مرور الوقت - هل الوقت كفيل بشفاء كل الجراح التي تصيبنا في حياتنا؟

على الرغم من القول الشائع بأن "الزمن كفيل بشفاء كل شيء،" إلا أن الواقع يفرض عليك أيضًا بأن تلعب دورًا في هذا الجانب.
مرور الوقت - هل الوقت كفيل بشفاء كل الجراح التي تصيبنا في حياتنا؟
Bernardo Peña

تمت المراجعة والموافقة من قبلتمت المراجعة والموافقة عليها من قبل عالم نفس Bernardo Peña.

كتب بواسطة Raquel Lemos Rodríguez

آخر تحديث: 11 أكتوبر, 2022

كم عدد المرات التي قلت فيها بإن مرور الوقت كفيل بشفاء جميع الجراح؟

فمتى ما مررت بتجربة الانفصال عن أحدهم أو أي تجربة أخرى كفيلة بأن تشعرك بالانكسار فعليًا، تبدأ تلك الفترة العصيبة التي يتوجب عليك، بطريقة ما، أن تتجاوزها وتنهض مجددًا.

لكن هل تقوم بذلك بصورة صحيحة؟ هل تسمح لأيدي القدر بالتكفل بعلاجك جميع تلك الآلام التي تعاني منها؟

من المهم أن تترك مرور الوقت يلعب دوره في عملية الشفاء، ولكن لن يشف الوقت شيئًا إذا لم تقم بدورك أنت أيضًا. فهذه مسؤوليتك وليست مسؤولية الوقت.

 الألم يحتاج إلى مرور الوقت

ألم الجراح يحتاج للوقت

سيكون من غير المنطقي أن تعتقد بأنه يمكنك حل مشكلة أو شفاء جرح خلال مدة زمنية محددة وقصيرة. فالحياة لا تسير بهذه الطريقة.

علاوة على ذلك، لا تستطيع أن تتنبأ كم من الوقت ستستغرقه عملية “الشفاء” هذه.

وبالنظر إلى هذه الأمور جميعًا، هناك شيء وحيد لا يمكنك القيام به مطلقًا، ألا وهو العيش في الماضي وترك جروحك مفتوحة غائرة إلى الأبد.

فهذا سيكتب لمعاناتك الاستمرار، وبالتالي أول خطوة لابد عليك اتخاذها هي إغلاق الجرح ومنحه الوقت الكافي للشفاء.

سيكون هناك أناس كثر بجوارك يسدون إليك النصيحة بأن تجد شيئًا ما لتصرف انتباهك عمّا تعاني منه، أو أن تجرب أشياء جديدة، أو أن تمضي وقتًا في الخارج رفقة أصدقائك… قد تكون هذه الأشياء إيجابية، لكن لا ينبغي عليك استخدامها كحلول لمشكلاتك.

لن يكون صرف الانتباه عن مشكلاتك سوى ضمادة جروح مؤقتة، فلابد أن يعاودك الألم عاجلًا أم آجلًا.

امنح آلامك بعض الوقت، ربما شهرًا أو أكثر، أو قد يكون عامًا كاملًا حتى. فكل شيء يعتمد على مصدر تلك الآلام.

كل شيء سيكون على ما يرام، وحينما تندمل جراحك سوف تعلم ذلك. وستنظر حينها إلى ندبة الجرح من دون أن تشعر بشيء يذكر.

لا تقف مكتوف الأيدي: تولّ السيطرة

السيطرة على حياتك

رغم أن مرور الوقت يعد عاملًا مهمًا، إلا أن هناك شيء واحد لا يجدر بك القيام به أبدًا: أن تقف مكتوف الأيدي وتتوقع بأن الوقت سيتكفل بكل شيء.

يوجد أشخاص كثر ممن تركوا حلول مشكلاتهم بيد القدر، أو افترضوا بأن الوقت وحده كفيل بشفاء جميع الآلام. ولكن الحياة لا تسير هكذا.

