراحل المبكرة من حياة الإنسان فقط. كان ذلك يعني أنه من المستحيل تعافي المخ من الإصابات التي تؤثر عليه. ولكن، في السنوات الأخيرة، اكتشف الباحثون عدم صحة ذلك.
اللدونة العصبية هي قدرة الخلايا العصبية على التجدد. وهذا التجدد يمكن أن يكون تشريحيًا أو وظيفيًا. هذه العملية تشمل العديد من التفاعلات البيوكيميائية والأيضية. وهي تتميز بقدرة تكيف هائلة.
اللدونة العصبية تشير إلى الطريقة التي يقوم بها الجهاز العصبي الخاص بالإنسان بتكوين روابط جديدة. وهو يقوم بذلك استجابة للمحفزات والمعلومات الجديدة، أو حتى لعلاج الضرر اللاحق بالروابط القديمة.
بدأ العلماء في ملاحظة ذلك في ستينات القرن الماضي. وذلك من خلال مراقبة عدة حالات من البالغين الذين أصيبوا بسكتة دماغية. ولاحظوا أن العديد منهم تعافى بعد الإصابة.
بعد ذلك، بدؤوا في اللجوء لبعض فحوصات التصوير والمحاكاة لإثبات لدونة المخ العصبية. ولا يزال العلماء يبحثون في جميع جوانب هذه الظاهرة.
اقرأ أيضًا:
كيفية عمل لدونة المخ العصبية
المشبك العصبي هي المنطقة التي تتواصل فيها الخلايا العصبية مع بعضها البعض. عندما يولد الإنسان، يكون هناك عدد محدود من المشابك العصبية لكل خلية عصبية في القشرة المخية.
في هذه المرحلة، يعتقد العلماء أن عدد المشابك العصبية يصل إلى 2500 مشبك. ولكن، مع مرور السنوات، يزيد هذا العدد ويصل إلى نحو 10 آلاف مشبك لكل خلية عصبية.
يحدث ذلك لأنه، مع تقدمنا في السن، نمر بتجارب مختلفة ونتعلم سلوكيات جديدة. يؤدي ذلك إلى تشكل روابط جديدة في الدماغ وزيادة قوة الروابط الموجودة بالفعل. هذا يعني أيضًا أن الروابط التي لا يتم استخدامها تموت.
لدونة المخ العصبية تعني أن المشابك العصبية تستمر في التشكل والتجدد طوال حياة الإنسان. ويحدث ذلك من خلال آليات جزيئية وكيميائية عديدة.
لذلك، في كل مرة يتعلم فيها الإنسان أشياء جديدة، يعزز بذلك المشابك العصبية أو حتى يزيد عددها.
خلال هذه العملية، أهم ما يحدث هو كالتالي:
- يتم استعادة القابلية لاستثارة الخلية العصبية. ويحدث ذلك بسبب استعادة توازن الأيونات داخل وخارج الخلية العصبية.
- تتجدد أجزاء الخلية العصبية التي أصيبت بالتلف، خاصةً ما يُعرف بالمحور العصبي.
- يتم استعادة الدوائر التي لم تكن نشطة.
هذه التفاعلات معقدة جدًا. ولكن النتيجة في النهاية تكون زيادة الروابط في المخ.
أهمية هذا الاكتشاف
لدونة المخ العصبية مهمة بشكل أساسي لعمليات العلاج. عن طريق اكتشاف وجود هذه الظاهرة، اكتشف العلماء أن العديد من إصابات المخ قابلة في الواقع للعلاج. فعن طريق تكوين الروابط الجديدة، يستطيع الدماغ استعادة بعض وظائفه.
على سبيل المثال، يدرس الباحثون ذلك حاليًا في حالة مرضى الإصابات الصدمية. ولكن يوجد أمراض أخرى يستطيع الأطباء التعامل معها بشكل أفضل مع امتلاك هذه المعرفة الجديدة، منها:
- الاضطراب الوسواس القهري
- أنواع معينة من الفصام
- اضطراب نقص الانتباه مع فرط الحركة
- القلق والاكتئاب
لا يزال العلماء يحاولون تعلم المزيد والمزيد عن هذه الظاهرة المثيرة للاهتمام. وهو ما سيساعدهم على التعامل مع العديد من الأمراض في المستقبل.
"تمت مراجعة جميع المصادر المذكورة بعناية شديدة من قبل فريقنا لضمان جودتها وموثوقيتها وتحديثها وصحتها. تم اعتبار الببليوغرافيا لهذه المقالة موثوقة ودقيقة من الناحية الأكاديمية أو العلمية.
-
Costandi, M. (2016). Neuroplasticity. MIt Press.
- Virginia Garcés-vieira, M., & Camilo Suárez-escudero, J. (2014). Neuroplasticidad: aspectos bioquímicos y neurofisiológicos Neuroplasticity: Biochemical and neurophysiological aspects. Rev CES Med (Vol. 28).
-
Demarin, V., & MOROVIĆ, S. (2014). Neuroplasticity. Periodicum biologorum, 116(2), 209-211.
