الحميات قليلة النشويات وتأثيرها على الأداء العقلي والمشاعر

أصبحت الحميات قليلة النشويات واحدة من أكثر الاستراتيجيات الغذائية شيوعًا. ولكن من المهم أخذ الآثار الجانبية لهذا النوع من الحميات في الاعتبار. اكتشفها معنا اليوم!
الحميات قليلة النشويات وتأثيرها على الأداء العقلي والمشاعر
Daniel Baldó Vela

مكتوب ومدقق من قبل ممرض Daniel Baldó Vela.

آخر تحديث: 23 أغسطس, 2022

فوائد الحميات قليلة النشويات البدنية معروفة جيدًا لجميع المهتمين باستراتيجيات التغذية المستخدمة بهدف إنقاص الوزن.

ولكن، هل تعرف كيف تؤثر عليك هذه الحميات على المستوى العاطفي والإدراكي؟ وهل يمكن اتباعها لفترات ممتدة؟

يمكن للجسم بالفعل الحصول على الجلوكوز من أي عناصر غذائية كبيرة، والتي تشمل النشويات، الدهون، والبروتينات.

مع ذلك، إذا لم يتم الاستعانة بالنشويات، تقل كفاءة هذه العملية كثيرًا، وهو ما قد يؤثر بشكل سلبي على وظائف المخ.

الحميات قليلة النشويات

يشير هذا المصطلح إلى الحميات التي يحصل من خلالها الفرد على أقل من 30% من مجموع طاقته من الأطعمة الغنية بالنشويات.

في السنوات الأخيرة، أصبح هذه الأنظمة شائعة جدًا لفعاليتها في إنقاص الوزن وحرق الدهون. يرجع ذلك إلى الدور الذي تلعبه النشويات في تراكم الدهون في الجسم.

ولكن يوجد هناك حلول أخرى، والتي، بدلًا من منع استهلاك النشويات، تقوم بتنظيمه للتحكم في مؤشر نسبة السكر في الدم.

الحميات قليلة النشويات والأداء العقلي

برغم أن مخ الإنسان يمثل 2% من وزن الجسم، إلا أنه يستخدم بين 20%-30% من الطاقة المستهلكة يوميًا.

ولأنه، كما هو واضح، من الأعضاء المتطلبة جدًا، فهو يستخدم النشويات كمصدر الطاقة الأساسي، وذلك بسبب كفاءة طاقتها.

الحميات قليلة النشويات والأداء العقلي

بسبب ذلك، أشارت نتائج بعض الدراسات أن الحميات قليلة النشويات تؤثر على كفاءة الوظائف الإدراكية المتعلقة بالتعلم، الانتباه، والذاكرة.

مع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن ذلك يحدث فقط على المدى القصير. وتجدر الإشارة أيضًا إلى أن معظ الناس لا يستطيعون اتباع هذه الحميات لفترات طويلة.

على المدى الطويل، عندما يصبح هذا النظام أسلوبًا اعتياديًا، يبدو أن هناك بعض التغيرات التي تحدث في الجسم لرفع كفاءة إنتاج الطاقة من الأحماض الأمينية والأحماض الدهنية.

يعني ذلك أن الدراسات التي فحصت تأثيرات هذه الحميات على فترات طويلة لم تجد أي تاثير لها على الوظائف الإدراكية.

على الجانب الآخر، عندما نتحدث عن الأفراد الذين يعانون بالفعل من مشكلات إدراكية، يبدو أن هذه الحميات تكون مفيدة لهم.

يرجع ذلك إلى أن أدمغة مرضى ألزهايمر تفقد قدرتها على استعمال الجلوكوز كمصدر للطاقة، وهو ما يجعل التدهور الإدراكي أسوأ.

ولكن، على الأقل في المراحل المبكرة للمرض، يستطيع مخ المريض استخدام الكيتونات للطاقة، وهي عناصر تنتج عن عملية تكسير الأحماض الدهنية.

وهذا ما يفسر تحسين الحميات قليلة النشويات للوظائف الإدراكية لمن يعاني من إعاقة بسيطة. وقد وصلت دراسة أولية تم نشرها في مجلة مرض الزهايمر إلى نفس النتائج.

ماذا يحدث على المستوى العاطفي؟

في هذه الحالة، يحدث العكس. فالحميات قليلة النشويات لا تؤثر بالسلب على الحالة العاطفية على المدى القصير، ولكنها تقوم بذلك على المدى الطويل.

يرجع ذلك إلى انخفاض مستويات السيروتونين في الدماغ، وذلك لأن النشويات تساعد على رفع مستوياته، على عكس البروتينات والدهون.

انخفاض مستوى السيروتونين قد يتسبب بدوره في انخفاض مستويات الطاقة، الرغبة في تناول السكر، الشعور بالحزن وحتى الاكتئاب.

الالتزام بالحميات قليلة النشويات

مخ سليم

أخيرًا، تجدر الإشارة إلى أن نسبة كبيرة من الناس يجدون صعوبة كبيرة في الالتزام بهذه الحميات. ويرجع ذلك إلى أسباب عديدة كالتالي:

  1. عدم تناول النشويات لا يتفق مع الأنماط الاجتماعية الراسخة. بالنسبة للبشر، يلعب الطعام دورًا اجتماعيًا، وهو ما لا تستطيع الحميات قليلة النشويات تحقيقه في العديد من الثقافات.
  2. تحديد استهلاك النشويات يحدد أيضًا الخيارات المتاحة. فهذه الحميات عادةً ما تكون صارمة جدًا، فتؤدي إلى عدم القدرة على الالتزام بها لفترات طويلة.
  3. تؤثر هذه الحميات كما ذكرنا على المزاج. ويحتاج الإنسان في بعض الأحيان إلى أطعمة معينة لتنظيم المشاعر، وهو ما لا يمكن تحقيقه من خلال هذه الحميات.

بسبب كل ذلك، باستثناء بعض الحالات الخاصة وبغض النظر عن فوائدها البدنية النظرية، يبدو أن هذه الحميات ليست بديلًا صحيًا.

لذلك، من الأفضل تجنب الحميات الصارمة واتباع نظام غذائي صحي ومتوازن.

تذكر أيضًا أنه بغض النظر عن فوائد الحمية، فأفضل الحميات هي التي تستطيع اتباعها بسهولة على المدى الطويل.


"تمت مراجعة جميع المصادر المذكورة بعناية شديدة من قبل فريقنا لضمان جودتها وموثوقيتها وتحديثها وصحتها. تم اعتبار الببليوغرافيا لهذه المقالة موثوقة ودقيقة من الناحية الأكاديمية أو العلمية.



هذا النص مقدم لأغراض إعلامية فقط ولا يحل محل استشارة مع محترف. في حال وجود شكوك، استشر اختصاصيك.