مضاعفات فيروس كورونا - كيف يؤثر كوفيد-19 على الكليتين؟

يؤثر كوفيد-19 بشكل أساسي على الرئتين، ولكننا نعرف الآن أن تأثيراته الأخرى تشمل الكليتين أيضًا بعد إثبات بعض الدراسات العلمية لذلك. تابع القراءة لاكتشاف المزيد عن الموضوع.
مضاعفات فيروس كورونا - كيف يؤثر كوفيد-19 على الكليتين؟

آخر تحديث: 21 مايو, 2020

مضاعفات فيروس كورونا متعددة. وكيفية تأثيره على الكليتين من الأسئلة التي تم إضافتها مؤخرًا إلى قائمة الأسئلة التي يحاول العلماء الإجابة عنها بخصوص تطور المرض. فالخبراء يكتشفون أعراض ومضاعفات جديدة باستمرار.

ظهر هذا السؤال لأول مرة عند إصابة بعض المرضى بالفيروس بحالة تُعرف باسم القصور الكلوي الحاد خلال فترة علاجهم بالمستشفيات.

في هذه اللحظة، بدأ الأطباء الصينيون في التفكير في مضاعفات فيروس كورونا المحتملة المتعلقة بالكليتين.

حتى الآن، لا يوجد آلية واضحة، ولكن الأطباء المتخصصون متفقون على أن كوفيد-19 مسؤول عن ظهور مستويات عالية من الضرر الكلوي في بعض الحالات.

معدل ظهور هذه المشكلات الكلوية يختلف من بلد لآخر. ففي بعض البلاد، لا تظهر إلا على 1% فقط من المصابين بالعدوى، في حين تصيب 30% منهم في بلاد أخرى.

المرضى الذين يصابون بمشكلات الكلى بسبب فيروس كوفيد-19 معرضون لخطر كبير. فيصعب علاج القصور الكلوي الحاد في وحدات العناية المركزة.

دراسات علمية حول تأثير الفيروس على الكلى

في بداية اندلاع الفيروس في الصين، كانت هناك سلسلة من التقارير العلمية التي تحذر من تلف الكلى بسبب كوفيد-19.

إحدى أولى الدراسات بحثت في تكرر ظهور القصور الكلوي الحاد بين مرضى فيروس كورونا. القصور الكلوي الحاد هي حالة لا تستطيع فيها الكلى القيام بوظائفها المتعلقة بالفلترة.

وفي هذه الدراسة، وجد الباحثون أن 9% من المرضى أصيبوا بالفشل الكلوي. يعني ذلك وجود بيلة بروتينية، أو فقدان للبروتين عن طريق البول. يوجد أيضًا زيادة في مادة تُعرف بالكرياتين في الدم، والتي تصبح سامة إذا تعدت مستويات معينة.

خضع المرضى لتصوير مقطعي على الكلى. وأظهرت الصور وجود تغيرات في الكلى في 100% من الحالات. شملت هذه التغيرات الالتهابات وتراكم السوائل بشكل أساسي.

وفي دراسة أخرى من الصين، وجد الباحثون أن الفشل الكلوي يظهر في 3% من المرضى الذين يُعالجون بالمستشفيات.

في نفس الوقت، وجدوا أن 40% من هؤلاء المرضى يعانون من البيلة الدموية، أي وجود دم في البول.

مضاعفات فيروس كورونا وتلف الكلى

يمكننا أن نقول أن هناك ثلاثة جوانب يجب أخذها في الاعتبار عند النظر في تأثير كوفيد-19 على الكلى.

يمكن لهذه العوامل أن تظهر وحدها أو معًا. أحيانًا ما يكون ضرر كوفيد-19 مباشرًا، وأحيانًا ما يكون غير مباشر بسبب علاج معين.

