المرض العقلي بين الأطفال وأعراضه

من غير السهل ملاحظة أعراض المرض العقلي في حالة الأطفال. وفي هذه المقالة، نرغب في مساعدتك على ذلك لاتخاذ الإجراءات المناسبة لمساعدة طفلك.
المرض العقلي بين الأطفال وأعراضه

كتب بواسطة Virginia Martínez

آخر تحديث: 23 أغسطس, 2022

المرض العقلي والاضطرابات النفسية لا تصيب البالغين فقط، بل الأطفال أيضًا. في الواقع يمكن لهذه المشكلات أن تصيب بعض الحيوانات حتى.

إذن ما هي أعراض المرض العقلي في حالة الأطفال؟ نرغب اليوم في استعراض أكثرها شيوعًا حتى تستطيع اكتشاف الحالة مبكرًا وتقديم المساعدة التي يحتاج غليها طفلك.

ما يجب  أن تعرفه عن المرض العقلي

ما يجب  أن تعرفه عن المرض العقلي

في حين أن اكتشاف المرض العقلي في حالة البالغين ليس بالأمر المعقد عادةً، لا نستطيع أن نقول نفس الشيء بشأن تشخيص الأطفال.

وفي كثير من الأحيان، تظهر أعراض المرض العقلي على الأطفال بدون أن يتم ملاحظتها من قبل آبائهم أو البالغين المحيطين بهم، فيُفقَد مع الأسف الكثير من الوقت الثمين قبل بدء العلاج.

تجدر الإشارة أيضًا أن الأطفال في هذا السن يكونون في مرحلة اكتساب مفردات اللغة، ولذلك تتسم قدرتهم على التعبير عن ما يشعرون به محدودة.

في القسم التالي، نستعرض أكثر الاضطرابات العقلية شيوعًا بين الأطفال والأعراض العامة التي تشير إلى وجودها.

أكثر الاضطرابات العقلية شيوعًا بين الأطفال

يعاني الأطفال من نفس الأمراض العقلية التي تصيب البالغين. ولكن الاضطرابات التالية أكثر شيوعًا في هذه المرحلة العمرية:

  • اضطرابات القلق، والتي تشمل الوسواس القهري، الفوبيا الاجتماعية، القلق العام، الصمت الانتقائي، إلخ.
  • نقص الانتباه مع فرط النشاط.
  • التوحد.
  • اضطرابات الأكل، كالشره المرضي أو فقدان الشهية.
  • اضطرابات المزاج، كالاكتئاب، اضطراب ثنائي القطب، إلخ.
  • الفصام، وهو ما يميل إلى الظهور في نهاية فترة المراهقة.

أعراض المرض العقلي بين الأطفال

العديد من الآباء لا يمتلكون المعلومات الكافية لاكتشاف أعراض المرض العقلي في الأطفال. ولذلك قد لا يطلبون المساعدة عن ملاحظة الأعراض. وأولى الخطوات التي يجب أخذها في الاعتبار هي نسيان الأفكار السلبية والنمطية المجتمعية التي تتعلق بالمرض العقلي. المرض العقلي كالمرض الجسدي، لا يوجد ما يُخجل منه، ويجب السعي للحصول على المساعدة الاحترافية للتغلب عليه.

إذن ما هي الأعراض؟ إذا ظهر أحد الأعراض التالية واستمر لفترة طويلة أو أصبح حادًا، يجب عليك استشارة طبيب نفسي أو معالج.

1- تغيرات في السلوك

تغيرات في السلوك

ابحث عن التغيرات الجذرية والحادة في سلوك طفلك. على سبيل المثال، قد يبدأ في التصرف بشكل عنيف أو متهيج أو يتبع سلوكيات عدوانية وخطيرة. قد يبدأ أيضًا في إصدار التهديدات أو الجدال والمشاجرة بشكل مستمر.

خذ في الاعتبار أن أي تغير ملحوظ، غريب أو غير متجانس يطرأ على سلوك الطفل قد يكون من العلامات التحذيرية. خاصةً إذا استمر هذا التغير لفترات ممتدة أو كان حادًا.

2- تقلب المزاج

انتبه مثلًا لإحساس الحزن الذي يستمر لأكثر من خمسة عشر يومًا أو إذا كان الطفل منعزلًا وساهمًا بشكل عام (ولكن خذ في اعتبارك أن بعض الأطفال انطوائيون).

على سبيل المثال، إذا كان سلوكه الجديد يؤثر على ممارسته الأنشطة التي كان يستمتع بها في الماضي أو إذا كان يؤثر على مستواه الدراسي، قد يكون ذلك علامة تحذيرية على إصابة الطفل باضطراب.

3- صعوبة التركيز

طفلة حزينة

من الطبيعي أن يلاقي الأطفال صعوبة في التركيز، خاصةً إذا كان عليهم الجلوس في الفصول المملة لفترات طويلة.

ولكن إذا كانت هذه الصعوبة متطرفة بالمقارنة مع الأطفال الآخرين أو إذا كانت تؤثر على حياة الطفل اليومية وأدائه المدرسي أو على الأقل جانبين من جوانب حياته (المدرسة، المنزل، إلخ.)، قد يكون ذلك عرض من أعراض الاضطراب العقلي.

ركز على الأعراض المحتملة الأخرى كالنسيان المستمر، فقدان الذاكرة، أو عدم القدرة على التفكير بوضوح.

