داء السكري يزيد من خطر الإصابة بالكسور

مرضى السكري معرضون لخطر أكبر فيما يتعلق بالإصابة بالكسور. في هذه المقالة، نستعرض العظام الأكثر تأثرًا وكيفية مكافحة هذه المشكلة.
داء السكري يزيد من خطر الإصابة بالكسور

آخر تحديث: 15 أكتوبر, 2020

من بين جميع المضاعفات التي تظهر بسبب داء السكري ، يمكن اعتبار زيادة خطر التعرض للكسور من أخطرها.

داء السكري من أمراض التمثيل الغذائي، ولكنه لا يؤثر فقط على وجود بعض العناصر في الدم. فهذا المرض يؤدي إلى زيادة جلوكوز الدم بجانب احتمالية الإصابة بأمراض أخرى.

يوجد عدة مسببات تفسر تأثير زيادة السكر في الدم على أنسجة العظام. وبرغم ذلك، يمكن لبعض الإجراءات الوقائية أن تساعد على تجنب المشكلة. تابع القراءة لاكتشاف المزيد.

ننصحك بقراءة:

السفر مع مرض السكري

التمثيل الغذائي لدى مرضى داء السكري

كما ذكرنا، السكري من أمراض التمثيل الغذائي. أولى علامات ظهور المرض هي زيادة تركيز سكر الدم. ويمكن ملاحظة ذلك عادةً خلال فترة الصيام التي تكون فيها المعدة فارغة، قبل تناول أي نوع من أنواع الطعام.

كأحد أمراض التمثيل الغذائي، لا يؤثر داء السكري على جلوكوز الدم فحسب، ولكن أيضًا على الشحوم والبروتينات وتوازن المعادن. فالإنسولين، وهو الهرمون المتأثر في هذه الحالة، يشارك في العديد من العمليات التي تتم في الجسم.

المضاعفات المشهورة لهذا المرض تتعلق بالقلب والكلى. ولكن يجب علينا أن نضيف تأثيره على أنسجة العظام إلى القائمة. العظام تعتمد على مستويات الكالسيوم في الجسم وقدرة الخلايا العظمية على إنتاجها.

مسببات الكسور المتعلقة بالسكري

يزيد خطر التعرض للكسور لدى الرجال والنساء على حد سواء عند الإصابة بمرض السكري. وهذا الأمر يرتبط بالتغيرات الهرمونية، الالتهاب وبعض أنواع الأدوية المستعملة. ما هي المحفزات الأخرى المحتملة؟

اعتلال الأعصاب

ارتفاع جلوكوز الدم على المدى الطويل يتلف الدهون التي تغلف الخلايا العصبية. الأعصاب، خاصةً تلك الموجودة في الأطراف السفلية، تبدأ في بث النبضات العصبية بشكل أقل فعالية.

بسبب ذلك، الاعتلال العصبي السكري يؤدي إلى اختلال التوازن، وهو ما يعني أن المرضى يصبحون معرضين للوقوع أكثر، مما يزيد من خطر الإصابة بالكسور.

خلل الوظائف المستقلة

هذا المصطلح يشير إلى اختلال عمل الجهاز العصبي، خاصةً الجهاز العصبي الذاتي. هذا هو جزء الأعصاب الذي ينظم ويتحكم في جميع الوظائف التي لا تحتاج إلى أوامر واعية ومباشرة من الإنسان لتتم.

وفيما يتعلق بخلل الوظائف المستقلة السكري، يلاقي المصابون صعوبة في الحفاظ على مستويات ضغط الدم عند الوقوف. نتيجة لذلك، يميلون إلى الشعور بالدوار وحتى فقدان الوعي، وهو ما يؤدي في كثير من الأحيان إلى وقوعهم وإصابتهم بالكسور.

هشاشة العظام

هشاشة العظام أكثر شيوعًا بين مرضى السكري من غيرهم. الإنسولين هرمون بنائي يحفز عملية تشكل الأنسجة.

وفي حالة داء السكري، لأنه لا يتم إنتاج الإنسولين كما ينبغي، تصبح عملية إصلاح العظام أبطأ.

اعتلال الشبكية

اعتلال الشبكية من المضاعفات الأخرى الخطيرة لمرض السكري. ففي هذه الحالة، الشرايين الصغيرة الموجودة في الشبكية تتمزق دون القدرة على التجلط، ونتيجة لذلك، تتأثر الرؤية.

وبالطبع، أي اختلال في الرؤية يزيد من خطر الوقوع والإصابة بالكسور.

الكسور الأكثر شيوعًا بين مرضى السكري

الكسور الأكثر شيوعًا بين مرضى السكري

استطاعت بعض الدراسات التي تمت على مرضى السكري تحديد التواتر النسبي للكسور التي يتعرضون لها. هذا أمر رائع لأنه يوفر دليلًا فيما يتعلق بأكثر أجزاء الجسم تعرضًا للكسور، مما يسمح للمرضى بالاهتمام بها أكثر.

أولًا، لدينا مرض السكري من النوع الأول. في هذه الحالة، لا يوجد ما يكفي من الإنسولين في الجسم، فيحتاج المريض إلى الحصول عليه خارجيًا واصطناعيًا. هؤلاء المرضى يميلون إلى المعاناة من هشاشة العظام ومشكلات الرؤية أيضًا.

