أهمية حريتك الشخصية والانسجام مع حاجات من حولك

طالما احتفظت باحترامك للأشخاص المحيطين بك، فلا يجوز لأحد أن يحجب الحرية التي هي من حقك، أو ينتقد قيامك بتحقيق ما ترغب به.
أهمية حريتك الشخصية والانسجام مع حاجات من حولك

آخر تحديث: 03 نوفمبر, 2019

الحرية الشخصية هي تجربة لا يحظى بها كل إنسان في حياته.

إن استيعابك لأهمية الحرية الشخصية إنما ينبع من شعورك بالوعي الذاتي. وهو أمر لابد من الوصول إليه باحترام، ذكاء ولباقة.

أنت تعرف أن ذلك ليس دائمًا بالأمر السهل. فأحيانًا تتسبب مسؤولياتك في تقييدك تدريجيًا إلى أن تهمل احتياجاتك الشخصية، فتصبح حياتك أكثر صعوبة.

لذا، فمن الضروري أن تنتبه إلى أولوياتك، وألا تدع مجالًا للأشخاص الذين يتسببون لك في الشعور بالألم أو ينتزعون منك حريتك.

فالأحمال التي تأخذها على عاتقك، والأغلال التي تكبل قدميك وتعيق حقك في الحرية، يمكنها أن تمثل أيضًا عائقًا أمام تطورك الذاتي.

ولذلك نرغب اليوم في إلقاء نظرة فاحصة على هذا الموضوع المهم.

ذلك الصوت المُنبعث من قلبي

الحرية والفراشات

على مدار حياتك، قد تضطر إلى إخفاء العديد من الأمور لأنك تظن أن هذا قد يحافظ على توازن حياتك بشكلٍ أو بآخر.

فتظل رغباتك وحاجاتك كامنة، لأنك تظن أنها لا تتناسب مع شريك حياتك أو مع عائلتك، وتبقى مقيدًا لأنك لا ترغب في جرح شعور الآخرين.

كما أنك تهمل رغبتك الشخصية في الحصول على الحرية والقيام بأعمال أخرى غير تلك المحددة لك من قبل من حولك.

وتقول بلسان حالك “لم يحن الوقت المناسب بعد،” أو ” لقد فات الأوان على تحقيق ذلك،” أو “سأقابل بالسخرية من الآخرين إذا فعلت ذلك.”

يمكنك القول أننا أحيانًا نعيش حياتنا ونحن نركز على العوامل الخارجية أكثر من الأمور التي نشعر بها في داخلنا.

ولهذا فيجب عليك أن تحتفظ في ذهنك ببعض الأشياء البسيطة التي لا يجب أن تغيب عن تفكيرك:

احتياجاتك يمكن أن تكون منسجمة مع احتياجات الآخرين

لا يمكن اعتبار تحقيق احتياجاتك الخاصة، أو التصرف من منطلقة الحرية الشخصية وفقًا لما تؤمن به ووفقًا لتركيبتك الشخصية، على أنه نوع من الأنانية.

وإنما يجب أن تكون لك القدرة على تحقيق ما ترغب به، على أن يكون ذلك دون تخطي حدود التوازن والاحترام.

فإذا رَغبت مثًلا في القيام برحلة أثناء العطلة الأسبوعية بمفردك، فلا يجب أن تتفهم عائلتك أو شريك حياتك هذا الأمر بالشكل الخاطئ، فالسعادة بينكم تبنى على الثقة والاحترام.

الحرية تعتبر حاجة ضرورية وجوهرية لكيانك كإنسان، ومن المهم أن تتعامل معها وفقًا لأسلوبك الخاص.

يجب أن تكون حر في قراراتك بشأن ما تريد أن تفعله على المستوى الشخصي والعملي. فنجاحك مرتبط بانسجام ما تشعر به مع ما تفكر فيه وما تفعله.

  • وإذا وجدت تنافر بين هذه العناصر الرئيسية الثلاثة، فسينتهي بك الحال وأنت تعاني من مستوى منخفض للغاية من التقدير الذاتي.

