الصرع خلال الحمل - كل ما تحتاجين إلى معرفته عن الحالة

المعاناة من الصرع خلال الحمل تنطوي على بعض المخاطر. لذلك، من المهم جدًا بالنسبة للنساء اللاتي يعانين من هذا المرض تعلم وسائل يمكن من خلالها تقليل مخاطر المشكلة المحتملة.
الصرع خلال الحمل - كل ما تحتاجين إلى معرفته عن الحالة

آخر تحديث: 16 أكتوبر, 2020

تواجه العديد من النساء مشكلة الصرع خلال الحمل . في الواقع يحدث ذلك في 3 من كل 1000 حالة. قد لا يكون ذلك أحد المواقف الأكثر شيوعًا، ولكنه أكثر شيوعًا مما قد تتخيل.

لحسن الحظ، الحمل لا يزيد خطر ظهور نوبات الصرع. أيضًا، معظم الأطفال الذين يولدون لهؤلاء الأمهات يتمتعون بصحة جيدة جدًا. و96% من النساء اللاتي يعانين من الصرع خلال الحمل يلدن بشكل طبيعي تمامًا دون أي مضاعفات.

الصرع خلال الحمل

امرأة حامل

يشير الصرع إلى مرض عصبي حيث يعاني الشخص من تصريف متزامن من خلاياه العصبية. يعني ذلك ظهور نشاط كهربي للخلايا العصبية في مناطق واسعة ومتعددة من المخ في نفس الوقت.

يمكن لذلك أن يؤدي إلى نوبات، ولكن ليس دائمًا. في جميع الأحوال، تؤدي الصدمات الكهربية إلى عرض ما، والذي يظهر عادةً في صورة حركة صغيرة مركزة.

خلال الحمل، تطرأ تغيرات على جسم المرأة بسبب الهرمونات، خاصةً هرمون البروجستيرون. بشكل عام، تحدث بعض التعديلات على الأنسجة الرخوة، التناسلية والقلبية. ويمكننا أن نقول أن جميع خلايا الجسم تقريبًا تتاثر.

لا يوجد بيانات تثبت ما إذا كانت النوبات تميل إلى الزيادة أو النقصان خلال الحمل. الدراسات الوبائية في هذا الصدد خلصت إلى أن الجنين لا يؤثر على عدد النوبات.

في الواقع، تظهر الأبحاث أن مسبب المشكلات الأكبر خلال الحمل هو قلة النوم. وهنا تظهر العلاقة بين الصرع والحمل. فبشكل عام، تزيد النوبات إذا لم تحصل المرأة على قسط كافٍ من النوم خلال الثلث الأخير من فترة الحمل. ولكن العلماء ليسوا متأكدين حتى الآن مما إذا كان ذلك يحدث بسبب عدم كفاية النوم وزيادة الضغط العصبي أم بسبب التغيرات الهرمونية.

بعيدًا عن ذلك، يوجد مشكلات تتعلق بالأدوية المستخدمة لعلاج الصرع. فحتى يتم السيطرة على الحالة، يحتاج المصاب إلى استعمال عقاقير معينة. والقيام بذلك خلال الحمل ليس بفكرة جيدة، فالحمل يزيد من كمية الدم الدائر في الجسم، ويزيد كذلك من توزيعه في أنسجة الجسم.

استعمال العقاقير المضادة للصرع

أحد الآثار الجانبية للعقاقير المضادة للتشنجات هو التشوهات الخلقية. يمثل ذلك معضلة عندما يتعلق الأمر بمراقبة ورعاية المرأة الحامل المصابة بالصرع.

قارن الباحثون نسبة ظهور العيوب الخلقية بين الأطفال المولودين لأمهات يعانين من الصرع مع آخرين مولودين لأمهات لا يعانين من المرض. ووجدوا اختلافات واضحة. بشكل عام، تظهر العيوب الخلقية في 1% فقط من حالات الولادة. ولكن هذا الرقم يزيد ثلاثة أضعاف بين النساء اللاتي يعالجن بالعقاقير المضادة للصرع.

أيضًا، تزيد احتمالية تعقد عملية الولادة إذا كانت الأم تستخدم عدة عقاقير في نفس الوقت. وهذا الموقف شائع بين المريضات بالصرع اللاتي لا يستجبن جيدًا للعلاجات التقليدية. نتيجة لذلك، يبدأ الأطباء في مزج جرعات مختلفة من العقاقير لتقليل النوبات.

بالإضافة إلى ذلك، أظهرت الأبحاث أن احتمالية إصابة الجنين بالتشوهات تزيد إذا استعملت الأم أدوي مثل الفالبرويك والكاربامازيبين. في هذه الحالة، أكثر المناطق تأثرًا لدى الجنين تكون الجهاز العصبي المركزي.

ما يقترحه الأطباء عادةً هو تقليل جرعات العقاقير المضادة للصرع خلال الحمل. إذا لم تظهر أي نوبات على المرأة لأكثر من 9 أشهر، يمكنها استعمال كميات صغيرة جدًا من عقار واحد.

في جميع الحالات، الطبيب المتخصص هو الوحيد القادر على اتخاذ القرار بشأن تخفيض الجرعة. إذا لم يحدث ذلك، قد تتعرض صحة الأم وجنينها للخطر.

خطر نوبات الصرع خلال الحمل

الصرع خلال الحمل

في حين أن الإحصائيات لا تشير إلى أن النوبات تقل أو تزيد خلال الحمل، إلا أنها في الواقع تستمر. إذا كانت المرأة تميل إلى الإصابة بنوبات متكررة في الظروف العادية، فإنها ستستمر على الأرجح في المعاناة منها خلال الحمل.

