جفاف الفم - لماذا يعاني مرضى السكري من هذا العرض؟

يعاني مرضى السكري من العديد من الأعراض المختلفة التي تؤثر على جودة حياتهم بشكل سلبي. وجفاف الفم أحد هذه الأعراض الأكثر شيوعًا. تابع القراءة لاكتشاف سبب ظهور العرض وكيفية التعامل معه.
جفاف الفم - لماذا يعاني مرضى السكري من هذا العرض؟

آخر تحديث: 04 نوفمبر, 2020

يعاني مرضى السكري، سواء سكري النوع الأول أو الثاني، عادةً من جفاف الفم أوما يُعرف طبيًا باسم متلازمة الفم الجاف. وتكمن المشكلة هنا في أن هذا العرض ليس مجرد إحساس، بل يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة على مستوى صحة الفم.

فعرض جفاف الفم يرتبط بزيادة خطر الإصابة بتسوس الأسنان، العدوى وأمراض دواعم الأسنان. وتؤكد تقارير مختلفة أن أكثر من 70% من المصابين بمرض السكري يعانون من متلازمة الفم الجاف. واليوم، نرغب في تفسير سبب ظهور هذا العرض وكيفية التعامل معه.

أعراض مرض السكري

مريض سكري

داء السكري مرض يؤثر على عملية استقلاب الجلوكوز. يوجد نوعان أساسيان من هذا المرض: سكري النوع الأول وسكري النوع الثاني. في حالة سكري النوع الأول، لا يستطيع البنكرياس إفراز الإنسولين.

على الجانب الآخر، في حالة النوع الثاني، يوجد مقاومة للإنسولين في أنسجة مختلفة من الجسم. ولكن يمكن أيضًا أن يعاني المريض من انخفاض في إفراز الإنسولين في نفس الوقت. وقد أصبحت هذه الحالة مع الأسف شائعة جدًا حاليًا.

جفاف الفم أحد الأعراض الرئيسية لداء السكري. فوفقًا لدراسة منشورة في Journal of Endocrinology and Nutrition، هو من الأعراض الفموية الأكثر شيوعًا بين المرضى.

الأعراض الفموية الأخرى التي قد تظهر تشمل التقرحات، داء المبيضات البلعومي والحرقان. ولكن المذكورة ليست العلامات الوحيدة. فتظهر أعراض مختلفة أيضًا كزيادة الحاجة إلى التبول، حالة العطاش أو زيادة العطش، والتغيرات التي تطرأ على الوزن.

لماذا يعاني مرضى السكري من جفاف الفم؟

متلازمة الفم الجاف، كما ذكرنا، هي المصطلح العلمي الذي يشير إلى عرض جفاف الفم. لدى من يعانون من السكري، فظهور هذا العرض يرتبط بالعديد من العوامل، والتي تتعلق جميعها تقريبًا بسوء التحكم في مستويات سكر الدم.

أولًا، أحد الأسباب المهمة هو زيادة التبول. فهذا الأمر يؤدي إلى الجفاف. ولأن اللعاب يتكون بشكل أساسي من الماء، تتأثر عملية إنتاجه مع نقص سوائل الجسم.

عامل آخر شبيه يؤدي إلى ظهور العرض في حالة مرض السكري هو تغيير تكوين اللعاب. فبالإضافة إلى الماء، يحتوي اللعاب أيضًا على الجلوكوز والبروتين.

في دراسة نُشرت في Journal of Oral Medicine and Pathology، يشرح الباحثون أن السكري يؤثر على شكل الغدد اللعابية. فهو يؤدي إلى ما يُعرف باسم الإلعاب السكري، والذي يتسم بزيادة حجم الغدد اللعابية. ويؤدي ذلك إلى تدهور وظائفها.

مسببات جفاف الفم الأخرى

برغم أن نسبة كبيرة من مرضى السكري يعانون من هذا العرض، إلا أن المشكلة لا تظهر بسبب مرض السكري فقط. فهناك العديد من العوامل الأخرى التي تؤثر على عملية إنتاج اللعاب، ويوجد العديد من المواقف التي تحفز متلازمة الفم الجاف.

على سبيل المثال، الجفاف غير المتعلق بمرض السكري. أيضًا، يوجد بعض الأدوية التي يمكن أن تتسبب في ظهور هذا العرض، خاصةً المستعملة في العلاجات الكيميائية.

التقدم في السن من العوامل الأخرى، إلى جانب الأمراض المزمنة كمرض السل والتليف الكبدي وفيروس العوز المناعي البشري. ومتلازمة شوغرن من المسببات الشائعة كذلك للحالة.

