المداعبات تغذي القلب وتعمل على تقوية العلاقات وترسيخها

المداعبات تقوي الروابط بين البشر، وتساعد في نقل المشاعر والأحاسيس، ولكننا على الرغم من ذلك لا نمارس إظهار هذا التعبير الرائع عن المودة بشكلٍ كافٍ.
المداعبات تغذي القلب وتعمل على تقوية العلاقات وترسيخها

آخر تحديث: 02 أبريل, 2020

إن المداعبات هي وسيلة لإظهار المودة وتقوية العلاقات، فضلًا عن إيقاظ المشاعر والأحاسيس والشعور بالمتع البسيطة.

الجلد يحتوي على خلايا مُستقبلة لا حصر لها تعمل على تخليص الجسم من حالات القلق الشديد، وزيادة الشعور بالسعادة، وتقوية ارتباطنا بمن حولنا.

ونحن ندرك بالطبع أنه ليست كل أنواع المداعبات هي أنواع مقبولة، كما أنه ليست جميع أنواع التواصل الجسدي تسبب الشعور بالراحة أو السرور.

وإنما تقتصر تلك المداعبات على أولئك الذين لهم معزة خاصة في قلوبنا. فصدق أو لا تصدق، إن تلك المداعبات هي بمثابة طريقة ضرورية للتغذية!

إن الطفل الصغير يحتاج إلى تلك المداعبات لكي يشعر بالحب، ولكي تتكون لديه أنسجة المخ وتنمو بالشكل السليم.

وعلى صعيد آخر، تجد أن شريك الحياة الذي لا يدرك فن التلامس بالشكل الصحيح، لا يمكنه تقدير قيمة العلاقة.

فهذه اللفتات البسيطة والكلمات الرقيقة يمكنها أن تصنع المعجزات لطرفين تربط بينهما علاقة كشريكين في الحياة.

ونحن نود أن نتحدث اليوم عن الفوائد الصحية المقترنة بممارسة المداعبات والأفعال البسيطة التي تعبر عن الحب.

المداعبات : بين القلب والحواس

أم

يحتوي الجلد على أكثر من خمسة ملايين من النهايات العصبية التي تقوم بنقل المشاعر والأحاسيس التي تستقبلها أنت من البيئة المحيطة بك.

والجلد مسؤول عن نقل الإحساس بالبرد، والحرارة، والتقزز، والمتعة، هذا إلى جانب الأمزجة والأنماط المختلفة للشعور.

فكر مثلًا في المداعبة الشافية التي قد تعطيها الأم لطفلها أو التي قد يمنحها صديق للتعبير عن الدعم والمؤازرة لصديقه، أو تلك التي يمنحها لك شريك حياتك للتعبير عن حبه ومودته الخالصة.

لا يمكن أن نتغافل عن تلك الحقيقة الواضحة: وهي أن كافة المخلوقات تلتمس، بل وتستمتع بلمسات من حولها.

فالحيوانات تداعب بعضها بعضًا، والحيوانات الأليفة التي نربيها تشعر تجاهنا بالمودة أيضًا.

إنه نوع من التواصل أو اللغة التي تنبعث مباشرةً من العقل العاطفي، لإنه الجزء الذي يتفهم قيمة اللمسة الحانية.

المداعبة هي فن التعاطف

المداعبات وطاقة اليدين

إن أي شخص يستخدم المداعبة في التعبير هو إنسان يفهم أن هذا السلوك باعث للإحساس بالسعادة.

فالشعورالذي يحدث لطبقة الجلد عند الإنسان الذي تحبه يساعد على بناء علاقة صحية وإيجابية معه.

  • بعض الناس يميلون إلى ربط التعبير بالمداعبة مع المداعبات الجنسية أوالمراحل الأولية للإثارة والتحفيز الجنسي.
  • لكن فن المداعبة لا يقتصر على ممارسة الجنس بصفة خاصة، وإنما هو جانب حيوي من عملية التواصل الإنساني ككل، كما أنه وسيلة لخلق رابطة مشتركة، سواء كان هذا مع أحد أفراد الأسرة، أو مع صديق حميم، أو شريك في الحياة.
  • المداعبة تساعد على إيقاظ الشعور بالمؤازرة والمحبة والتقدير، فكل هذه الأمور تعكس التعاطف الذي يشعر به شخص ما يود فقط أن يساعدك على الشعور بحالة أفضل.

