تشخيص الصرع في مرحلة الطفولة وأسبابه

الصرع في الطفولة مرض خطير. إنه في الواقع حالة مزمنة شديدة تغير حياة أولئك الذين يعانون منها وأسرهم بشكل كبير.
تشخيص الصرع في مرحلة الطفولة وأسبابه

آخر تحديث: 24 نوفمبر, 2020

يغير الصرع في مرحلة الطفولة جودة حياة الطفل إلى حد كبير. لا يؤثر على حياته فحسب، بل يؤثر كذلك على حياة أسرته بأكملها. وذلك لأن جميع من حوله يجب أن يشارك في رعايته، والتي عادة ما تنطوي على توزيع الأدوية، والبحث عن العادات التي يمكن أن تكون ضارة للمريض.

هذه الحالة عبارة عن اضطراب في الموصلات العصبية حيث تقوم الكثير من الخلايا العصبية بإطلاق شحنات كهربائية في نفس الوقت. تعتمد أنواعها وتصنيفها على موقع النشاط الكهربائي.

تابع القراءة لمعرفة أسباب المرض وطرق الكشف عنه.

معدل انتشار وتصنيف الصرع في مرحلة الطفولة

تثبت البيانات التي جمعتها مؤسسة علم أعصاب الأطفال أن حوالي 40٪ من جميع الأطفال الذين تم تشخيصهم بالصرع يحملون المرض ولكن لا يعانون من أي نوبات. هذا مهم للتشخيص التفريقي، لأن تلك الحالات ليست هي التي تأتي لطلب العلاج.

وبالتالي يمكن أن يعاني الطفل من نوبات دون أن يكون مصابًا بالصرع. لذا سيتم إجراء وسائل تشخيصية تكميلية حسب الحاجة لتحديد سبب النوبة. وذلك لأن الاضطراب قد يكون بسبب سبب عصبي أو وعائي آخر.

نعلم كذلك أن حوالي 20٪ من الأطفال المصابين بالصرع يعانون أيضًا من إعاقة ذهنية. يؤثر هذا بشكل عميق على تعليم الرضع المصابين بالاضطراب لأنهم لا يضطرون للتعامل مع نوبات الصرع فحسب، ولكنهم يتخلفون أيضًا في تعليمهم.

وعلى الرغم من ذلك، حالات الصرع في الطفولة ليست متطابقة. وفقًا للتصنيف الدولي، يبدأ البعض في مقدمة الدماغ والبعض الآخر على الجانبين. قد يكون هناك نوبات أو لا بجانب أعراض أخرى مثل فقدان الوعي أو أن يكون الطفل واع تمامًا. قد تكون نوبات التشنج على سبيل المثال عامة أو مقتصرة على طرف واحد.

طفل يعاني من حمى

يعاني الكثير من الأطفال المصابين بالصرع من إعاقات ذهنية وغالبًا ما يتخلفون عن أقرانهم.

قد تريد قراءة:

التشنج الجنبي – ما سبب الإصابة بالحالة وكيف يمكن تجنبها؟

أسباب الصرع وعوامل الخطر في مرحلة الطفولة

عوضًا عن تحديد مصدر الصرع في مرحلة الطفولة، من الأفضل أن نفهم أن هناك عوامل خطورة ومواقف مسببة محتملة.

لا يفهم العلماء تحديدًا الآلية الداخلية للإشارات العصبية. ومع ذلك، هناك سجلات للسياقات التي تعزز الاضطراب.

أكبر خطر في سن الطفولة هو أنه في سن مبكرة يمكن الخلط بين نوبات الحمى ونوبات الصرع حتى سن 4. بصيرة أطباء الأعصاب وأطباء الأطفال أمر بالغ الأهمية في هذه المرحلة.

الوراثة والتاريخ العائلي مهمان كذلك. من المرجح أن يصاب الطفل بالصرع عندما يكون والداه أو أجداده مصابين به. صنف الباحثون في الواقع بعض الجينات كمحفزات، إلا أنه يجب تنشيطها دائمًا بواسطة عوامل خارجية تحدد الطريقة التي تسلكها. هذا يعني أن النقل الوراثي لن يؤدي دائمًا إلى ظهور أعراض.

دور الدماغ والجهاز الوعائي

التهابات الدماغ والسحايا سبب آخر للصرع في مرحلة الطفولة. لا يظهر المرض في كثير من الأحيان بالتزامن مع النوبة الحادة، ولكن كنتيجة أو تتمة لالتهاب الدماغ. يمكن أن يحدث هذا بعد عدة أشهر، أو حتى سنوات.

وبالمثل، يمكن أن تؤدي إصابات الرأس إلى الصرع. وهذا يثير القلق بشكل خاص في الرياضات مثل كرة القدم، فيمكن أن يتعافى الطفل بسرعة من ضربة الرأس ويستعيد وعيه الكامل ولكن قد يتم تشخيصه بالصرع في وقت لاحق.

وأخيرًا، تشكل أمراض الأوعية الدموية مجموعة عوامل خطورة أخرى. نشير في هذا الحالة إلى تغيرات الدورة الدموية الدماغية، مثل التشوهات الشريانية الوريدية أو الحوادث الوعائية الدماغية.

تلك الاضطرابات ليست شائعة لدى الأطفال كما هو الحال لدى البالغين، ولكن يجب الاشتباه بها عند وجود أعراض إرشادية مثل النوبات أو الإعاقات الحركية.

