كلما نكبر ندرك أن بعض المعارك لا تستحق أن نخوضها

كلما نكبر في السن تتغير الأوضاع. ويأتي يوم يجب أن نصبح فيه انتقائيين عند اختيار الأصدقاء أو المعارك التي نخوضها. تابع القراءة!

كلما يمر الوقت، ندرك أن بعض المعارك الشخصية لا تستحق أن نخوضها. فننسى محادثات وأحلام حلمنا بها في شبابنا ونتناسى أشخاصا معينين.

بدلاً من استعراض هذه الحقائق كخسارات، يجب علينا رؤيتها على حقيقتها: أشياء وضعنا الكثير من الأمل فيها، لكن أدركنا بعدها أنها كانت لا تستحق.

اختبار النمو الشخصي، النضج والتقدم في الحياة كلما يمر الوقت، هو مثل تركيب قطع الأحجية. وخلال فترات معينة في حياتنا، نرتاح لتركيب قطع غير متناسقة في الأماكن الخاطئة.

فقط الوقت والإدراك المتأخر يجعلانا نرى الحقيقة، وهي أن هناك أشياء وأشخاص لا يناسبون حياتنا بعد الآن.

أحيانا يكون من الضروري خسارة المعارك الشخصية التي لا تستحق

خلال شبابنا، تأتي أشياء كثيرة في طريقنا بدون حتى أن نختارها. الأمر يشبه ركوب المركب في الأنهار الغاضبة والمليئة بالحركة.

أحد الأمثلة للأخطاء التي نرتكبها في فترة الشباب هي أننا نقع في غرام أول شخص نقابله ويحرك مشاعرنا.

مثال آخر هو أننا نعقد صداقات مع أشخاص فقط لأننا نراهم بانتظام. على سبيل المثال، قد يكون هؤلاء الأشخاص زملاء الدراسة.

خلال هذه الفترة من حياتنا، نتصرف بهذه الطريقة لأننا لدينا هدف واحد فقط: أن نندمج في المجتمع  أو أن يتم قبولنا.

هذا بالضبط ما يفعله المراهقون، حيث يسيرون في أولى خطواتهم في الحياة وهم يبحثون عن القبول من الأشخاص المحيطين بهم. يتضمن ذلك سماع ما يقوله الآخرون واتباع ما يفعلونه.

لكن كلما نكبر في السن تتغير الأوضاع. ويأتي يوم يجب أن نصبح فيه انتقائيين عند اختيار الأصدقاء أو المعارك التي نخوضها.

يحدث ذلك فقط عندما نكتشف بالضبط ما نريده وما لا نريده في حياتنا، وما نرغب في الكفاح من أجله.

الجودة أهم من الكم

في النهاية، يأتي اليوم الذي يكون لدينا فيه بضع أصدقاء مقربين بدلا من الكثير من الأصدقاء المزيفين.

•  ندرك أخيرا أنه كانت توجد جوانب من الحياة اعتقدنا أنها مهمة للغاية، لكننا ندرك الآن أنها ليست كذلك.
• على سبيل المثال، إذا كنت معتادا على تقدير أن تحظى بحياة اجتماعية ناجحة وأن يكون لك أصدقاء كثر في السابق، الآن تقدر أكثر المجموعات الصغيرة.
•  إذا كنت قد ملئت رأسك بالكثير من المشاريع الضخمة، الآن تركز فقط على هدف واحد في المرة الواحدة.
• من الممكن أيضا أن تكون خضت معارك سببت لك الألم. على سبيل المثال، قد تكون أردت أن يحبك شخص ما، أن تستوعبك عائلتك، أن تظهر للجميع أنك جيد بما فيه الكفاية.
• لكنك الآن تتخلى عن هذه المعارك. السبب هو أنك أصبحت الآن أكثر حكمة.
• فتتبع حدسك الذي يطلب منك عدم الاستمرار في المعركة والمحاربة من أجل أشياء تدفعك بعيدا عن حقيقنك.
• فأنت تحتاج لقبول وحب شخص واحد فقط، وهذا الشخص هو أنت.

النضج والنمو الشخصي

توجد معارك لا تستحق أن نخوضها على الإطلاق. خوض هذه المعارك يعني أن تناقض نفسك.

• عندما ننضج، ندرك أن هناك طرق لا يجب السير فيها، خاصة تلك الطرق التي يطلب منا الآخرون أن نتبعها، والتي لا تتناسب مع شخصيتنا.
• يتطلب النمو الشخصي أن نقول بكل شجاعة ما نريده وما لا نريده، بدون الخوف من ما سيفكر به أو يقوله الآخرون.
•  السير في الطريق الذي نريده يتطلب منا أن نقطع العلاقات مع أشخاص معينين.
• يعني ذلك التخلي عن أي شيء يجعلنا نبكي ونقلق ونحزن ونخوض الكثير من المعارك.
• نفعل ذلك لنكسب شيء أكثر أهمية: الكرامة.

كيف تبعد عن معارك لا تستحق الخوض فيها

أولاً، الأمر غير سهل. الهروب من ميادين شخصية كهذه يتطلب الكثير من الجهد.

للأسف، نعتقد أحيانا أن الخيار الأفضل هو الاستمرار في خوض هذه المعارك الشخصية لأجل علاقات سامة.

• نقول لأنفسنا أنه لنكون أبناء وشركاء صالحون، علينا التنازل عن كل شيء.
• لكن الكثير من هذه المعارك تكون خاسرة بالفعل لأنها تجلب لنا الألم فقط، ولأن هؤلاء الأشخاص لن يتغيروا أبدا.
• قد يكون الأمر مؤلما، لكن من الأفضل أحيانا قطع العلاقات مع أشخاص في حياتك، والخروج من البيئة السامة التي تدمر تقديرنا لذاتنا.
• تذكر أيضا أن هؤلاء الذين يجرحونك كثيرا لا يحبونك.

الأشخاص الذين يتمتعون بالجرأة لا يبذلون كل جهودهم بدون الحصول على شيء في المقابل.

فهم قادرون على خوض معارك تستحق الجهد في هذه الحياة: كمعارك تخص سعادتهم الخاصة وسعادة أحبائهم.