كيف سيغيرنا فيروس كورونا المستجد؟

هل ستقربنا أزمة فيروس كورونا أكثر من بعضنا البعض؟ أم هل سيغير الخوف من الأوبئة الجديدة حياتنا بالكامل؟ نحن متأكدون من أننا سنتغلب على الأزمة في النهاية، ولكن كيف ستكون تأثيراتها على المدى الطويل؟
كيف سيغيرنا فيروس كورونا المستجد؟

آخر تحديث: 21 مايو, 2020

كيف سيغيرنا ما نمر به حاليًا بسبب فيروس كورونا المستجد ؟ كيف ستكون تأثيرات الأزمة علينا بعد سنة، خمس أو عشر سنوات من الآن؟

في كل مرة نواجه فيها أزمة جديدة، يسأل الخبراء في مجال علم النفس أنفسهم هذه الأسئلة. فمن واقع خبرتنا وعلمنا، نعرف أن هذا النوع من الأحداث يغيرنا على المدى الطويل. ونعرف أيضًا أننا، كبشر، نتعلم الكثير من هذه المواقف.

يتساءل العديد من الناس عما إذا كنا سنخرج من هذه الأزمة أكثر وحدة وتضامن، أم إذا كنا سنحتاج إلى الاستمرار في الالتزام بالتباعد الاجتماعي كوسيلة وقائية ضد أنواع العدوى الجديدة.

السيناريو الأخير محبط، وسيكون في الواقع طريقة غير طبيعية للعيش. فالبشر كائنات اجتماعية تحتاج إلى الاتصال بالآخرين بشكل مستمر للشعور بالسعادة وللحفاظ على الصحة.

تأثير فيروس كورونا المستجد

في اللغة الصينية، الكلمة المستخدمة لترجمة كلمة أزمة هي “وايجي”.  والكلمة تعني بشكل أساسي الألم.

والمثير للاهتمام هو أن الكلمة تنقسم إلى جزأين: الجزء الأول يعني الخطر؛ والجزء الثاني يعني التغيير.

إذن، في الثقافة الصينية، كلمة أزمة تنطوي على نوع من أنواع الخطر، وهي تشير أيضًا إلى نوع من تغيير يطرأ بسبب هذا الخطر.

وما تعلمناه خلال هذه الأزمة هو أن الصين مستعدة جدًا لمواجهة التحديات الجديدة. فحالات العدوى الجديدة محدودة جدًا داخل البلد الآن.

وأصبح تركيز الصين منصب على مساعدة المجتمع الدولي. ففي الأيام الأخيرة، استقبلت أسبانيا وإيطاليا عدد كبير من المنتجات الطبية والمساعدات.

إذن، هل سينتهي هذا الوضع إلى مزيد من الوحدة العالمية والإيثار، وهو ما سيعود بالنفع والفائدة علينا جميعًا؟

مجتمع أكثر اتحادًا في المستقبل؟

إحدى آخر الأزمات التي مر بها العالم كانت واقعة 11 سبتمبر. وبرغم أنها وقعت على أراضي الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن تأثيرها كان عالميًا.

ما نشأ عن هذه الواقعة كان شعورًا قويًا بالوطنية في بعض البلاد، وتطرف أكبر في بعض البلاد الأخرى. فظهرت عداوة لا نزال نشعر بآثارها اليوم في مجتمعنا والجغرافيا السياسية.

ولكننا نواجه أزمة مختلفة في حالة فيروس الكورونا. فاليوم، لا يوجد إلا عدو واحد للجميع، ألا وهو هذا الكائن الدقيق.

في هذا السياق، لا يظهر تأثير اختلاف الأعراق، الأديان، المراكز الاجتماعية أو الجنس. فنحن جميعًا نشعر بالضعف والخطر.

ولذلك، قد يساعدنا هذا الشعور بحل مشكلاتنا واختلافاتنا أخيرًا، فنصبح مجتمعًا أكثر اتحادًا وإيثارًا.

سنتعلم تقدير الأشياء ذات القيمة في حياتنا حقًا

لنتذكر أزمة عام 2008. أدت هذه الأزمة الاقتصادية إلى اندفاع الحكومات في جميع العالم تقريبًا في محاول لإنقاذ البنوك.

ماذا كانت عواقب هذا القرار؟ أصبح الأثرياء من الناس أكثر ثراء، وأصبح على الفقراء محاولة النجاة في أوضاع أسوأ كثيرًا.

أثرت أزمة على الحقوق الاجتماعية للناس. وأحد القطاعات الأكثر تأثرًا كان القطاع الصحي بدون شك. فقلت الاستثمارات في القطاع، قلت أعداد العاملين والأسرة في المستشفيات، وتم تخصيص العديد من الخدمات.

ما نمر به حاليًا بسبب الوباء المستجد قد يجعلنا نعيد التفكير في كل ذلك. فقد تعلمنا أنه لا يستطيع أي مجتمع أن يدعي أنه مجتمع متطور إذا لم يكن يمتلك نظام رعاية صحية قوي.

قد نعيد إذن التفكير في النظام الاقتصادي حيث ينجو الأقوى فقط، ونبدأ في التركيز على حقوق الجميع، بما في ذلك العاملين في مجال الرعاية الصحية، مجال التغذية، وغيرهم ممن يشكلون ركائز مجتمعنا المعاصر.

لسنا أقوياء كما تصورنا

ما نمر به الآن قد يترك أثرًا عميقًا على سلوك البشر. فقد يصاب المجتمع بقلق ما بعد الصدمة.

ومن المحتمل أن يبقى الخوف من العدوى مسيطرًا علينا، فتبدأ سلوكيات وسواسية قهرية في الظهور. وسنقضي شهورًا وحتى سنين بالتأكيد ونحن نشعر بالفراغ بسبب الأفراد الذين فقدناهم.

الأيام التالية للأزمة ستكون عصيبة. فنحن اكتشفنا أننا لسنا أقوياء بالقدر الذي تخيلناه. نحن غير محصنين ضد هذه الأحداث غير المتوقعة التي قد تغير عالمنا الذي نعرفه تمامًا.

يجب علينا أن ندرك أن الحياة سلعة عابرة وثمينة للغاية. فنحتاج إلى أن نتعلم عيشها ببطء وبواقعية، نشر الحب في بيئتنا، الحفاظ على كوكبنا، وترك ميراث ذي قيمة للأجيال القادمة.

أزمة كوفيد-19 ستمر، تأكد من أنها ستغيرك إلى الأفضل.


هذا النص مقدم لأغراض إعلامية فقط ولا يحل محل استشارة مع محترف. في حال وجود شكوك، استشر اختصاصيك.