الاتصال الجسدي المباشر وأهميته بعد الولادة
الاتصال الجسدي المباشر ، والذي يُعرف كذلك باسم رعاية الكنغر، مهم جدًا بعد الولادة. وهو يشمل وضع المولود على صدر أو بطن الأم. يمكن للطبيب المسؤول عن الحالة القيام بذلك حتى بدون قطع الحبل السري.
يمكن أيضًا تنفيذ هذه الممارسة خلال الأيام الأولى بعد الولادة. وهي توفر العديد من الفوائد المهمة لصحة الطفل وللعلاقة بينه وبين الأم. لذلك، نرغب اليوم في استعراض كل المعلومات التي تحتاجين إلى معرفتها عن هذه الممارسة.
ننصحك بقراءة:
الاتصال الجسدي المباشر
الاتصال الجسدي المباشر بين الأم وطفلها بعد الولادة من الممارسات التي يقوم بها البشر منذ العصور القديمة. وهو أمر يتم بغير وعي تقريبًا، فالأم في هذه اللحظة ترغب في إظهار العاطفة وحماية مولودها.
الولادة موقف معقد وصعب على الطفل، وذلك لأنها تنهي حالة الهدوء والسلام والراحة التي يعيشها خلال أشهر الحمل داخل رحم أمه. وأول اتصال بين الطفل وأمه يجعله يسعيد هدوئه وسلامه. وهنا تكمن أهمية هذه الممارسة.
برغم أن هذه الممارسة مفيدة بأشكال عديدة، إلا أن العديد من الناس غير واعين بذلك. ولذلك كانت تتم في هذه الحالات بسبب غريزة الأم الطبيعية. ولكن، مع ظهور مع يُعرف بالولادة الفعالة وتدخل الأطباء والمتخصصين في العملية، أصبح من الشائع تجاهل هذه الممارسة.
اقرأ أيضًا:
كيفية تنفيذ الاتصال الجسدي المباشر
تشمل هذه الممارسة وضع المولود على صدر أو بطن الأم. يقوم الأطباء بذلك عادةً دون قطع الحبل السري. ويجب وضع الطفل في وضعية رأسية.
من المهم أن يتصل الطفل أيضًا بحلمة الأم. ولكنه لا يحتاج إلى مصها. يجب أن يتم ذلك سواء في حالات الولادة الطبيعية أو القيصرية. ينصح الخبراء بالحفاظ على هذه الوضعية لساعة على الأقل.
في الواقع، يمكن ممارسة هذا الاتصال خلال الأيام الأولى من حياة الطفل. يعني ذلك أنها لا يجب أن تتم بعد الولادة مباشرةً فقط. سيكون من المثالي العثور على لحظة مناسبة كل يوم للاستمتاع بهذه الممارسة.
تحتاج الأم إلى كشف ثدييها تمامًا ووضع الطفل عليهما. ثم تحتاج إلى تغطية نفسها وطفلها بغطاء أو بطانية لتجنب تغير درجة حرارة الجسم. تذكري أنه، في البداية، لا يستطيع الطفل تكييف درجة حرارة جسمه حسب البيئة المحيطة به بشكل طبيعي.
فوائد الاتصال الجسدي المباشر
درس عدد كبير من العلماء في السنوات الأخيرة فوائد هذه الممارسة المهمة. ووفقًا لدراسة منشورة في Cochrane Library، الاتصال الجسدي المباشر بين الأم وطفلها عن الولادة يقلل احتمالية بكاء الطفل ويحسن التفاعل بين الأم وطفلها.
يشير الخبراء إلى أن هذه الممارسة تعزز الرابطة العاطفية بين الاثنين. على سبيل المثال، تفهم الأم إشارات الطفل بشكل أفضل، ويصبح التواصل بينهما أكثر سلاسة. لذلك، تصبح الأم قادرة أكثر على تلبية احتياجات طفلها.
في الواقع، وفقًا لمقالة منشورة من جامعة تشيلي، تقلل هذه الممارسة احتمالية إصابة الأم باكتئاب ما بعد الولادة. ويبدو أيضًا أنها تقلل عدد الأيام التي يحتاج الطفل إلى بقائها في المستشفى.
فائدة أخرى مهمة هي تنظيم درجة حرارة الطفل. أي أن الاتصال الجسدي المباشر يحافظ على الاستتباب الداخلي للجسم، وهو أمر أساسي في هذه المرحلة من نمو الطفل.
أخيرًا، تشير دراسة في University Nursing إلى أن هذه الممارسة بعد الولادة مباشرة تؤدي إلى استهلال أسرع للرضاعة الطبيعية. إلى جانب أنها تدعم أوب الرحم وتقلل خطر الإصابة بالعدوى، وهو ما يؤدي بدوره إلى تقليل استعمال النساء للعقاقير في مرحلة ما بعد الولادة.
خاتمة
رعاية الكنغر طبيعية وغريزية في وقت الولادة. ويستفيد منها الطفل والأم على حد سواء. ولكن الحقيقة هي أن تنطوي على بعض العيوب أيضًا.
في تقرير بعنوان Progress of Obstetrics and Gynecology، يشير الخبراء إلى أنه، في هذه اللحظة، يمكن للمضاعفات التي تضع حياة الطفل في خطر الظهور أيضًا. على سبيل المثال، هبات الضغط الساخنة. مع ذلك، يجب تشجيع هذه الممارسة عن طريق تحسين استعداد الفرق الطبية.
استمتعي بالاتصال الأول مع طفلك عند الولادة. عن طريق ذلك، يمكنك ضمان أن اتصاله الأول مع العالم الخارجي لن يكون صادمًا، وأنه سيشعر بالأمان والهدوء والطمأنينة.
قد يثير اهتمامك ...