قصة القردة الحكيمة والدروس المذهلة التي نستطيع تعلمها منها

من المؤكد أنك قد شاهدت من قبل صورة القردة الحكيمة. ولكن هل تعلم قصتها؟ اكتشفها معنا في هذه المقالة.
قصة القردة الحكيمة والدروس المذهلة التي نستطيع تعلمها منها

آخر تحديث: 05 نوفمبر, 2018

تنطوي قصة القردة الحكيمة الكلاسيكية من معبد توشوغو على درسًا بسيطًا وخالدًا: يجب علينا أن ننتبه لما نقوله، نسمعه ونراه.

يقع هذا المعبد المشهور في اليابان. ويعود نقش القردة – قرد يغطي فمه، آخر عينيه، والأخير أذنيه – إلى عام 1636.

لا يوجد مشهد أكثر شهرةً وشيوعًا في جميع أنحاء العالم من نقش القردة الحكيمة الذي أصبح أيقونة يستطيع الجميع التعرف عليها. ولكن، مع ذلك، ضاعت حكمة المشهد الحقيقية تدريجيًا مع مرور الزمن.

يلتزم اليابانيون، على سبيل المثال، بقوانين السلوك الحذر الفلسفية: “لا أرى شرًا، لا أسمع شرًا، لا أتحدث شرًا.”

هذه الحكمة مأخوذة من كتابات كونفوشيوس. وهي تمثل شعورًا “بالاستسلام” للعديد من الناس.

ومع ذلك، يعتقد المؤرخون بوجود علاقة بين صورة القردة الثلاثة ومرشحات سقراط الثلاثة.

وبذلك يمكننا تعلم دروسًا أكثر أهمية وملاءمة لعصرنا الحديث. فهذه الصورة لا تتعلق من قريب أو من بعيد بالخنوع الشرقي القديم الذي تم تأصيله عن طريق تجاهل الظلم.

واليوم، نرغب في التعمق أكثر في قصة القردة الحكيمة لاكتشاف هذه الدروس التي نحن في أشد الحاجة إليها.

اختبار مرشحات سقراط الثلاثة

لفهم التشابهات بين قصة القردة الحكيمة وبين مرشحات سقراط الثلاثة، من المهم أن نفهم أولًا قصة وعبرة:

جاء تابع من أتباع سقراط يومًا يخبره بأن هناك من ينتقده.

وقبل أن يستطيع الطالب المتوتر أن يفتح فمه حتى، سأله سقراط هذه الأسئلة الثلاثة. وهي المرشحات التي كان على التابع أن يفكر فيها قبل قص الموضوع على سقراط.

  • مرشح الحقيقة: هل ما ستقوله الآن حقيقي بشكل كامل؟ هل قمت بالتحقق من كل شيء ستخبرني به بمهارة، عناية وتحفظ لتضمن حقيقة ما ستتفوه به؟
  • مرشح الخير: هل ما ستخبرني به الآن يتسم بالطيبة أو الخير؟
  • مرشح الضرورة: هل ما ستخبرني به ضروري؟ هل هو مفيد أو يجب علي معرفته؟

تعمل هذه المرشحات الثلاثة كدليل يساعدنا على أن نكون أكثر حكمة، تعقلًا ونقدًا لكل شيء نتفوه به.

ويرى العديد من الناس علاقة وثيقة بين هذا الدرس وبين حكمة القردة الحكيمة في معبد توشوغو.

عبرة قصة القردة الحكيمة

القردة الحكيمة

القرد الذي يغطي فمه: إيوازارو

للفيلسوف الياباني، يمثل هذا القرد ضرورة عدم نشر الشر. وهو يرتبط أيضًا بالتوصية بعدم التعبير عن عدم الرضا أو المشاعر السلبية.

التعقل جانب هام من عدم الإفراط في إظهار عالم المشاعر الخاص بك. فالأمر يتعلق بالتحفظ ورباطة الجأش.

أما بالنسبة للعلاقة بين هذه الصورة وبين مرشحات سقراط، يمثل القرد ضرورة عدم الثرثرة أو النميمة.

ذلك لأن من المستحيل التحقق من صحة جميع الإشاعات. ولأن نشرها لا يتصف بالطيبة أو بالخير وأنه من غير الضروري تكرارها.

القرد الذي يغطي أذنيه: كيكازارو

حكمة

في اليابان، يُنظر لمن ينشر الإشاعات، النقد أو الأخبار السيئة بشكل سلبي للغاية.

لذلك يؤمن اليابانيون بأنه من الأفضل سد الأذنين في وجه بعض أنواع المعلومات حتى يحافظون على التوازن.

قد تبدو هذه الفكرة غريبة وصادمة في عالمنا اليوم. فالأخبار السيئة، النميمة والنقد تملأ كل ركن من عالمنا.

برغم ذلك، إذا قمنا بتطبيق مرشحات سقراط الثلاثة، يمكننا أن نتعلم حكمة مختلفة:

  • في بعض الأحيان، نحتاج إلى سماع المعلومات السلبية لأنها تكون مفيدة. على سبيل المثال، تخبر رئيسك في العمل أن عملاء الشركة ليسوا راضين وأنكم بحاجة إلى تغييرات للحفاظ عليهم.

ولكن، على الجانب الآخر، إذا كانت المعلومة غير مفيدة ومؤذية، من الأفضل تذكر حكمة القرد كيكازارو.

القرد الذي يغطي عينيه: ميزارو

القرد الذي يغطي عينيه: ميزارو

وفقًا للقانون الفلسفي والأخلاقي سانتاي، من الأفضل ألا ترى، تسمع أو تتحدث عن الظلم. وكما تعلم، هذه فكرة غير واقعية.

ولكن إذا فحصنا صورة القرد الثلاث بمرشحات سقراط، سندرك شيئًا مختلفًا. فهذا النقش يصبح دعوة مباشرة لنا لإغلاق عيوننا حتى لا نرى غير المفيد أو الخيّر.

لا تنظر إلى الظلام وارفع رأسك لرؤية الجانب المشرق والمتفائل ذو المعنى والأهمية.

في النهاية، تعلمنا هذه القردة الكثير عن احتياجاتنا الشخصية، خاصةً عندما يتعلق الأمر بالأفكار السلبية.

خذ بعض الوقت للتفكير في هذه الدروس وطبقها في حياتك لتسعد.


"تمت مراجعة جميع المصادر المذكورة بعناية شديدة من قبل فريقنا لضمان جودتها وموثوقيتها وتحديثها وصحتها. تم اعتبار الببليوغرافيا لهذه المقالة موثوقة ودقيقة من الناحية الأكاديمية أو العلمية.



هذا النص مقدم لأغراض إعلامية فقط ولا يحل محل استشارة مع محترف. في حال وجود شكوك، استشر اختصاصيك.