الحب الزائف - إن الحب الذي تستجديه من الطرف الآخر ليس بحب حقيقي

مهما كافحت أو أظهرت شغفك الجامح للطرف الآخر، فإن هذا لن يجعله يقدم لك حبًا حقيقيًا كما تحلم، فالقلب ببساطة لا يعمل بهذه الطريقة.
الحب الزائف - إن الحب الذي تستجديه من الطرف الآخر ليس بحب حقيقي

آخر تحديث: 21 يناير, 2020

إن أولئك الذين يستجدون الحب الزائف  يعلمون تمام العلم أن الصلة التي تربط بينهم وبين شركائهم لم تعد قائمة، وأن العلاقة قد انتهت.

لكنهم يحاولون إشعال جذوة حب قد خمد بدافع الاستماتة ووهم الفرصة الثانية، على الرغم من أن كل ما ينالونه هو المزيد من المعاناة.

شئ آخر يجب وضعه في الحسبان وهو أنه ما من شخص ارتكب خطأ استجداء الحب الزائف إلا وقد وضع بذلك الشخص الآخر في موقف قوة خطير جدًا.

ويحدث هذا حينما تجد نفسك في علاقة غير متكافئة وهناك احتمال بأن يتم التلاعب بك أو ابتزازك أو حتى إذلالك.

إن الشخص الذي يستجدي الحب الزائف يمكن أن يخسر احترامه لذاته. وعندما يحدث ذلك، فإنه يوثر بشدة على اعتزازه وثقته.

استجداء الحب الزائف يجب أن يتوقف

ليس من السهل قبول فكرة أن العلاقة قد انتهت، وأنك تعيش في وهم. ويكون الشخص الآخر مثل ناقة شردت من صاحبها في فلاة، وصار وحيدًا شريدًا.

على الرغم من أن مشاعرك قد تدرك تمامًا أن الحب لم يعد موجودًا. إلا أن الإنكار هو آلية الدفاع التي تستخدمها للتشبث بالأمل.

إنك تعيش في وهم، وتغذي دائمًا ذلك الشعور غير الحقيقي بذلك الوهم، ولكنك لا تستطيع نسيان هذا الحب.

ما الدافع الذي يقف حقًا وراء هذا النوع من السلوك؟ لماذا نلح في طلب حب زائف رغم أن الطرف الآخر قد صرح بالفعل بشكل مباشر أو غير مباشر بأن العلاقة قد انتهت؟

سيدة حزينة نتيجة الوقوع في حب زائف

الأمل الكاذب

نحن نعلم الأطفال قيمة العمل الجاد وضرورة الكفاح من أجل ما يؤمنون به ويرغبون فيه.

بطريقة ما، يرتبط هذا النضال أيضًا بالعلاقات الإنسانية. لكن في الواقع لا يسير عالم العواطف دائمًا بهذه الطريقة.

  • مهما كافحت أو أظهرت شغفك الجامح للطرف الآخر، فإن هذا لن يجعله يقدم لك حبًا حقيقيًا كما تحلم، فالقلب ببساطة لا يعمل بهذه الطريقة.
  • الأمل الكاذب هو بمثابة السم لأولئك الذين يرفضون مواجهة الواقع.
  • ليس من السهل تقبل حسرة القلب، ولكن عندما يصرح الشخص الآخر بأنه لا يشعر نحوك بشيء، فمن الضروري تقبل الأمر.

 تتصرف بشكل مختلف من أجل أن تحظى بالمحبوب

هذا أسلوب يلجأ إليه الكثير من الناس لاستجداء حب وهمي ومحاولة الفوز بقلب الحبيب الذي قد هجر.

يتصرفون عكس القيم التي يؤمنون بها، ويقومون بأفعال أو ينتحلون صورة مغايرة لحقيقتهم، حتى يصبحوا مرغوبين أكثر.

كل هذه المحاولات هي صورة من صور تدمير الذات بالبطيء، بالإضافة إلى إهانة النفس.