ولكن يجب علينا أيضًا أن نأخذ في الاعتبار أن هناك أشخاص يمارسون المداعبة والعناق بصورة خبيثة مرتبطة بحب الذات، وهو ما قد يلحِق بنا نوعًا من الضرر.

الأوكسيتوسين: المادة اللاصقة للعلاقات بين الكائنات الحية

رفيقين يحتضنان

يعتبر الأوكسيتوسين – علاوة على كونه أحد هرمونات الجسم – أحد النواقل العصبية.

يمكن وصفه بأنه المادة اللاصقة التي تربط الكائنات الحية ببعضها البعض لكي ينمو بينهم الحب والتآلف والاهتمام.

كذلك فهو يقلل من الشعور بالضغط العصبي، كما أنه يقوي العلاقات بين الأزواج، وبين الأم وطفلها.

  • يتم إفراز هرمون الأكسيتوسين في طبقة الوطاء بالمخ، وتقوم بإفرازه الغدة النخامية قبل انتشاره في جميع أنحاء الجسم.
  • إن هذا المركب الكيميائي السحري يعمل على تحفيز سلوكيات مثل التعاطف والاهتمام والوله الشديد، فضلًا عن زيادة الرغبة الجنسية، وزيادة إدرار اللبن لدى الأمهات أثناء فترة الرضاعة.
  • وكلما زادت نسبة الأوكسيتوسين في أجسامنا، كلما كانت سلوكياتنا أقل عدوانية، إنه هرمون مدهش حقًا!

التخلص من خوف ملامسة الأشخاص الذين نحبهم

بعض الناس يشعرون بالخجل وعدم الأمان، بل وعدم الاعتياد على التواصل الجسدي.

وهذا يجعل من الصعب عليهم بناء علاقات عميقة مع الآخرين إذا عزموا على اجتناب هذا الأسلوب في التواصل.

إن الحب الذي لا يتم التعبير عنه من خلال اللمس، والمداعبة، والعناق، هو نوع من الحبٌ الناقص الذي يترك خلفه العديد من الضحايا، فهؤلاء الناس للأسف يفتقدون الكثير!

  • فلا تتردد في تطبيق هذا الأسلوب في التواصل بدون كلمات، وحاول تجريب هذه اللفتات كل يوم، مثل المعانقة في الصباح أو إعطاء قبلة على غير العادة.
  • ولا تتغافل عن خلق رابطة خاصة بينك وبين أطفالك، وذلك من خلال التأكد من أنهم يحظون بالتواصل الجسدي الحميم، والكثير من المداعبات والعناق أثناء رحلتهم في النمو.
  • ندرك أنه سيأتي وقت يتجنب فيه أبناؤنا فعل ذلك حرصًا على مظهرهم العام، ولكن لا شك أن كل شخص يستمتع بممارسة المداعبات التي يمنحها له شخص محب.

إنه تعبير جسدي يُظهِر مؤازرتك للآخر، كما لو أنك تقول: ” إنني سأبقى بجانبك،” أو أنك تقول ” إنك تمثل جزءًا هامًا في حياتي.”


"تمت مراجعة جميع المصادر المذكورة بعناية شديدة من قبل فريقنا لضمان جودتها وموثوقيتها وتحديثها وصحتها. تم اعتبار الببليوغرافيا لهذه المقالة موثوقة ودقيقة من الناحية الأكاديمية أو العلمية.


  • Gulledge, A. K., Gulledge, M. H., & Stahmannn, R. F. (2003). Romantic physical affection types and relationship satisfaction. The American Journal of Family Therapy31(4), 233-242.
  • Dainton, M., Stafford, L., & Canary, D. J. (1994). Maintenance strategies and physical affection as predictors of love, liking, and satisfaction in marriage. Communication Reports7(2), 88-98.

هذا النص مقدم لأغراض إعلامية فقط ولا يحل محل استشارة مع محترف. في حال وجود شكوك، استشر اختصاصيك.