مرض الإنفلونزا - اكتشف معنا كيف يؤثر هذا المرض على الجسم

أتاحت العديد من الدرااست العلمية الفرصة للخبراء لاكتشاف كيفية تاثير الإنفلونزا على الجسم. يصاب الجميع تقريبًا بهذا المرض من وقت لآخر، ونعرف بالطبع أن أعراضه مزعجة جدًا. في هذه المقالة، نستعرض سبب ظهور المرض وكيفية تأثيره على الجسم.
مرض الإنفلونزا - اكتشف معنا كيف يؤثر هذا المرض على الجسم

آخر تحديث: 14 مارس, 2020

مرض الإنفلونزا من الأمراض الفيروسية الموسمية. يعاني الجميع من هذه الحالة، ولذلك ندرك تأثيراتها المزعجة على الجسم. فبسبب هذه العدوى، تنشط بعض آليات الجسم لتكافحها، وهي المسؤولة عن الأعراض.

بشكل عام، تشمل أعراض مرض الإنفلونزا الحمّى، الصداع، ألم العضلات، والإجهاد. وعندما تتطور الحالة بشكل طبيعي دون مضاعفات، تختفي الأعراض وحدها دون التسبب في مشكلات طويلة الأمد.

ولكن، بعض حالات الإنفلونزا تكون حادة. فعندما يهاجم الفيروس مرضى كبت المناعة، كبار السن، الأطفال، أو المصابين بأمراض كامنة، قد يسبب الوفاة.

تجدر الإشارة أيضًا إلى أن الإنفلونزا تختلف عن نزلة البرد. فنزلة البرد أقل حدة، وعواقبها بسيطة وسطحية. على الجانب الآخر، الإنفلونزا تكون أكثر عنفًا.

لفيروس الإنفلونزا تأثيرات اجتماعية أيضًا. فأربعة من كل عشرة أشخاص مصابين بالأعراض يأخذون إجازة من العمل خلال فترة المرض، وجميعهم تقريبًا يقللون من ممارستهم للرياضة وحضورهم للأنشطة الاجتماعية.

وفقًا للعديد من الاستقصاءات، أكثر الأعراض المزعجة للمرض هو الإجهاد. فنصف المصابين بالحالة يشيرون إلى أن حالة الضعف والكسل تستمر لفترة. يظهر الإجهاد بسبب الحمّى وألم العضلات، وهي أعراض تنتج عن التهاب الأنسجة.

ننصحك بقراءة:

تقرحات البرد – 5 علاجات منزلية تساعدك على علاج هذه الحالة

العملية المجهرية لمرض الإنفلونزا

الجهاز المناعي ومرض الإنفلونزا

الأعراض والعلامات التي تظهر خارجيًا تعبر عن كيفية تأثير المرض على الجسم على المستوى المجهري. فالعديد من الآليات الخلوية تفسر ظهور أعراض مثل الحمّى، الصداع، والألم العضلي.

عند دخول الفيروس إلى الجسم، يصبح لديه نحو 8 ساعات للاستنساخ قبل اكتشاف جهاز مناعة الإنسان له.

بوابة دخول الفيروس هي المسالك الهوائية. وبعد دخوله، يتمركز في خلايا الرئة الظهارية. مع اختراقه الخلايا الإنسانية، يسيطر الفيروس على عضيات الخلايا التي تنتج البروتينات لتعمل لحسابه.

باختصار، يقوم الفيروس باستغلال مصادر المضيف للتكاثر والبقاء. وبعد ذلك، تسعى النسخ الفيروسية الجديدة إلى إصابة خلايا أخرى.

عندما ينشط الجهاز المناعي لمكافحة الفيروس، يقوم بتفعيل ردود فعل عديدة، والتي تؤدي إلى ظهور الأعراض المعروفة، وتفسر كيفية تأثير المرض على الجسم.

أول ما يتم تفعيله هو خلايا الدم البيضاء، وهو ما يعد أول خطوة في عملية تفعيل الوسيط الالتهابي: السيتوكينات.

السيتوكينات هرمونات صغيرة تحمل رسائل إلى الجهاز المناعي. مهمتها هي تنشيط الأعضاء والأنسجة للقضاء على الفيروس في أسرع وقت ممكن.

كيف يؤثر مرض الإنفلونزا على الجسم؟

الحمّى

بالطبع، يجب علينا التحدث عن الحمّى عند شرح كيفية تأثير المرض على الجسم. فالحمّى تعتبر أحد أهم أعراض الإنفلونزا.

تظهر الحمّى عندما تعطي الغدة النخامية الأمر لزيادة حرارة الجسم.  يحدث ذلك بسبب شعورها بوجود ما يُعرف باسم البيروجينات. بين المكونات البيروجينية، لدينا مكونات البكتيريا، الفيروسات، والسيتوكينات.

عندما تزيد حرارة الجسم، تصبح خلايا الدم البيضاء أكثر فعالية. في الواقع، الحمّى آلية دفاعية، وليست عاقبة باثولوجية.

بالإضافة إلى ذلك، تواجه الكائنات الحية الدقيقة صعوبة أكبر في التكاثر في درجات الحرارة العالية.

الصداع

رجل يعاني من الحمى والصداع

سبب ظهور الصداع عند الغصابة بالمرض غير الواضح بشكل كامل.

ولكن يوجد علاقة بين الحرارة العالية والسيتوكينات والصداع. فهما يؤديان إلى توسع الأوعية الدموية.

هذا التوسع في حجم الأوعية الدموية يسمح بتدفق المزيد من الدم من خلالها ويؤدي إلى ظهور حالة الصداع، وهي آلية تشبه ما يحدث في حالة الصداع النصفي.

ألم العضلات

أخيرًا، الألم العضلي من أعراض مرض الإنفلونزا التقليدية.

اكتشفت الدراسات العلمية مؤخرًا وجود تفسير جيني لهذا العرض، وهو أمر يرجع إلى لآلية عمل السيتوكينات.

خلال العدوى، يزيد تحفيز الجسم لبعض الجينات التي تدعم تدمير الخلايا التي تكون العضلات.

في نفس الوقت، تؤدي السيتوكينات الالتهابية إلى تورم العضلات لمكافحة الفيروس، وهو ما يُجهد العضلات، وهو ما يسبب الشعور بالألم والإرهاق.

ختامًا، نحن نفهم ما يكفي من آليات الجسم لنفهم كيفية تأثير هذه العدوى على الجسم، ولكننا نحتاج إلى المزيد من الدراسات في هذا الموضوع.

والأعراض التي تظهر عادةً عند الإصابة تشير إلى مكافحة المناعة للمرض. في نفس الوقت، تحتاج إلى القيام بدورك عن طريق الالتزام بالراحة واستشارة طبيب متخصص.


"تمت مراجعة جميع المصادر المذكورة بعناية شديدة من قبل فريقنا لضمان جودتها وموثوقيتها وتحديثها وصحتها. تم اعتبار الببليوغرافيا لهذه المقالة موثوقة ودقيقة من الناحية الأكاديمية أو العلمية.


  • Nicholson, K. G. “Clinical features of influenza.” Seminars in respiratory infections. Vol. 7. No. 1. 1992.
  • Stöhr, Klaus. “Influenza—WHO cares.” The Lancet infectious diseases 2.9 (2002): 517.
  • Bouvier, Nicole M., and Peter Palese. “The biology of influenza viruses.” Vaccine 26 (2008): D49-D53.

هذا النص مقدم لأغراض إعلامية فقط ولا يحل محل استشارة مع محترف. في حال وجود شكوك، استشر اختصاصيك.