الحب من طرف واحد كانتظار وصول القطار في المطار
يمكن تشبيه الحب من طرف واحد بالشوق للثلج في فصل الصيف. أو محاولة الإبحار في سفينة بدون أشرعة، أو انتظار وصول القطار في المطار.
إنها حقا تجربة مزعجة وموجعة، فعلى الرغم إدراك الشخص أنه غير محبوب من قبل الطرف الآخر إلا أنه من الصعب عليه إنهاء هذه العلاقة بين عشية وضحاها.
الحب من طرف واحد هو ألم مشترك بين البشر. ولا يوجد وسيلة لاكتشاف مغزى عدم إظهار الاهتمام من الشخص الذي نال إعجابك، أو الرفض من الشخص الذي رسمت وهبت أحلامك لأجله.
في حال مررت بهذه التجربة، عليك التصرف بطريقة مناسبة، لأنها يمكن أن تكون فرصة جيدة وحافز للتطوير من ذاتك.
يجب عليك أن تفهم أن أهم شيء في هذه الحالة هو الحفاظ على تقديرك لذاتك وتمسكك بكرامتك.
فالبقاء متمسكا بشخص لم يُظهر في يوم من الأيام أي مشاعر حب تجاهك سيعود بضرر كبير على شخصك وكرامتك.
الحب من طرف واحد
أن تظهر مشاعر الحب تجاه شخص ما من دون أن يبادلك نفس الشعور سيخلق نوعا من عدم التوازن في عقلك.
تلك المشاعر العاطفية التي سخرتها لبناء ذلك العالم الوردي المليء بالأحلام والآمال ستصطدم بجدار الحقيقة التي تقضي بأنك لست محبوبا.
وهناك فروق دقيقة وحالات خاصة تضيف درجة أكبر من التعقيد العاطفي إلى هذه المواقف، والتي سنحللها في القسم التالي.
عندما يعطونك آمال زائفة
إذا كنت حقا تحب، فاهتم بذلك الحب؛ أما إذا لم يكن ذلك حبا خالصا، فلا تخدع نفسك به.
يجب أن يكون هذا هو الجوهر الرئيسي الذي يحدد من نحن ويساعدنا على إقامة علاقات أكثر نضجا وإحتراما.
ولكن قد ينتابك الشعور بالحماس الشخصي والعاطفي تجاه شخص ما، لمجرد أنه أعطاك قدرا من الأمل الزائف.
- قد يشعر بالوحدة، ولتجنب هذه العزلة، فإنه يجعلك تعتقد أنك مهم بالنسبة له. بينما في الواقع هذه ليست الحقيقة.
- كما يمكن أن تكون الآمال الكاذبة ناتجة عن ضعف القوة العاطفية لشخص لا يستطيع أن يقول “لا، أنا لا أحبك، ولست مهتمًا بك.”
- فبدلا من وضع حد لهذه المشاعر الزائفة، يستمر فيها خوفا من خيبة الأمل.
- قد يحدث هذا أيضا للشركاء في العلاقة العاطفية. ربما لم يعد أحد الطرفين يحب الآخر، وبدلا من الاعتراف الصريح بذلك، فإنه يستمر في هذه العلاقة الزائفة، متسبب بالألم لكليهما.
عندما لا نعرف كيف نستجيب لهذه المواقف
حب شخص ما هي عملية حميمة وحساسة وعميقة تتراكم مع مرور الوقت، وتتخطى محطات مختلفة ومهمة للغاية في حياة الطرفين.
- عندما تواجهك سلبيات أو تدرك تماما أنك لست محبوبا، فذلك يخلق حالة من عدم الاتزان الداخلي وعندها تقف حائرا، عاجزا عن التصرف.
- معرفة حقيقة أنك لست محبوبا تعني الخسارة. وعادة ما تكون ردة الفعل الأولى هي الإنكار ومحاولة رفض الحقيقة.
- في وقت لاحق لن يكون أمامك أي خيار سوى المرور بالمراحل التالية: الإدراك ثم الغضب ثم الإطلاق العاطفي والقبول في نهاية الأمر.
أنت شخص ذو كرامة وعزة نفس، ولا تستحق “فتات الحب”
هناك أمل دائما. فقد تقول في نفسك أنه ربما إذا فعلت هذا أو ذاك فإنه سيحبك كما تحبه.
ولكن في حين أن الحب هو أكثر المشاعر جمالا وروعة كوننا بشر، إلا أنه في نفس الوقت يمكن أن يكون الجرح الأكثر إيلاما، وأحيانا يصل ذلك الجرح إلى أعماق القلب.
- لا ينبغي أن تقع في دوامة تدمير الذات، فبعد رحلة طويلة من الألم العاطفي الشديد، عليك أن تستعيد اتزان عقلك وقلبك لتحب نفسك من جديد.
- من الأفضل ترك مسافات بينك وبين مصدر الألم، فذلك هو الدواء الشافي الذي سيسمح لك بالاتصال مجددا بذاتك ويعيد لها توازنها.
- هذا الانسحاب لا يقتصر فقط على البعد عن ذاك الشخص المسبب للألم، بل عليك كسر كافة الروابط الاجتماعية التي تقود إلى التفكير فيه، بشكل أو بأخر، حتى لا تضعف و تخضع للرغبة الجامحة في رؤيته مجددا.
الحب جميل بطبيعته، ولكن إذا شعرت في يوم من الأيام بزيف مشاعر الحب، فعليك الابتعاد عنه مباشرة.
قل وداعا وغادر، حفاظا على ماء وجهك، لتعيد اتصالك بذاتك وبكينونتك.
يقول المثل المشهور “حبل الكذب قصير،” فمن يحبك عن حق، سيظهر عليه ذلك، عاجلا أم آجلا.
ومن كانت مشاعره زائفة سينكشف في يوم من الأيام وبلا شك.
حب الذات هو أيضا تجربة رائعة ومثيرة، وهي ضرورية دائما للاستمتاع بالحياة والمضي قدما.
"تمت مراجعة جميع المصادر المذكورة بعناية شديدة من قبل فريقنا لضمان جودتها وموثوقيتها وتحديثها وصحتها. تم اعتبار الببليوغرافيا لهذه المقالة موثوقة ودقيقة من الناحية الأكاديمية أو العلمية.
- Strosahl, K. D., & Robinson, P. J. (2015). Vive tu momento. Amat, editorial.
- Ávila, M. M., & de la Rubia, J. M. (2013). El significado psicológico de las cinco fases del duelo propuestas por Kübler-Ross mediante las redes semánticas naturales. Psicooncología, 10(1), 109.
- Marrone, M., Diamond, N., Juri, L., & Bleichmar, H. (2001). La teoría del apego: un enfoque actual. Madrid: Psimática.
- Alonso, M., & Germer, C. K. (2016). Autocompasión en Psicoterapia y el Programa Mindful Self Compassion:¿ Hacia las Terapias de Cuarta Generación?. Revista de Psicoterapia, 27(103), 169-185.
- Gilbert, P. (2014). Terapia centrada en la compasión. Editorial Desclée de Brouwer.