الصبر والصمت من فضائل الحكماء

أن تبقى صامتًا لا يعني أن تدمر شخصيتك أو تلغي آراءك خوفًا من العواقب. تابع قراءة المقالة!
الصبر والصمت من فضائل الحكماء

آخر تحديث: 24 ديسمبر, 2019

يقول كونفوشيوس: “إن الشخص الذي لا يتحلى بصفة الصبر في التعامل مع مشاكل الحياة الصغيرة، سيصاب بالشلل عند مواجهة الصعوبات الكبيرة.”

الصبر فضيلةٌ سامية وفن صعب لا يحسن اتقانه الكثير من الناس. والصمت أيضًا من الخصال المميزة التي ترافق الصبر فتعززه و تضفي عليه طابعًا روحانيًا.

فتمنحك مساحةً للتفكّر بهدوء وتعلمك فن الإنصات إلى الآخرين وتعطيك حيزًا تتواصل فيه مع ذاتك لتستمتع بهدوئك الداخلي.

أن تبقى صامتًا لا يعني أن تدمر شخصيتك أو تلغي آراءك خوفًا من العواقب.

المقصود بالصمت هو أن تتكلم في نطاق المعقول، وتكف عن الشكوى والتذمر، وتعطي لمشاعرك فرصة للتعبير عما بداخلك.

الصبر والصمت فضيلتان من فضائل الحكماء، وركيزتان أساسيتان لتطوير الذات. فلا بد لنا أن نتفكر جيدًا في سبل تحفيز هاتين الفضيليتن داخلنا.

الصبر والصمت من فضائل الحكماء

يمكن القول أن الصبر والصمت  وجهان لعملة واحدة.

ومثال على ذلك نستوحيه من ثقافة الأمريكيين الأصليين، والتي نقلها الكاتب كينت نربورن وبدت واضحة في جميع أعماله أهمية فضائل الصمت والصبر عند هؤلاء البشر.

الأمريكيون الأصليون والصمت

الهنود الحمر2

ينتمي شعب اللاكوتا إلى قبيلة سيوكس في أمريكا الشمالية، إنهم أناس حكماء يتمتعون بروحانية عريقة وعميقة.

والأمر المدهش هو أن إرثهم لا يزال مستمرًا إلى وقتنا الحاضر، ولا زلنا نتعلم منه أمور عظيمة.

كانت شعوب اللاكوتا تؤمن بوجود صلة بينهم وبين جوانب الحياة الخفية، ومع الكيان الذي يرمز إلى الاتحاد مع الأحباء.

يترسخ هذا الارتباط من خلال الاحترام المتبادل والصمت قبل كل شيء. فالصمت ليس فقط الميل إلى الإنصات بل هو هدية لتقاسم الوقت و تبادل الثقة.

  • في كثير من الأحيان، عندما تكون رفقة شخص ما ويسود الصمت الجلسة، تشعر بعدم راحة. لتجنب هذا الشعور، تتفوه بأول شيء يتبادر إلى ذهنك. هذا أمر تحتاج إلى تغييره.
  • لا  شيء أكثر سحرًا من أن تجلس مع أصدقاءك في صمت وسكينة. لا يوجد أي التزام يدفعك للكلام، فحضورك كاف. أي أن نكون متحدين بالرابطة الخفية التي تحدث عنها شعوب اللاكوتا.
  •  الصمت بالنسبة لهم فضيلة من خلالها يدركون طبيعة كل ما يحيط بهم ويعمق ارتباطهم بالأرض والآخرين والطبيعة ودورة الحياة، وحتى بأنفسهم وأفكارهم.

الصبر فن لا يمكن تعليمه، ولكن يمكن تعلمه

غابة وحيوانات

لن يعلمك أحد أن حياتك لن تكون دائمًا على هواك.

كما أنه لا أحد يستطيع أن يجزم لك بأنك مهما كرست نفسك لتحقيق شيء ما، فإنه سيحدث بالطريقة التي أردتها.

يُقال أن الصبر مقدس، ولكنه في الحقيقة فن نتعلمه بمرور الوقت، من خلال التجارب التي نمر بها في حياتنا –  ولا يكتسب من الكتب.

يتطلب التحلي بالصبر قبل كل شيء ألا تستسلم أبدًا. فإذا لم تسير الأمور بالطريقة التي تتمناها، لا تتخلى عن أهدافك أبدًا. فصفة الصبر تشتمل على الهدوء والثقة.

  • الصبورون يعرفون كيف يتأملون، يفكرون في صمت، يدرسون محيطهم ويطورون من ذاتهم حتى تأتي الفرصة المناسبة للتكلم.
  • أولئك غير القادرين على تجنب الضوضاء المحيطة، والأفكار السلبية أو آراء الآخرين، لن يدركوا أبدا مبتغاهم.
  • الصبر يتطلب أن يكون لديك أيضًا الحكمة لمعرفة ما يجب تجنبه وأي الطرق التي يجب اتباعها.

لا تسمح للآخرين بأن يدمروا أحلامك من خلال حديثهم حول الأمور القدرية أو ترديدهم عبارات مثل “لقد فاتك القطار.”

الفوز للصبورين والحكماء. لن يفوتهم القطار أبدًا حتى وإن تأخروا، وسيحظوا بأفضل الفرص.

كل ذلك يستحق منك الانتظار. فالصبر سيقودك إلى تطوير صفات أخرى مثل المثابرة والشجاعة والمرونة، وقبل كل شيء الأمل.


"تمت مراجعة جميع المصادر المذكورة بعناية شديدة من قبل فريقنا لضمان جودتها وموثوقيتها وتحديثها وصحتها. تم اعتبار الببليوغرافيا لهذه المقالة موثوقة ودقيقة من الناحية الأكاديمية أو العلمية.



هذا النص مقدم لأغراض إعلامية فقط ولا يحل محل استشارة مع محترف. في حال وجود شكوك، استشر اختصاصيك.