القلق من فقدان العمل بسبب الوباء: كيف تستطيع التعامل مع الأمر؟

في الفترة الحالية التي تتسم بانعدام اليقين والشك، أحد المخاوف الشائعة تدور بطبيعة الحال حول فقدان مصدر الرزق. تابع القراءة لاكتشاف بعض النقاط الأساسية التي تحتاج إلى أخذها في الاعتبار للتعامل مع هذه المشاعر.
القلق من فقدان العمل بسبب الوباء: كيف تستطيع التعامل مع الأمر؟

آخر تحديث: 21 مايو, 2020

من بين المخاوف العديدة التي قد تسيطر على تفكيرك خلال الأزمة الحالية، قد يكون فقدان العمل هو أكثرها تأثيرًا على حياتك.

لا يعتبر ذلك خوفًا لا عقلانيًا، ولست مخطئًا أو سلبيًا عند التفكير في مثل هذه الأمور. إذن ما الذي تستطيع القيام به لمواجهة الموقف؟

مؤخرًا، أعلنت منظمة العمل الدولية (ILO) أن الأزمة الحالية قد تؤدي إلى فقدان أكثر من 25 مليون شخص حول العالم لوظائفهم.

ولذلك، تحاول جميع البلاد المتأثرة تقريبًا تطبيق إجراءات مختلفة لتوفير الحماية الاجتماعية لمواطنيها. ولكن، يبدو أن ذلك لن يكون كافيًا.

أثار هذا الأمر جدلًا كبيرًا بين الخبراء. فمنهم من يعتقد أن هذا الوضع، إن استمر، قد يؤدي إلى انهيار الاقتصاد، وهو ما سيؤثر على الجميع بلا استثناء، ولذلك يجب العودة إلى الأوضاع الطبيعية.

على الجانب الآخر، يرى بعض الخبراء أن ذلك قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة، وأنه في الوقت الحالي، يجب تشديد الإجراءات أكثر وتركيز الجهود والموارد في محاولة تصميم لقاح فعال للفيروس.

الخوف من فقدان العمل – ما تحتاج إلى القيام به

لنواجه الحقيقة، الخوف ليس أفضل الرفقاء، خاصةً خلال فترة العزل المنزلي. فبسبب هذه الظروف الاستثنائية، قد يتضخم الخوف والقلق حتى يصبحا مركزًا لحياتك فيستهلكانك.

وإذا أضفنا الخوف من الإصابة بالعدوى إلى هذا المزيج، قد تصبح الآثار مدمرة. إذن نحتاج إلى استراتيجيات فعالة نستطيع اتباعها لمواجهة الموقف:

تذكر الأوليات في الوقت الحاضر

كما أشرنا في البداية، الخوف من فقدان العمل بسبب الوباء هو خوف واقعي. فهناك بالفعل من فقدوا وظائفهم، من اضطروا إلى أخذ إجازات بدون مرتب، ومن يعملون من المنزل.

هذا الخوف مفهوم، ولكن من المهم التركيز على أولويات الوقت الحاضر. الأولوية الآن هي حمياة نفسك ومن حولك من المرض.

فركز على اتباع الإجراءات الوقائية السليمة والحفاظ على النظافة الشخصية، ولا تغادر المنزل أنت وعائلتك إلا للضرورة القصوى.

تذكر أن العقل القلق يدفعك إل إهمال الجوانب الأساسية في حياتك. فلا تسمح لنفسك بتجاهل صحة وسلامة نفسك أو أحبائك.

القلق البنّاء بدلًا من القلق السلبي

لديك الحق في الشعور بالخوف بشأن فقدان عملك والتعبير عنه أيضًا، وأنت بالتأكيد لست مخطئًا إذا أصبح هذا القلق جزء من يومك.

ولكن تحتاج إلى الأخذ في الاعتبار أن هناك نوعين من أنواع القلق، وأن نوع واحد فقط يستطيع أن يساعدك خلال مرورك بهذه الظروف الصعبة.

القلق السلبي لن يساعدك على الإطلاق. فهو يشل حركتك ويتغذى على مشاعرك السلبية، فلا تغذيه. وهو يظهر في الكلمات التالية:

  • “عند انتهاء الأمر، سيتغير كل شيء، ولن نستطيع حتى إطعام أنفسنا.”
  • “لن نخرج أبدًا من الأزمة. ستكون كارثة عالمية.”

القلق البنّاء، على الجانب الآخر، يتخذ نهجًا استراتيجيًا وصحيًا. فبدلًا من الأفكار السلبية، اسأل نفسك الأسئلة التالية:

  • ما هي احتمالية فقداني لوظيفتي؟ هل سيكون الأمر مؤقتًا أم دائمًا؟
  • في المجال الذي أعمل فيه، هل ستحتاج إليّ الشركات بعد انتهاء الأزمة؟
  • بالنظر إلى خبرتي، هل الخوف من فقدان الوظيفة أو عدم العثور على وظيفة أخرى هو خوف عقلاني؟
  • ما المعلومات الي حصلت عليها من الشركة التي أعمل بها؟ كيف ستواجه الشركة الوضع؟
  • إذا فقدت عملي فعلًا، ماذا سأفعل؟ هل ستكون فرصة للبحث عن وظيفة أفضل أو لتطوير مهاراتي؟

سيطر على جميع المصادر التي تغذي خوفك

من الوسائل الأساسية التي تستطيع من خلالها تخفيض نسبة الخوف الذي تشعر به هي السيطرة على الأمور التي تغذي هذا الخوف.

على سبيل المثال، قد تكون مجموعة الواتساب الخاصة بزملاء العمل مصدرًا يزيد من شعورك بالقلق بشأن الوضع.

تذكر أن المعلومات الخاطئة تنتشر بسهولة في هذا المناخ، وأنه يتم المبالغة دائمًا في كل شيء، وأننا لا نسمع إلا صوت المتشائمين والسلبيين.

حدد المواقف، المعلومات، والأفراد الذين يزيدون من شعورك بالقلق، ثم حاول الابتعاد عن هذه المصادر.

من المهم أن تكون واقعيًا، ولكن ليس فاقدًا للأمل أو متشائمًا. تعامل مع مخاوفك بشكل بناء، وليس انهزاميًا.


هذا النص مقدم لأغراض إعلامية فقط ولا يحل محل استشارة مع محترف. في حال وجود شكوك، استشر اختصاصيك.