يتوجب عليك تولي زمام السيطرة في حياتك وبذل الجهد الكافي للمساهمة في عملية الشفاء.

فالوقت وحده لا يمتلك القوة المطلوبة ليتكفل بمسؤولية جميع ما يحدث لك في حياتك، إذ ينبغي عليك أن تقوم بدورك أيضًا.

كيف لك أن تتولى زمام السيطرة على الأمور؟ ما الذي يتوجب عليك فعله؟

نود أن نقدم لك مجموعة نصائح ستساعدك على استعادة السيطرة على حياتك.

دع الماضي في الماضي

الماضي موجود لتذكيرك بالتجارب التي عشتها سابقًا واستوعبت دروسًا منها، لكنه يبقى خلفك.

الآن هو وقت التوقف عن العيش في الماضي.

يجب عليك أن تدع الماضي وتمضي قدمًا. صوّب تركيزك على الحاضر لأن الوقت الحالي هو ما يهم.

ابحث عن المساعدة

أنت قوي، لا شك في ذلك، لكنك تحتاج للمساعدة في بعض الأحيان. استند على الأشخاص الذين تثق بهم، والذين يساعدونك على المضي قدمًا ورؤية الحياة عبر منظور جديد.

لا تخجل أبدًا من طلب المساعدة؛ فهناك أناس كثر مستعدين لمد يد العون لك.

كن متفائلًا

مرور الوقت

أنت بحاجة إلى أن تفتح مداركك وترى الحياة من منظور متفائل.

لقد مررت بتجربة عصيبة، لكن ذلك لا يعني نهاية العالم. ستتجاوز كل شيء عاجلًا أم آجلًا، لذا ارسم ابتسامة على وجهك وواصل التقدم!

الحياة جميلة، فعشها!

سامح نفسك والآخرين

هناك شيء واحد أكثر صعوبة من مسامحة الآخرين، ألا وهو مسامحتك لنفسك.

سواء وافقت أم عارضت، فمسامحة النفس تعد جزءًا أساسيًا في عملية التغلب على أي عقبة في الحياة.

فوقتها فقط ستكون قادرًا على التخلي عن العيش في الماضي وتركه وراءك والمضي قدمًا.

لا تعش حياتك بغصة ومرارة، فجراحك بذلك ستبقى مفتوحة إلى الأبد.

هل سبق لك أن تركت شيئًا بين يدي الوقت بينما كانت المسؤولية تقع على عاتقك؟

الألم كفيل بأن يجعلك تدرك بأنك لا ينبغي أن تترك الوقت وحده يتكفل بعملية الشفاء.

الوقت سيساعدك، هذا صحيح، لكنه ليس العلاج. تحلَّ بالشجاعة وتولَّ السيطرة. الحياة جميلة، رغم أنك قد لا ترى ذلك حاليًا.

عش وكن سعيدًا، لأنك تستحق ذلك.


"تمت مراجعة جميع المصادر المذكورة بعناية شديدة من قبل فريقنا لضمان جودتها وموثوقيتها وتحديثها وصحتها. تم اعتبار الببليوغرافيا لهذه المقالة موثوقة ودقيقة من الناحية الأكاديمية أو العلمية.


  • Vassilikopoulou, A., Siomkos, G., Chatzipanagiotou, K., & Pantouvakis, A. (2009). Product-harm crisis management: Time heals all wounds?. Journal of Retailing and Consumer Services, 16(3), 174-180.
  • Rossman, B. R. (2001). Time heals all: How much and for whom?. Journal of Emotional Abuse, 2(1), 31-50.
  • Shaw, M. (2001). Time heals all wounds?. Crime Prevention Studies, 12, 165-198.

هذا النص مقدم لأغراض إعلامية فقط ولا يحل محل استشارة مع محترف. في حال وجود شكوك، استشر اختصاصيك.