حلول لمشكلة جفاف الفم للمصابين بالسكري

حلول لمشكلة جفاف الفم للمصابين بالسكري

لا تكمن مشكلة هذا العرض في حالة مرض السكري في الإزعاج الذي يسببه فقط، فهو قد يتسبب في سلسلة من الأعراض الفموية الخطيرة. على سبيل المثال، يزيد الجفاف من خطر الإصابة بتسوس الأسنان والعدوى وأمراض دواعم الأسنان.

لذلك من الضروري اتخاذ الإجراءات المناسبة لتجنب هذا العرض وآثاره. أولًا، يجب على المرضى تعزيز عملية تنظيف الفم والأسنان باستعمال نوع مناسب من غسول الفم، خيوط تنظيف الأسنان، إلى جانب الغسل بالفرشاة بطبيعة الحال.

بالإضافة إلى ذلك، من الأفضل تجنب المشروبات السكرية والحمضية. وبالطبع، الحفاظ على ترطيب الجسم أمر ضروري، ولكن أفضل وسيلة للقيام بذلك هو شرب الماء. الزيارات الدورية لطبيب الأسنان ضرورية أيضًا حتى يصحح المتخصص أي مشكلات قد تظهر مبكرًا.

بجانب ذلك، في بعض الحالات، يصف الأطباء أدوية تحفز تدفق اللعاب. ويمكن حتى استعمال لعابًا اصطناعيًا. ولكن هذه الإجراءات محفوظة للحالات التي تفشل فيها الإجراءات الأخرى العامة.

خاتمة

مرضى السكري أكثر عرضة للإصابة بجفاف الفم. وبشكل أساسي، يرجع ذلك إلى أن المرض يغير من تكوين اللعاب وشكل الغدد اللعابية.

لتجنب ذلك، من الضروري الحفاظ على سكر الدم في المستويات الطبيعية. بالإضافة إلى ذلك، الترطيب المناسب والعناية بالفم والأسنان من الإجراءات الضرورية لتجنب المضاعفات المحتملة.


"تمت مراجعة جميع المصادر المذكورة بعناية شديدة من قبل فريقنا لضمان جودتها وموثوقيتها وتحديثها وصحتها. تم اعتبار الببليوغرافيا لهذه المقالة موثوقة ودقيقة من الناحية الأكاديمية أو العلمية.


  • Molania, T., Alimohammadi, M., Akha, O., Mousavi, J., Razvini, R., & Salehi, M. (2017). The effect of xerostomia and hyposalivation on the quality of life of patients with type II diabetes mellitus. Electronic Physician, 9(11), 5814–5819. https://doi.org/10.19082/5814
  • Escobar, Deyanira Cabrera, Luis González Valdés, and Orquídea Ferrer Hurtado. “Xerostomía en pacientes con síndrome de Sjögren.” Revista Electrónica Dr. Zoilo E. Marinello Vidaurreta 42.1 (2017).
  • Hoseini, A., Mirzapour, A., Bijani, A., & Shirzad, A. (2017). Salivary flow rate and xerostomia in patients with type I and II diabetes mellitus. Electronic Physician, 9(9), 5244–5249. https://doi.org/10.19082/5244
  • Navea Aguilera, C., Guijarro de Armas, M. G., Monereo Megías, S., Merino Viveros, M., & Torán Ranero, C. (2015, January 1). Relación entre xerostomía y diabetes mellitus: Una complicación poco conocida. Endocrinologia y Nutricion. Elsevier Doyma. https://doi.org/10.1016/j.endonu.2014.09.004
  • Xerostomía: Diagnóstico y Manejo Clínico. (n.d.). Retrieved August 29, 2020, from http://scielo.isciii.es/scielo.php?script=sci_arttext&pid=S1699-695X2009000100009
  • López-Pintor, R. M., Casañas, E., González-Serrano, J., Serrano, J., Ramírez, L., De Arriba, L., & Hernández, G. (2016). Xerostomia, Hyposalivation, and Salivary Flow in Diabetes Patients. Journal of Diabetes Research. Hindawi Limited. https://doi.org/10.1155/2016/4372852
  • García Chías, Begoña. Prevalencia de los efectos orales secundarios a la quimioterapia en un hospital de Madrid y factores asociados. Diss. Universidad Complutense de Madrid, 2019.
  • MANEJO TERAPEÚTICO DEL PACIENTE CON XEROSTOMÍA. (n.d.). Retrieved August 29, 2020, from https://www.actaodontologica.com/ediciones/2001/1/manejo_terapeutico_paciente_xerostomia.asp
  • Ivanovski, K., et al. “Xerostomia and salivary levels of glucose and urea in patients with diabetes.” Contributions of Macedonian Academy of Sciences & Arts 33.2 (2012).

هذا النص مقدم لأغراض إعلامية فقط ولا يحل محل استشارة مع محترف. في حال وجود شكوك، استشر اختصاصيك.