تعرض النوبات الأم وجنينها للخطر. إحدى أكبر مشكلات هذه الحالة هي نقص التأكسج (نقص وصول الأكسجين إلى الأنسجة خلال الحدث). إذا لم يصل ما يكفي من الأكسجين إلى المشيمة، يمكن أن يتأثر عمل وتطور أعضاء الجنين.

أيضًا، الصدمات إحدى المضاعفات المحتملة للنوبات. وهذا الأمر يشكل مشكلة أكبر في حالة النساء الحوامل بالطبع. فعند فقدان الوعي خلال النوبة، يمكن أن تقع المريضة وتصاب في مناطق حساسة، كالجمجمة أو البطن، والتي يزيد حجمها خلال الحمل.

معدل الوفاة بين النساء الحوامل المصابات بالصرع أعلى من المعدل بين باقي النساء الحوامل. العديد من حالات الوفاة هذه، والتي تقدر بواحدة في كل ألف حالة حمل ترجع إلى الموت المفاجئ في حالات الصرع (SUDEP).

هذه الحالة تشير إلى حالات الوفاة غير المفسرة التي تظهر لدى المصابين بالصرع. وعندما نقول غير مفسرة، نقصد هنا أنها لا ترجع إلى أسباب كالغرق أو الصدمات أو الحوادث، وما إلى ذلك. لا أحد يعرف مصدر هذه المتلازمة. ولكننا نعرف أن هناك عوامل خطر يمكن التعامل معها لتقليل احتمالية حدوث ذلك.

على سبيل المثال، لا يجب أن تنام المرأة الحامل المصابة بالصرع وحدها أو على وجهها أبدًا. أيضًا، يجب على عائلتها وأصدقائها تعلم إجراءات الإسعافات الأولية لتقديم المساعدة في حالة احتاجت إلى ذلك.

خاتمة

كما هو واضح، الصرح والحمل مزيج معقد. يمكن للأمور أن تسير بشكل جيد في النهاية. ولكن، يحتاج الطبيب المسؤول عن الحالة إلى مراقبتها طوال الوقت. بالإضافة إلى ذلك، تحتاج المرأة إلى أخذ جميع الاحتياطات الوقائية الممكنة لتقليل المخاطر المحتملة.

أيضًا، يجب تذكر أن المرأة المصابة تستطيع الاستمرار في استعمال الأدوية فقط في حالة أقر الطبيب ذلك. لا يجب أن تقوم المرأة الحامل باتخاذ القرار بشأن إيقاف العلاج أو تعديل الجرعة وحدها أبدًا.

يجب التخطيط للولادة مقدمًا، ويجب أن تتعمل العملية في مكان مصمم خصيصًا لهذه الحالات وعلى يد فريق طبي خبير في هذا المجال. خيار الولادة القيصرية ممكن، والقرار يجب أن يتخذ بعد حوار صادق وواضح بين طبيب التوليد والأم. الاهتمام بالتواصل بينهما سيؤدي إلى ولادة أسهل وأسلم دائمًا.


"تمت مراجعة جميع المصادر المذكورة بعناية شديدة من قبل فريقنا لضمان جودتها وموثوقيتها وتحديثها وصحتها. تم اعتبار الببليوغرافيا لهذه المقالة موثوقة ودقيقة من الناحية الأكاديمية أو العلمية.


  • Palacio, Eduardo, and Karen Cárdenas. “Epilepsia y embarazo.” Revista Repertorio de Medicina y Cirugía 24.4 (2015): 243-253.
  • García, Ramiro Jorge García. “Situaciones especiales en adolescentes epilépticos: embarazo, parto y lactancia.” Revista Cubana de Neurología y Neurocirugía 2.1 (2012): 47-55.
  • Navarro-Meza, Andrea. “Epilepsia y embarazo.” Acta Académica 47.Noviembre (2010): 251-256.
  • Planas-Ballvé, A., et al. “El insomnio y la pobre calidad de sueño se asocian a un mal control de crisis en pacientes con epilepsia.” Neurología (2020).
  • Battino, D., et al. “Malformaciones en los hijos de embarazadas con epilepsia.” Rev Neurol 34.5 (2002): 476-480.
  • Lallana, Virginia Meca, and José Vivancos Mora. “Fármacos antiepilépticos.”
  • Kochen, Silvia, Constanza Salera, and Josef Seni. “Embarazo y epilepsia en Argentina.” Neurología Argentina 3.3 (2011): 156-161.
  • Pascual, F. Higes, and A. Yusta Izquierdo. “Tratamiento de la epilepsia.” Medicine-Programa de Formación Médica Continuada Acreditado 12.72 (2019): 4232-4242.
  • Vélez, Alberto, Paola A. Ortíz, and Carolina Sandoval. “Problemas de los hijos de madres con epilepsia.” Acta Neurol Colomb 21.1 (2005): 73-81.
  • Velásquez, Mauricio, Alejandro De Marinis, and Evelyn Benavides. “Muerte súbita en epilepsia.” Revista médica de Chile 146.8 (2018): 902-908.
  • Borgelt, Laura M., Felecia M. Hart, and Jacquelyn L. Bainbridge. “Epilepsy during pregnancy: focus on management strategies.” International journal of women’s health 8 (2016): 505.

هذا النص مقدم لأغراض إعلامية فقط ولا يحل محل استشارة مع محترف. في حال وجود شكوك، استشر اختصاصيك.