ما هو الصرع وكيف يمكن للمريض أن يتعايش معه؟

تندرج حالات الصرع ضمن علم الأمراض الذي يتشعب ويرتبط بمجالات متعددة. سنخبرك خلال هذه المقالة بكافة التفاصيل حول الصرع، بالإضافة إلى بعض النصائح التي يجب أن يعرفها كل مريض مصاب بالصرع من أجل تحسين جودة حياته.
ما هو الصرع وكيف يمكن للمريض أن يتعايش معه؟

آخر تحديث: 23 سبتمبر, 2021

وفقًا لـ Mayo Clinic يتم تعريف حالات الصرع على أنها اضطراب في الجهاز العصبي المركزي (مرض عصبي) والتي يصبح خلالها نشاط الدماغ غير طبيعي. مما يسبب نوبات أو فترات من الأحاسيس والسلوك غير العادي، وقد يصل الأمر في بعض الأحيان إلى فقدان الوعي.

ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية (WHO) يعاني حوالي 50 مليون شخص حول العالم من نوبات وحالات الصرع. مما يجعله أحد أكثر الأمراض العصبية شيوعًا وانتشارًا حول العالم. ولسوء الحظ فإن ما يقرب من 70% من هذه الحالات لا يحصلون على العلاج الذي يحتاجون إليه، لأنهم لا يستطيعون تحمل تكاليفه.

على الرغم من أن التعايش مع الصرع قد يبدو تحدياً حقيقياً، إلا أن العلاج من خلال العقاقير الطبية في الغالب ما يؤتي ثماره بشكل جيد في معظم الحالات. تابع قراءة هذا المقال إذا كنت تريد معرفة المزيد عن ماهية حالات الصرع والعادات اليومية التي يجب أن يتبعها الشخص الذي يعاني من هذه النوبات.

نمط الحياة والعادات التي يجب على الشخص الذي يعاني من حالات الصرع أن يلتزم بها

كما توصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC): لا يجب أن ينظر إلى حالات الصرع على أنها نهاية الطريق، أو على أنها ستكون سببًا في نهاية رفاهية الفرد المصاب بها. حيث تنجح العقاقير الطبية في علاج إثنين من كل 3 مرضى بالصرع. وفي بعض الحالات، يمكن اللجوء إلى الجراحة وبعض الأساليب الأخرى.

تشير بوابة التعايش مع حالات الصرع والتي تديرها “مستشفى كلينيك دي برشلونة – Hospital Clínic de Barcelona” والعديد من المصادر الأخرى إلى بعض النصائح التي من شأنها تحسين حياة المرضى اليومية. سنوضح لكم في السطور القادمة بعض من هذه النصائح الهامة:

  1. التمارين الرياضية

التمارين والنشاط البدني ضروري لجميع الناس لأنه يعزز من الرفاهية الجسدية والعاطفية والفسيولوجية. ووفقًا للمصادر المذكورة بالأعلى، تشير العديد من الدراسات إلى أن الرياضة يمكن أن ترفع من عتبة النوبة، بالإضافة إلى التقليل من الإفرازات الصرعية، وهو ما سيساعد على إدارة حالات الصرع والنوبات بشكل أفضل.

ممارسة الرياضة تساعد مرضى حالات الصرع بشكل فعال
يمكن أن يقلل النشاط البدني من خطر الإصابة بنوبات وحالات الصرع ولهذا يوصي الخبراء بممارسة الرياضة بانتظام.
  1. عِش حياة اجتماعية سليمة، ولكن توخَّ الحذر

لم تخرج أية توصيات من المنظمات التي تهتم برفع الوعي حول حالات ومرض الصرع تمنع المرضى من ممارسة حياة اجتماعية طبيعية. فنحن في الأساس حيوانات اجتماعية ونحتاج إلى أن نكون دائمًا في رفقة بشر آخرون، من أجل الحصول على حياة سليمة وصحية. ومع ذلك، يجب أن تكون حذرًا في بعض الأمور، نذكر منها:

  • لم يذكر الخبراء شيئًا حول منع المرضى من الخروج والتجول ليلًا. ولكن إذا كنت تخرج في المساء فيجب عليك أن تكون حذرًا جدًا فيما يخص التعامل مع الأضواء القوية والضوضاء الصادرة عن بعض المؤسسات.
  • إذا كنت تتناول المشروبات الكحولية فيجب عليك أن تحد من استهلاكك لها، والأمر نفسه ينطبق على المدخنين ومتعاطي التبغ بكافة أشكاله. فالمشروبات الكحولية لها ارتباط وثيق بحدوث النوبات وزيادة عتبتها. بينما لم يتم الحديث عن وجود علاقة واضحة بين التبغ ونوبات وحالات الصرع، ولكن الخبراء يوصون بالحد من التدخين لأسباب صحية متعددة وواضحة.
  • الحصول على قسط كاف من النوم. لقد ثبت أن الحرمان من النوم والاضطرابات يمكن أن تؤدي إلى حالات الصرع.
  1. قيادة السيارة

هذه المسألة مثيرة للجدل نوعًا ما، حيث اختلفت بعض المصادر العلمية بشأن الأدلة حول انخفاض احتمالات التعرض للحوادث بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من نوبات الصرع ولكنهم ملتزمون بالعلاج ويسيطرون على حالات الصرع لديهم. بينما تؤكد دراسات أخرى أن هناك مخاطر متأصلة فيما يتعلق بحوادث الطرق بالنسبة لمرضى الصرع الذين يقودون سياراتهم على الطريق.

