فوبيا الخلاء - ما هي أعراض هذه الحالة؟

فوبيا الخلاء تؤدي إلى نوبات قلق شديد خلال مواقف حياتية عادية، ويمكن أن تتسبب في أعراض بدنية ونفسية. تابع القراءة لاكتشاف المزيد عن الحالة.

حاول العديد من الخبراء تحديد أعراض فوبيا الخلاء بدقة. ولكنهم اكتشفوا أنها حالة معقدة جدًا وأن كل مصاب يعاني منها بأشكال مختلفة. ولكن، إذا كان يجب تصنيفها، فهي تعد أحد اضطرابات القلق.

المرضى الذين يعانون من فوبيا الخلاء يشعرون بقلق شديد أو خوف مبالغ فيه في الأماكن أو المواقف التي يشعرون فيها بانعدام الحماية، أنهم محاصرون، أو عندما يشعرون بالارتباك والإحراج. على سبيل المثال، قد يشمل ذلك الأماكن المكتظة جدًا أو حتى وسائل الموصالات العامة.

المشكلة هنا تكمن في أن أعراض فوبيا الخلاء تختلف وتتداخل مع أعراض أنواع أخرى من الفوبيا. لذلك، في هذه المقالة، نشرح أكثر سمات الحالة شيوعًا.

أعراض فوبيا الخلاء

الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية أداة يستعملها أطباء النفس والمعالجون النفسيون عادةً للتعرف على الأمراض والحالات النفسية المختلفة. وفقًا لهذا الدليل، أكثر أعراض فوبيا الخلاء شيوعًا هي كالتالي:

• الشعور بالقلق في الأماكن التي يكون فيها من الصعب أو المحرج محاولة المغادرة. المرضى يشعرون عادةً بالخوف من المعاناة من نوبة قلق، والأسوأ من ذلك، المعاناة من نوبة قلق في مكان لن يستطيعوا فيه الحصول على المساعدة. نتيجة لذلك، الأماكن المكتظة خارج المنزل تتسبب في كرب شديد، ويشمل ذلك المواصلات العامة والمتاجر مثلًا.
• هذا الخوف يعني أن أنماط من سلوك التجنب تبدأ في الظهور. على سبيل المثال، إذا كان هنا مريض يعاني من القلق عند استقلال الحافلة، سيقوم بتجنب الحافلات تمامًا. سيغير عاداته بسبب خوفه من الإصابة بنوبة قلق في الحافلة نفسها.
• لتشخيص فوبيا الخلاء بشكل حاسم، يجب أن تكون نوبات القلق متكررة، أو تكون واحدة على الأقل تسببت في خوف وكرب شديدين. بذلك نعني أن المصاب يشعر بالخوف من المعاناة من نوبة أخرى، ومنذ هذه اللحظة تتغير سلوكياته نتيجة لذلك.

يجب أيضًا الإشارة إلى ضرورة استبعاد الاضطرابات العقلية الأخرى لتشخيص الحالة بدقة. فبعض الفوبيات، كاضطراب القلق الاجتماعي، يتم الخلط بينها وبين هذه الحالة.

أمثلة لمواقف تظهر فيها أعراض فوبيا الخلاء

تختلف أعراض فوبيا الخلاء من مصاب لآخر، كما ذكرنا. هذا الاضطراب يؤدي إلى شعور بالخوف في الأماكن المفتوحة والعامة، خاصةً إذا كان المصاب وحيدًا. ولكن الأعراض قد تظهر أيضًا في الأماكن المغلقة، كالمسارح وصالات السينما.

شيء آخر يميز فوبيا الخلاء هو الخوف من المرور بموقف محرج. مثلًا، يشعر المصابون بالخوف مما قد يحدث إذا سقطوا على الأرض، أو إذن عانوا من نوبة قلق أمام الناس. هذا الخوف يميل إلى أن يكون شديدًا وحادًا جدًا.

تكمن المشكلة في أن كل ذلك ينتهي إلى التأثير على جميع جوانب حياة المصاب. فكما أوضحنا، سلوكيات التجنب تنشأ عن هذه الحالة.

على سبيل المثال، إذا كان المصاب يشعر بالخوف من ركوب المواصلات العامة للذهاب إلى العمل أو القيام بأي نشاط خارجي، يبدأ سلوك التجنب في تشكيل تفاعلاته وقراراته، ويمنعه من المشاركة في هذه الأنشطة.

اعتبارات أخرى بشأن الحالة

وفقًا لمقالة منشورة في مجلة Professional Pharmacy، تظهر أعراض فوبيا الخلاء عادةً في نهاية فترة المراهقة أو بداية فترة البلوغ. ويلجأ معظم المصابين إلى البقاء في منازلهم، ولا يخرجون إلا لما يعتبرونه ضرورة قصوى.

إذا لم يُعالج هذا المرض مبكرًا، ينتهي إلى أن يصبح مزمنًا ويغذي نفسه، ويصبح معجزًا للغاية بالنسبة للمصاب. يجب أيضًا الإشارة إلى أنه نوع من اضطرابات الهلع، ونتيجة لذلك، يظهر مصحوبًا بأعراض جسدية.

تشرح مقالة منشورة في Psychologypathology and Clinical Psychology أنه، عند حدوث الأزمة، يزيد معدل نبض القلب لدى المصاب بشكل كبير، وقد يشعر بأنه يختنق. يزيد التعرق أيضًا، بجانب ظهور عدم راحة وضغط في منطقة الصدر.

في الحالات الشديدة، يمكن أن يؤدي الأمر إلى دوار وفقدان للوعي. القلق الذي يعاني منه المصاب يجعله يشعر أنه فقد السيطرة، وهو ما قد ينتج أيضًا خوفًا من الموت.

خاتمة

ما يجب تذكره هو أن فوبيا الخلاء اضطراب معقد يظهر بأشكال عديدة. لذلك، يحتاج المصابون إلى الدعم والعلاج النفسي. إذا لم يحدث ذلك، يمكن أن يصبح هذا الاضطراب مزمنًا ويسيطر على حياتهم.