الحرمان العاطفي هو نقص غذاء الروح، فكيف نحافظ على صحتنا العاطفية؟

هل يمكن أن يمرض المرء حقًا لأنه لا يحظى بالاهتمام والعاطفة؟ الجواب هو نعم. اكتشف السبب في هذه المقالة.
الحرمان العاطفي هو نقص غذاء الروح، فكيف نحافظ على صحتنا العاطفية؟

آخر تحديث: 11 أكتوبر, 2018

الحرمان العاطفي هو مصدر العديد من أمراضنا.

يمكن للكلمة الطيبة أن تجلب لنا الشفاء والعناق يجعلنا نشعر بالأمان والحب، كما أنّ نظرة مليئة بالعاطفة قد تكون طريقة لإسعاد روحنا.

لكن هل يمكن للمرء أن يمرض حقًا لأنه لا يتلقّى هذا النوع من المودّة؟ الجواب هو نعم.

البشر اجتماعيون وعاطفيون بطبيعتهم، ونحن بحاجة إلى الروابط العاطفية من أجل البقاء وإثبات أنفسنا كجزء من مجموعة.

إذا كانت تفاعلاتنا اليومية تتسم بالأنانية، البرود، الخداع أو عدم الثقة فسيؤثر هذا على احترامنا لذاتنا.

بعد ذلك، سندخل تدريجيًا في دوامة التدمير الذاتي، وينتهي بنا الأمر بالشك في أنفسنا، وبالتالي إصابتنا بالحرمان العاطفي .

فنسأل أنفسنا: “هل أستحق حقًا حب أو احترام الآخرين؟” وتسقط دفاعاتنا، يضعف جهاز المناعة لدينا وتخيّم علينا ظلال الاكتئاب المرعب.

في مقالتنا اليوم، نرغب في التعمّق أكثر في هذا الموضوع الهام والتركيز على الصحة العاطفية للبشر.

طفلة تحتضن قطة

الحرمان العاطفي: فجوات في هويتنا

لقد تعلمنا أن نكون أقوياء طوال حياتنا، خاصةً خلال طفولتنا ومراهقتنا. ومع ذلك، هنالك عائلات تسيء فهم مفهوم القوة العاطفية. فتذكّر:

  • لن يصبح الطفل قويًا إذا لم يحصل على العناق، القبلات أو العاطفة، برغم أن البعض يرى ذلك “ضعفًا.”
  • لن يصبح المراهق بالغًا قويًا إذا علمه والداه أن يكبت عواطفه.
  • وبالمثل، لن يصبح قويًا إذا انتقده والداه بسبب البكاء “لأنّ الأطفال هم فقط من يبكون” أو “أن تكون بالغًا يعني أن تحل مشاكلك بمفردك دون أن تطلب مساعدة الآخرين.”
  • هذا النوع من أساليب التربية ضار وخطير، فالطفل الذي يكبر بدون عاطفة يبدأ في الاعتقاد بأن العالم مكان خطير يجب عليه الدفاع فيه عن نفسه.
  • عاجلًا أو آجلًا، قد يصبح هذا الطفل عدوانيًا وقد تتطور مشاكل الغضب التي يعاني منها تدريجيًا.
  • وبالمثل، إذا لم يختبر الشباب التعاطف والقرب سينتهي بهم الأمر إلى الانفصال عن العالم. سيقومون ببناء جدران عاطفية لينغلقوا على أنفسهم في عالمهم الخاص.
  • هذا الأمر خطير للغاية، فالأشخاص الذين ينغلقون على أنفسهم بعيدًا عن العالم قد يصابون باضطرابات الأكل، يستعينون بتعاطي المخدرات أو الأدوية والصداقات السيئة، الخ..

على الجانب الآخر، لا يجب أن ننسى أن علامات الحرمان العاطفي قد تظهر في جميع الأعمار.

ويحدث ذلك عادةً عندما يطبق أشخاص نهتم لأمرهم ما يسمى في علم النفس بـ” الضربات السلبية.”