افعل ما تريد في إطار الاحترام والتوازن، وتجاهل الانتقاد

الحرية النفسية

إذا قمت بتحقيق ما تريد في ظل وعيك بالحدود المسموح بها، دون أن تنسى تحديد أولوياتك، فلن يتمكن أي شيء من إيقافك مطلقًا.

إنك تعلم أن أطفالك – إن كان لديك أبناء – يأتون دائمًا في المقام الأول، إلى جانب التزاماتك تجاه أسرتك، ولكن هذه الأمور لا يجب أن تشكل عائقًا أمام تطورك الذاتي.

إن جوهر الأمر ما هو إلا السعي نحو تحقيق التوازن الصحيح، وهي الحالة التي لا يحظى فيها جانب معين بالسيطرة المطلقة على حياتك.

فيجب أن تفعل كل شيء وأنت تشعر بالمتعة والحب، وأنت تعلم أن كل مجهود تبذله له قيمته.

من الضروري أن تتمرن على ممارسة الحرية الشخصية

1- حدد أولوياتك

وقد أشرنا إلى هذا الأمر في الفقرة السابقة، فأولوياتك هي عبارة عن جوانب من حياتك لا يمكنك الاستغناء عنها.

ولكنك يجب أن تدرك ضرورة ألا تتسلط أي الأولويات على حياتك بصورة مطلقة.

فالحياة ليست كلها للعمل، ولا يجب أن تدور حياتك حول شريك حياتك أو أبنائك فقط. فعزز من اعتمادهم على أنفسهم وكذلك الحرية الشخصية التي هي من حقهم.

هذه الأولويات غالبًا ما تتمثل في ثلاثة أمور وهي: الأسرة، والعمل، والتطوير الذاتي ( وهو الأمر التي نركز عليه في هذا المقال).

2- ارفع مستوى وعيك

غير حياتك في 25 يومًا

صدق أو لا تصدق، فهذ الأمر يشكل صراعًا لأغلب الناس: كيف يمكنك أن تفكر في نفسك، بينما يحتاج إليك الآخرون؟

ليس هذا هو أسلوب التفكير السليم، فهناك طريقة أفضل في التفكير وهي كالتالي:

“إنني أهتم بنفسي، وأبحث عن سعادتي وشعوري بالرضا عن ذاتي حتى أقدم أقصى ما يمكنني لمساعدة الآخرين.”

3- قيم الانتقاد الذي تستقبله بصورة واقعية

قد تنصدم عائلتك بالتغيرات المفاجئة التي طرأت عليك.

لماذا سجلت مؤخرًا وفي هذا التوقيت بالذات بذلك البرنامج التعليمي عن بُعد؟ كيف تقرر فجأة الخروج في رحلة؟

إن ما يفكر به الناس ليس بالأمر المهم، فكل ما تحتاج إليه هو شرح موقفك مرة واحدة.

حيث أن كل إنسان له الحق في بناء سعادته بنفسه وبالشكل الذي يريده.

ولكن عليك أن تجد التوازن بين ما تريده وتفكر فيه، و ما تحتاج إليه وتفعله، ولا تندم على شيء.


"تمت مراجعة جميع المصادر المذكورة بعناية شديدة من قبل فريقنا لضمان جودتها وموثوقيتها وتحديثها وصحتها. تم اعتبار الببليوغرافيا لهذه المقالة موثوقة ودقيقة من الناحية الأكاديمية أو العلمية.


  • Yozgat, U., Çalışkan, S. C., & Ürü, F. O. (2012). Exploring emotional dissonance: on doing what you feel and feeling what you do. Procedia-Social and Behavioral Sciences, 58, 673-682.
  • Wilson, R. S. (2004). Doing what You Think Vs. Doing what You Feel: Using Affect to Evaluate the Quality of Structured Risk Management Decisions (Doctoral dissertation, The Ohio State University).

هذا النص مقدم لأغراض إعلامية فقط ولا يحل محل استشارة مع محترف. في حال وجود شكوك، استشر اختصاصيك.