وهو الأمر الذي يمكن أن يؤثر بشكل خطير على الصحة النفسية والعاطفية. لا تنجرف إلى السقوط في هذا الفخ.

الوهم كآلية للدفاع

هناك أمر واحد واضح: إن الخروج من علاقة يعني أنك بحاجة إلى إعادة بناء حياتك من جديد، وهذا شيء ليس كل إنسان مستعد لفعله.

ولهذا السبب يستخدم الناس أحيانًا الوهم كآلية دفاع. فيصبح طوق نجاة للحياة العاطفية عند التفكير بمنطق “إذا فعلت هذا ستعجب بي مرة أخرى،”  أو “إذا شعر بالأسى من أجلي، فسوف تحبني.”

كل هذا سلوك مفهوم للغاية، وبعد بضعة أيام يجب أن يؤدي إلى تقبل الواقع تدريجيًا.

ولكن إذا استمر الأمر لعدة أشهر، فقد تتسبب في ضرر كبير لنفسك ولمن تحب.

شخص يخسر ذاته نتيجة سعيه وراء حب زائف

الطريق إلى القبول والاقتناع عندما يموت الحب

عندما يحين وقت التعامل مع نهاية علاقة أو حب ضائع، فإن كل شخص يتعامل بطريقته الخاصة.

من أجل الوصول إلى مرحلة التقبل، سيحتاج الجميع إلى اتباع طرقهم الخاصة إلى أن تبرأ جراحهم.

فمنهم من يطلب الدعم  أو يمارس هواية جديدة. ومع ذلك، فإن الاستراتيجيات التالية جديرة بالتذكر.

  • كل شخص يحتاج إلى سبب: تنتهي العلاقات لسبب ما ولديك الحق في معرفته.

فهذا قد يساعدك بشكل أفضل على نسيان الأمر دون محاولة إحياء أي آمال زائفة أو أن تحلم بفرصة ثانية.

  • الوداع يجب أن يكون وجهًا لوجه: يجب أن يتم الرفض دائمًا بصفة شخصية، مثل قول: “لقد وصلنا إلى نهاية الطريق.” ولا يصح مطلقًا إعلامه بالخبر عبر رسالة أو من خلال طرف وسيط.

على الرغم من أن العبارات الصريحة مؤلمة، إلا أنها أيضًا بمثابة العلاج الفعال لكثير من التداعيات.

يجب أن يتم الأمر بحزم وواقعية: هذه هي النهاية، وليس هناك فرص أخرى.

  • لقد حان الوقت للتفكير في نفسك: عندما تستجدي حب وهمي رغم أن الأمر يكون واضحًا أمامك، فأنت تخدع نفسك.

يجب المضي قدمًا نحو تقبل الأمر من خلال اجتياز الحزن بجميع مراحله. من الضروري التفكير في نفسك ومعالجة حالة الفراغ والرفض والغياب.

إن الألم الذي تشعر به الآن هو من صميم كيانك الذي ستقوم بلم شتاته بكل كرامة وتعمل على إصلاح ما انكسر بداخله وتعيد تكوينه من جديد.

إنها مهمة صعبة تتطلب وقتًا وجهدًا واهتمامًا كبيرًا، ولكن الألم سيزول رويدًا رويدًا بمرور الوقت.

في النهاية، سيأتي اليوم الذي ستشعر فيه باحترام ذاتك بسبب عدم إقبالك على استجداء حب زائف.


"تمت مراجعة جميع المصادر المذكورة بعناية شديدة من قبل فريقنا لضمان جودتها وموثوقيتها وتحديثها وصحتها. تم اعتبار الببليوغرافيا لهذه المقالة موثوقة ودقيقة من الناحية الأكاديمية أو العلمية.


  • Bauman, Z. (2012). Amor líquido: acerca de la fragilidad de los vínculos humanos. Fondo de Cultura económica.
  • Riso, W. (2007). Los límites del amor. RBA Coleccionables.

هذا النص مقدم لأغراض إعلامية فقط ولا يحل محل استشارة مع محترف. في حال وجود شكوك، استشر اختصاصيك.