وسنطلعك على المزيد بخصوص ذلك في القسم التالي.

الحرمان العاطفي ينتقل عن طريق اللغة

ورقة شجر على شكل قلب

في بعض الأحيان تكون الكلمة مؤذية أكثر من الضربة أو التأثير المباشر على أجسادنا.

اللغة هي وسيلة قوية لنقل المشاعر والتفاعلات من أجل بناء روابط صحية، محترمة وسعيدة. فتذكر:

  • إذا كان أحباؤنا يتواصلون معنا عن طريق الصراخ أو بشكل سلبي باستمرار، فسوف نشعر بالألم العاطفي الذي سيكون له نتائج سلبية فيما بعد.
  • بالإضافة إلى الكلمات المحترمة والإيجابية والهادفة، إننا بحاجة إلى الشعور بأن كلامنا مسموع ومفهوم.
  • نقل الرسالة ليس الجزء الوحيد المهم في عملية التواصل، فمن الضروري أيضًا أن يمارس الأشخاص الاستماع الفعّال.

العلاقة التي لا تظهر فيها علامات المودة ليست حقيقية

الحب الذي لا يتضمن العناق أو اللمسات اليومية، أو الجهود الصغيرة المليئة بالمودة، سيتلاشى تدريجيًا.

إما ذلك، أو سينتهي به الأمر إلى أن يصبح علاقة غير مرضية للطرفين تمامًا.

العلاقة الرومانسية لا تعني تعايش الطرفين مع بعضهم البعض ومشاركة نفس المساحات والمسؤوليات أو السرير فقط.

فبجانب ذلك، يجب علينا الانتباه إلى التفاصيل الصغيرة في العلاقة من أجل بناء رابطة حقيقية.

إن نظرة الإعجاب، الملاطفة الغير متوقعة، العناق والسعي إلى التقارب هي أمور تجعلنا نشعر بالسعادة والأمان.

الحرمان العاطفي يمكن أن يؤثر على صحتنا

فتاة تضع على فمها الأزهار

قد يبدو ذلك غريبًا، لكن هنالك أوقات في حياتنا نعتاد فيها على عدم المعانقة. نعتاد على عدم تلقّي القبلات أو الرسائل الإيجابية.

ونخبر أنفسنا بأننا بخير وأن علاقاتنا قد وصلت إلى تاريخ انتهائها. حتى أننا قد نقنع أنفسنا بأن أطفالنا قد كبروا على هذه الأمور.

ومع ذلك، قد لا تكون تلك هي الحقيقة، فالاعتياد على حياة خالية من العاطفة ليست حياة سعيدة على الإطلاق.

فحياة كهذه قد تؤدي إلى الاكتئاب لأننا نشعر بالفراغ، الإرهاق، الوحدة وعدم التقدير.

تذكر دومًا أن أروحنا بحاجة إلى المودة، العاطفة والكلمات الإيجابية للشعور بالحياة والبقاء.

لا تنسى ذلك أبدًا، وابدأ في التنفيذ!


"تمت مراجعة جميع المصادر المذكورة بعناية شديدة من قبل فريقنا لضمان جودتها وموثوقيتها وتحديثها وصحتها. تم اعتبار الببليوغرافيا لهذه المقالة موثوقة ودقيقة من الناحية الأكاديمية أو العلمية.


  • Garnefski, N., Kraaij, V., & Spinhoven, P. (2001). Negative life events, cognitive emotion regulation and emotional problems. Personality and Individual Differences. https://doi.org/10.1016/S0191-8869(00)00113-6
  • Hamilton, M. (1960). A rating scale for depression. Journal of Neurology, Neurosurgery, and Psychiatry. https://doi.org/10.1136/jnnp.23.1.56

هذا النص مقدم لأغراض إعلامية فقط ولا يحل محل استشارة مع محترف. في حال وجود شكوك، استشر اختصاصيك.