4- فقدان الوزن الحاد

فقدان الوزن الحاد، التقيء أو فقدان الشهية من العلامات التي تشير إلى إصابة الطفل بأحد اضطرابات الأكل.

من المهم جدًا أن تكون حريصًا وتسعى للحصول على المساعدة في هذه الحالات حتى يبدأ الطفل العلاج في أسرع وقت ممكن.

فاضطرابات كالشره وفقدان الشهية قد تؤدي إلى عواقب وخيمة إذا لم يتم التعامل معها سريعًا.

5- الأذى الذاتي

في العديد من الحالات، قد يؤدي المرض العقلي إلى في حالة الأطفال الأذى الذاتي. لذلك يجب عليك فحص أي إصابات تظهر على طفلك لأنها قد تكون ذاتية.

إذا لاحظت هذا العرض، تحرك فورًا. فالعديد من الأطفال المصابين بهذه الاضطرابات يعانون من الأفكار الانتحارية.

6- المشاعر الحادة

من الطبيعي للأطفال والمراهقين أن يميلوا إلى احتداد المشاعر. ولكن إذا لم يكن هناك سبب واضح للشعور – مثلًا خوف زائد وغير عقلاني من شيء ما – قد يكون ذلك عرضًا للمرض العقلي.

نشير هنا إلى الخوف والفوبيات التي تعيق أنشطة الطفل اليومية.

7- الصداع وآلام المعدة

في حين أن البالغين يميلون إلى الإصابة بأعراض كالقلق والحزن، قد يظهر المرض العقلي في حالة الأطفال في شكل حالات صداع أو آلام معدة غريبة ومستمرة. إلى جانب ذلك، يجب أخذ اضطرابات النوم غير المفسرة في الاعتبار.

وفي جميع الحالات، يجب استبعاد جميع المشكلات البدنية التي قد تكون سببًا للألم أو صعوبات النوم أولًا.

8- تعاطي المواد المخدرة

يبدأ ذلك في تشكيل خطر عند الدخول في مرحلة المراهقة. فالمراهق المصاب بالاضطرابات النفسية يميل إلى الاعتماد على المخدرات والكحوليات كوسيلة لمواجهة أو الهروب من الواقع المؤلم.

9- التغيرات الإدراكية

نشير هنا إلى تعبير الطفل عن سماعه أو رؤيته لأشخاص أو أشياء غير موجودة في الواقع. ويجب الحذر عند اعتبار هذا العرض، فمخيلة الأطفال لا حدود لها.

لكن إذا استمر ذلك لسنوات في مرحلة المراهقة أو إذا كان يؤثر على جودة حياة الطفل، يجب الحصول على مساعدة احترافية.

10- صعوبة التفاعل الاجتماعي

العديد من الأطفال يشعرون بالخجل في المواقف الاجتماعية، وهو أمر طبيعي. ولكن الانسحاب أو الهروب المتطرف قد يكون بسبب الاضطرابات العقلية.

انتبه إذا كان الطفل يلاقي صعوبة شديدة في التواصل مع أقرانه أو إذا كان يرفض ذلك من الأساس. قد يرجع ذلك إلى اضطراب القلق أو الفوبيا الاجتماعية.

ماذا تفعل في حالة اكتشافك لإصابة طفلك بالمرض العقلي

المعالجة النفسية

المعالجة النفسية هي مفتاح التعامل والتكيف مع الاضطرابات العقلية التي تصيب الأطفال. لذلك من الضروري السعي للحصول على المساعدة الاحترافية في حالة ملاحظة الأعراض.

من المهم تسجيل الأعراض وحدتها ومدة ظهورها وإطلاع الطبيب المعالج عليها حتى يستطيع التعامل مع الحالة كما يجب.

من الضروري أيضًا التحدث مع مدرسي الطفل، فهم قد يلاحظون ويؤكدون ظهور بعض الأعراض خلال حضور الطفل المدرسة.

بعد تأكيد المرض، سيبدأ الطفل رحلة علاج نفسية فعالة وفقًا لنوع الحالة التي يعاني منها. وبالطبع لا يجب نسيان دور العائلة وأهمية دعمها للطفل بكل الوسائل الممكنة.

بذلك لن يشعر الطفل بأنه يواجه المشكلة وحده وسيفهم أن للصعوبات التي يواجهها حلول، وأنك ستكون بجانبه تدعمه بشكل كامل دائمًا.


"تمت مراجعة جميع المصادر المذكورة بعناية شديدة من قبل فريقنا لضمان جودتها وموثوقيتها وتحديثها وصحتها. تم اعتبار الببليوغرافيا لهذه المقالة موثوقة ودقيقة من الناحية الأكاديمية أو العلمية.


    • Kathleen Ries Merikangas, “Epidemiology of mental disorders in children and adolescents”, Dialogues Clin Neurosci. 2009 Mar; 11(1): 7–20.
    • Barbara J. Burns et al. “Effective Treatment for Mental Disorders in Children and Adolescents”, Clinical Child and Family Psychology Review, December 1999, Volume 2, Issue 4, pp 199–254
    • Charlotte Johnston, Eric J. Mash, “Families of Children With Attention-Deficit/Hyperactivity Disorder: Review and Recommendations for Future Research”, Clinical Child and Family Psychology ReviewSeptember 2001, Volume 4, Issue 3, pp 183–207

هذا النص مقدم لأغراض إعلامية فقط ولا يحل محل استشارة مع محترف. في حال وجود شكوك، استشر اختصاصيك.