التقمص الوجداني - لماذا يعتبر مهم الآن أكثر من أي وقت مضى؟
التقمص الوجداني خلال الأزمات يصبح ضروريًا أكثر من أي وقت آخر. ويجب على الجميع، أيًا كانت جنسياتهم أو أعراقهم أو مستوياتهم الاجتماعية، التحلي به.
مع ذلك، أحد الأشياء التي يعرفها علماء النفس جيدًا هو أننا لا نلجأ إلى التقمص الوجداني دائمًا، أي أن هناك فرق واضح بين الشعور بألم شخص ما ومجرد فهم هذا الألم.
يرجع ذلك إلى عدم استعداد العديد من الناس لتخطي الحدود الفاصلة بين المشاعر والأفعال. في الواقع، عدد قليل جدًا من الناس قادر على بذل الطاقة والمصادر للصالح العام.
وفي النهاية، هذا هو الغرض الحقيقي للتقمص الوجداني: دعم البقاء والسعادة عن طريق الاتصال بمشاعر الناس والسعي لتقديم الأفضل لهم. الأمر بسيط، ولكن تحقيقه صعب جدًا.
وكما يشير دانييل جولمان، أيًا كان مستوى ذكاء الفرد، بدون التقمص الوجداني النشط والفعال، لن يستطيع التقدم أو تحقيق أي شيء ذي قيمة في حياته.
ننصحك بقراءة:
التقمص الوجداني في مواجهة الأزمات
خلال الأزمات، يمكن للتقمص الوجداني أن يعمل كمحفّز أو وسيلة لاستعادة الانسجام بين المجموعات، للتعرف على احتياجات الأفراد، وللتعاون الفعال.
لذلك، يجب على كل فرد السعي إلى تشجيع الإيجابية وتجنب الصراعات، خاصةً في مواجهة هذه الفترات الصعبة. فالعالم يحتاج إلى عقول وقلوب تستطيع التركيز على خلق حلول.
في القسم التالي، نسكتشف أهمية التقمص الوجداني خلال فترة الوباء الحالي.
اقرأ أيضًا:
التعاطف لفهم احتياجات من حولنا
حاليًا، يوجد أمر أهم وأكثر حسمًا من مجرد محاولة تجنب الإصابة بالعدوى. البعض يقصر نفسه حصريًا على الاعتناء بالعائلة الصغيرة فقط.
ولكن، في مواجهة أزمات كالتي نعيشها حاليًا مع انتشار الوباء في جميع أنحاء العالم وتأثيره على جميع جوانب حياتنا، نحتاج إلى الخروج من هذه الدائرة الضيقة.
نحن بحاجة إلى شبكات دعم في كل حي. نحتاج مثلًا إلى التعرف على من يعيشون وحيدين، المرضى وكبار السن الذين يحتاجون إلى مساعدة مستمرة، من فقدوا مصدر دخلهم بسبب الأزمة، ومحاولة دعم هؤلاء جميعًا.
التقمص العاطفي مفيد جدًا لأنه يسمح لنا بالإحساس بما يشعر به الآخرون. ولكن من الضروري تغذية التقمص الإدراكي أيضًا، والذي يشمل فهم الاحتاجات الأساسية لهم ومحاولة إيجاد حلول لتلبيتها.
جنود الخط الأمامي يحتاجون إلى التعاطف أيضًا
من الواضح لنا جميعًا أن العاملين في مجال الرعاية الصحية هم بطبيعتهم أناس يشعرون بإحساس قوي وصادق بالتعاطف مع مرضاهم.
والآن، حان دور الآخرين للتعاطف مع هؤلاء العاملين. ففي الأيام الأخيرة، وفي بعض الأماكن حول العالم، رأينا الكثير من الأفعال المستنكرة الموجهة إليهم.
بجانب الضغط الهائل الموضوع عليهم حاليًا، يطالبهم البعض بالانتقال من منازلهم خوفًا من احتمالية إصابتهم بالعدوى، ووصل الأمر إلى تلقيهم تهديدات في بعض الأحياء.
هذه السلوكيات تؤدي إلى خوف هؤلاء العاملين وزيادة الضغط عليهم مع أنهم قاموا بالتضحية وكرسوا أنفسهم لمساعدة مجتمعاتهم.
إذا لم نكن قارين على الاعتناء بمن يعتني بنا، كيف سنتغلب على هذا الوضع؟
فرصة للنمو العالمي
التعاطف ضروري خلال أزمة الوباء الحالية، وأكثر من أي وقت مضى. ولدينا فرصة حقيقية الآن لتدريب أنفسنا على هذا السلوك.
وفقًا لدراسة تمت في جامعة مانشستر عن طريق د. كارين تريستن، التقمص الوجداني الفعال، والذي نقدمه من خلال شبكات الدعم الاجتماعي، يخلق روابط أقوى بيننا تزيد من مستوى سعادتنا ومتوسط أعمارنا.
لذلك، قد يكون هذا الوقت هو الفرصة المثالية لتعليم أطفالنا هذا السلوك حتى يتوسع وينتشر في جميع الأحياء والمجتمعات.
أخيرًا، يجب أن نتذكر أننا لن نستطيع النجاة وحدنا وأننا في مركب واحد دائمًا. وأفعال كل فرد في المجتمع تؤثر على المجموعة ككل.
"تمت مراجعة جميع المصادر المذكورة بعناية شديدة من قبل فريقنا لضمان جودتها وموثوقيتها وتحديثها وصحتها. تم اعتبار الببليوغرافيا لهذه المقالة موثوقة ودقيقة من الناحية الأكاديمية أو العلمية.
- Tristen K. Inagaki, Edward Orehek On the Benefits of Giving Social Support: When, Why, and How Support Providers.Personality and Social Psychology Bulletin, 32(3), 313–327. https://doi.org/10.1177/0963721416686212