هناك كذلك اعتبارات خاصة لحالات ما قبل الولادة. وذلك لأن الأم يمكن أن تمرر السموم إلى جنينها أثناء الحمل وهذا من شأنه أن يؤثر على نمو الخلايا العصبية للطفل. التبغ والكحول على سبيل المثال عقاران يسببان متلازمات في الجنين عن طريق عبور المشيمة وتغيير النقل الكهربائي في النهاية.

الكشف عن الصرع في مرحلة الطفولة

يبدأ الشك في إصابة الطفل بهذه الحالة عادةً بعد ظهور الأعراض. بشكل عام، فإن المؤشر الأول هو نوبة لا علاقة لها بالحمى. تبدأ بعد ذلك سلسلة من الوسائل التكميلية تحت إشراف طبيب الأطفال وطبيب المخ والأعصاب.

هذه هي أهم الاختبارات:

التخطيط الكهربائي الدماغي

مخطط كهربية الدماغ هو فحص يقيس النشاط الكهربائي للدماغ. يضع طبيب المختبر أقطاب كهربائية لتسجيل الإشارات العصبية على جهاز خارج الجسم. ثم يفك المتخصصون رموز هذا السجل لمعرفة ما إذا كانت هناك إشارات غير طبيعية. لا يجب أن يتم ذلك أثناء النوبة.

الصرع في مرحلة الطفولة

مخطط كهربية الدماغ هو إحدى الطرق التكميلية للكشف عن الصرع في مرحلة الطفولة.

مسح الدماغ

التصوير الإشعاعي المقطَعي المحوري الحاسوبي للدماغ قادر على اكتشاف تشوهات هياكل الجمجمة التي يمكن أن تسبب الصرع. قد يشمل ذلك على سبيل المثال وجود ورم، أو زيادة ضغط السائل النخاعي، أو تشوه شرياني وريدي.

الرنين المغناطيسي

مثل الأشعة المقطعية، التصوير بالرنين المغناطيسي هو مكمل لمراقبة هياكل الأنسجة اللينة.

التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني

انتشرت هذه الطريقة مؤخرًا كوسيلة تكميلية للكشف عن أمراض مختلفة بما فيها الصرع في مرحلة الطفولة.

من الممكن رؤية هذا النشاط على شكل ألوان في الأشعة المقطعية أو التصوير بالرنين المغناطيسي عن طريق حقن مادة استقلابية في المريض. وذلك لأن الخلايا المراد دراستها تمتصها. وبهذه الطريقة يمكن الكشف عن الأورام أو المناطق العصبية ذات النشاط العالي.

في حالة الاشتباه، استشر طبيب الأطفال

الصرع في مرحلة الطفولة ليس مرضًا يمكنك تجاهله. وكلما أسرعت في تأسيس وسائل للعلاج والوقاية، كلما كانت جودة حياة الطفل وأسرته أفضل. الشك في وجوده قد يكون مقلقًا، لكن استشر طبيبك لتقييم فوري في حالة حدوث نوبة.

تختلف العلاجات وتتغير على مر السنين. هناك حاليًا أدوات تشخيص أكثر دقة مع حساسية أعلى. كما أن بروتوكولات المتابعة وإعادة التأهيل يسهل الوصول إليها.


"تمت مراجعة جميع المصادر المذكورة بعناية شديدة من قبل فريقنا لضمان جودتها وموثوقيتها وتحديثها وصحتها. تم اعتبار الببليوغرافيا لهذه المقالة موثوقة ودقيقة من الناحية الأكاديمية أو العلمية.


  • Venegas, Viviana, José María De Pablo, and Carmen Olbrich. “Características clínicas del trastorno de déficit atencional e hiperactividad en epilepsia.” MEDICINA (Buenos Aires) 80.Supl II (2020): 58-62.
  • Medina-Malo, Carlos. “Epilepsia: clasificación para un enfoque diagnóstico según etiología y complejidades.” revista de neurología 50.Supl. 3 (2010): 25-30.
  • Ch, Marta Hernández, et al. “Estado Epiléptico Infantil: análisis de causas y evolución.”
  • Palacios, Eduardo, et al. “Epilepsia del lóbulo parietal.” Repertorio de Medicina y Cirugía 26.2 (2017): 85-89.
  • Matamala, Mario, Miguel Guzmán, and Javiera Aguirre. “Convulsión febril.” Rev. Hosp Clin. Univ. Chile 25 (2013): 258-62.
  • Paredes, Daniel Fernando Dick, et al. “Epilepsia infantil diagnóstico, tratamiento y recomendación para padres.” RECIAMUC 3.1 (2019): 147-163.
  • Estrada Zambrano, Diego Ovidio. Epilepsia durante el embarazo. BS thesis. Escuela Superior Politécnica de Chimborazo, 2019.
  • Molina-Madera, Francisco J., Fernando Quiñonez-De la Fuente, and Marco A. Alegría-Loyola. “Utilidad diagnóstica del video-electroencefalograma para el diagnóstico diferencial de epilepsia y eventos paroxísticos no epilépticos de la infancia.” Revista de Sanidad Militar 54.2 (2018): 71-75.
  • Martín, Mónica Fernández, et al. “UTILIDAD DE LA RM CON TECNICAS DE ALTA RESOLUCIÓN EN EL DIAGNÓSTICO DE PATOLOGÍA CAUSANTE DE EPILEPSIA INFANTIL.” Seram (2018).
  • Calva Barros, Edith Valeria. “Describir los principales aspectos diagnósticos y terapéuticos actuales relacionados con el manejo inicial de la epilepsia infantil benigna.” (2019).

هذا النص مقدم لأغراض إعلامية فقط ولا يحل محل استشارة مع محترف. في حال وجود شكوك، استشر اختصاصيك.