العوامل الثالثة هي كالتالي:

  • الفيروس نفسه: يتفق الخبراء على أن الكليتين من الأعضاء التي يهاجمها الفيروس، بجانب الرئتين. الجهاز التنفسي والجهاز الكلوي يحتويان على عناصر مشتركة، بما في ذلك الرينين والأنجيوتنسين. هذه العناصر ترتبط بمستقبل معين، والذي قد يكون البروتين المستخدم من قبل الفيروس كنقطة دخول إلى الخلايا البشرية.
  • الأعراض الجهازية: في الحالات الشديدة من كوفيد-19، تعاني العديد من الأعضاء. يحدث الأمر نفسه عند الإصابة بالتهاب الرئة لأسباب أخرى غير الفيروس، وهو ما قد يؤدي إلى فشل كلوي بسبب سلسلة من التأثيرات المنتشرة في الجسم.
  • العلاج: برغم عدم وجود بروتوكول علاج فعال لفيروس كورونا، يبحث العلماء عن بدائل بتجربة العديد من العقارات. بعض هذه العقارات تؤثر على الكلى، وقد تؤدي إلى فشلها.

كيف يؤثر فيروس كورونا على الكلى؟

النظرية التي تشرح كيفية دخول الفيروس إلى الجسم تعتمد على معرفة العلماء بخصوص الطريقة التي يعدي بها الفيروس خلايا الرئة. فنحن نعرف أن مفتاح دخول فيروس كورونا هو بروتين يُعرف باسم ACE2.

يستطيع الفيروس دخول خلايا الرئة لأن الشويكات الموجودة على السطح الخارجي للفيروس تتوافق جزيًا مع هذا البروتين.

وهذا البروتين موجود كذلك في الكلى ويتدخل في عملية تنظيم الضغط الشرياني. وهذا هو السبب الذي يدفع العلماء إلى الاعتقاد بأن مرضى ارتفاع ضغط الدم من المجموعات المعرضة للخطر وأن نسبة الوفاة بينهم بسبب العدوى أعلى من المعدل الطبيعي.

ولأن الكلى تمتلك بروتينات مشابهة، تشير النظرية إلى أن كوفيد-19 يستعمل نفس المسلك مع خلايا الكلى، كما يفعل مع خلايا الرئوية.

المصابون بأمراض الكلى من المجموعات المعرضة للخطر

تجدر الإشارة في النهاية إلى أن المصابين بأمراض الكلى هم من الفئات الضعيفة أمام الوباء. ولذلك يجب عليهم التزام الحذر الشديد واتباع الإجراءات الوقائية بحرص.

من الضروري أيضًا أن يستمر هؤلاء المرضى في استعمال الأدوية الموصوفة لهم. وعند حاجة مريض منهم إلى استشارة طبيب، يجب إطلاع الطبيب على التاريخ الطبي بالكامل حتى يستطيع الطبيب تحديد أفضل خطة علاج للحالة.


"تمت مراجعة جميع المصادر المذكورة بعناية شديدة من قبل فريقنا لضمان جودتها وموثوقيتها وتحديثها وصحتها. تم اعتبار الببليوغرافيا لهذه المقالة موثوقة ودقيقة من الناحية الأكاديمية أو العلمية.


  • Wang, Dawei, et al. “Clinical characteristics of 138 hospitalized patients with 2019 novel coronavirus–infected pneumonia in Wuhan, China.” Jama 323.11 (2020): 1061-1069.
  • Naicker, Saraladevi, et al. “The Novel Coronavirus 2019 epidemic and kidneys.” Kidney International 58.3 (2020): 26-31. (2020).
  • Zhen Li,, Ming Wu,+, Jie Guo et al Caution on Kidney Dysfunctions of 2019-nCoV Patients medRxiv preprint doi: https://doi.org/10.1101/2020.02.08.20021212
  • Zhang, Haibo, et al. “Angiotensin-converting enzyme 2 (ACE2) as a SARS-CoV-2 receptor: molecular mechanisms and potential therapeutic target.” Intensive care medicine (2020): 1-5.
  • Chen N, Zhou M, Dong X, et al. Epidemiological and clinical characteristics of 99 cases of 2019 novel coronavirus pneumonia in Wuhan, China: a descriptive study[J]. Lancet, 2020, 395[10223]: 507-513

هذا النص مقدم لأغراض إعلامية فقط ولا يحل محل استشارة مع محترف. في حال وجود شكوك، استشر اختصاصيك.