في بلدان مثل إسبانيا، يُحظر على الشخص المصاب بالصرع القيادة في حال تعرضه لنوبة صرع واحدة على الأقل خلال عام سابق، وذلك حفاظًا على سلامته وسلامة الآخرين. تحدث إلى أخصائي أو قدم استفسارك إلى إدارة المرور في بلدك إذا كان لديك أية أسئلة.

كيف تتجنب النوبة إذا كنت تعاني من حالات الصرع

هناك سلسلة من الإجراءات التي يجب اتباعها لتجنب حدوث النوبات لدى مرضى حالات الصرع ومنها:

  • لا تفوت أبدًا جرعة واحدة من أدويتك، وتحدث إلى طبيبك الخاص إذا شعرت بأي شئ غريب أو كانت لديك أية أسئلة.
  • احصل على نوم جيد. تشير مواقع الإنترنت المتخصصة مثل epilepsy.com إلى أن عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم يمكن أن يعزز ظهور النوبات. حاول النوم لمدة لا تقل عن سبع أو عشر ساعات يوميًا.
  • تجنب تناول المشروبات الكحولية. يعمل الكحول على إثارة الخلايا العصبية الموجودة في الدماغ، كما يعمل على تعطيل أنماط النوم الطبيعية، ويمكن أيضًا أن يتفاعل مع أدوية الصرع. فجسم الشخص مدمن المشروبات الكحولية يعتبر أرض خصبة مثالية لظهور نوبة صرع جديدة.
  • إياك وتعاطي المخدرات. حيث يمكن للعقاقير المخدرة مثل الكوكايين، أو الإكستاسي، أو الأمفيتامينات أن تعزز من ظهور نوبات الصرع.
  • تجنب الإرهاق أو التوتر في حياتك. يمكن أن تؤدي فترات التوتر إلى قلة النوم أو قد تجعلك تنسى تناول الأدوية.

كيفية مساعدة الشخص أثناء حالات الصرع

تلخص المكتبة الوطنية للطب في الولايات المتحدة الطريقة التي يجب من خلالها التعامل أثناء النوبة في عدة نقاط أساسية، وهي:

  1. عند حدوث النوبة، يكون الهدف الرئيسي هو حماية الشخص من الإصابة. لذلك سيكون عليك وضع الشخص الذي يعاني من نوبة صرع على الأرض في منطقة آمنة. قم باستبعاد الأثاث أو أي أشياء حادة أخرى موجودة في نطاق المريض.
  2. بعد ذلك، قم بوضع الوسادات حول رأس الشخص المريض.
  3. قم بإزالة الملابس الضيقة عن المريض، خاصة تلك التي قد تكون موجودة حول الرقبة.
  4. اجعله ينام إلى جانبه. لأنه في حالة حدوث القيئ سوف تضمن هذه الوضعية عدم دخول القيئ إلى رئتي المصاب بنوبة الصرع.
  5. حاول التأكد مما إذا كان المريض يرتدي سوارًا يحتوي على تعليمات طبية للتعامل معه أثناء النوبة. يجب أن يكون المريض مرتدياً أحد هذه السوارات إذا كان قد عانى مؤخرًا من إحدى حالات الصرع.
  6. ابق مع الشخص حتى يتعافى من نوبة الصرع، أو حتى وصول المساعدة الطبية المتخصصة. وفي هذه الأثناء راقب العلامات الحيوية لدى المريض (كالنبض ومعدل التنفس) قدر الإمكان.

من الأمور التي لا يجب عليك فعلها أبدًا تحت أي ظرف من الظروف: محاولة كبح جماح المريض أثناء نوبة الصرع – أو محاولة وضع أي شئ في فمه حتى لا يتسبب ذلك في جعله يعض لسانه – أو محاولة إجراء الإنعاش القلبي الرئوي أو أي من تقنيات الإنعاش الأخرى. فقط حافظ على هدوئك، وحافظ على جعل المريض في الوضع الصحيح. كذلك احرص على مراقبته حتى تصل المساعدة الطبية المتخصصة.

فتاة تعاني من حالات الصرع
تتطلب حالات الصرع التزام الهدوء من الأشخاص القريبين من الحالة. ذلك من أجل السيطرة على النوبة وموضعة المريض إلى جانبه وتجنب تعرضه للإصابات.

يجب على مرضى الصرع تجنب المخاطر في كل يوم من حياتهم

كما رأيت، تندرج حالات الصرع ضمن علم الأمراض الذي يتطلب من المرضى إجراء تعديلات على حياتهم اليومية. ومع ذلك، فإن الالتزام بالإرشادات المعمول بها والموصى بها لمرضى حالات الصرع، مع الحفاظ على تناول العلاج المناسب، يساعد الشخص المصاب بالصرع على أن يعيش حياة طبيعية تقريبًا دون تعرضه لحوادث خطيرة.

لتجنب حالات الصرع يجب عليك أن تنام جيدًا، مع الابتعاد عن تعاطي المخدرات والمشروبات الكحولية، وتجنب الانخراط في أحداث قد تسبب مشاعر سلبية أو مرهقة. إذا اتبعت هذه النصائح بعناية فسوف تقلل من خطر التعرض لنوبات الصرع.


"تمت مراجعة جميع المصادر المذكورة بعناية شديدة من قبل فريقنا لضمان جودتها وموثوقيتها وتحديثها وصحتها. تم اعتبار الببليوغرافيا لهذه المقالة موثوقة ودقيقة من الناحية الأكاديمية أو العلمية.



هذا النص مقدم لأغراض إعلامية فقط ولا يحل محل استشارة مع محترف. في حال وجود شكوك، استشر اختصاصيك.