يلعب أيضًا نقص السكر في الدم دورًا لدى العديد من المرضى، لأنهم يميلون إلى اللخلط بين الجرعات المناسبة خلال فترات اليوم المختلفة. وانخفاض سكر الدم يؤدي إلى الدوار، مما يزيد من احتمالية التعرض للحوادث.

بالنسبة لهذا النوع من السكري، أكثر الكسور شيوعًا هي التي تصيب الوركين والعمود الفقري. تم ملاحظة ذلك بشكل خاص لدى مرضى السكري الذين يعانون أيضًا من الأمراض المصاحبة الكلوية والقلبية الوعائية.

على الجانب الآخر، بالنسبة للسكري من النوع الثاني، أكثر أنواع الكسور شيوعًا هي كسور الوركين والساعدين. برغم أن كثافة عظام المرضى لا تختلف كثيرًا عن غيرهم، إلا أن الخبراء يعتقدون أن ارتفاع السكر في الدم يؤثر على ميكانيكا العظام.

كيف يمكن تجنب الكسور في حالة داء السكري

داء السكري وضعف العظام

برغم أن الإحصائيات تشير إلى زيادة نسبة الكسور بين مرضى السكري بشكل عام، إلا أن هناك ما يمكن القيام به لتجنب ذلك، بجانب التحكم في نسبة السكر في الدم.

أهم شيء هو استشارة متخصص والمتابعة معه بصورة دورية. يجب على المريض اتباع نظام غذائي صارم واستعمال أدوية تحافظ على نسبة السكر في الدم في المستويات الطبيعية حتى لا تظهر أي مشكلات كلوية أو قلبية وعائية.

بجانب ذلك، النشاط البدني مهم جدًا في هذه الحالة. يزيد السكري من خطر التعرض للكسور بين من يتبعون أسلوب حياة خامل ومن يمتلكون كتلة عضلية أقل. وممارسة الرياضة تساعد السكر على دخول العضلات وتعزيز أنسجة العظام.

نسبة فيتامين د في الجسم من المواضيع المهمة أيضًا. يمكن زيادة مستوى فيتامين د عن طريق التعرض لأشعة الشمس يوميًا. ويمكن أيضًا استعمال مكملات إذا كان مستوى الفيتامين منخفض جدًا لدى المريض أو إذا كان يعيش في منطقة باردة لا يصلها الكثير من ضوء الشمس خلال السنة.

الخضروات الورقية الخضراء من الخيارات الجيدة للحصول على الفيتامينات والكالسيوم، والذي يمكن الحصول عليه من منتجات الألبان أيضًا. هذه الأطعمة تساعد العظام على التجدد والحفاظ على الكثافة. وبذلك تصبح احتمالية ظهور الكسور أقل.

قياس الكثافة مهم

بالإضافة إلى اتخاذ إجراءات وقاية لتجنب الكسور، يجب على مرضى السكري الخضوع لقياس الكثافة. هذا الاختبار يقيس كثافة العظام ويسمح للمرضى بمعرفة ما إذا كانوا معرضين للكسور بسبب ضعف أنسجتهم.

ختامًا، يجب أن نبرز مجددًا ضرورة المتابعة مع متخصص واتباع إرشاداته لتجنب المضاعفات التي تظهر بسبب هذا المرض.


"تمت مراجعة جميع المصادر المذكورة بعناية شديدة من قبل فريقنا لضمان جودتها وموثوقيتها وتحديثها وصحتها. تم اعتبار الببليوغرافيا لهذه المقالة موثوقة ودقيقة من الناحية الأكاديمية أو العلمية.


  • Avogaro, Angelo, et al. “Continued efforts to translate diabetes cardiovascular outcome trials into clinical practice.” Cardiovascular Diabetology 15.1 (2016): 111.
  • Velasco, M. Botas, et al. “Actualización en el diagnóstico, tratamiento y prevención de la neuropatía diabética periférica.” Angiología 69.3 (2017): 174-181.
  • Moreno, Luis, and Mayra Guerrero. “Características de la neuropatía autonómica cardiovascular en pacientes con Diabetes Mellitus tipo 2.” Boletín Médico de Postgrado 35.1 (2019): 48-53.
  • Romero-Aroca, Pedro, and R. Sagarra. “La retinopatía diabética e hipertensiva.” Revista COMCORDOBA 14.7 (2018): 382-393.
  • Martínez, Sonsoles Botella, et al. “La paradoja diabética: densidad mineral ósea y fractura en la diabetes tipo 2.” Endocrinología y Nutrición 63.9 (2016): 495-501.
  • Formiga, Francesc, María Daniela Freitez Ferreira, and Abelardo Montero. “Diabetes mellitus y riesgo de fractura de cadera. Revisión sistemática.” Revista Española de Geriatría y Gerontología 55.1 (2020): 34-41.
  • Martínez Laguna, Daniel. Efecto de la diabetes mellitus tipo 2 sobre la incidencia de fractura osteoporótica. 2017.
  • Navarro Despaigne, Daysi Antonia, and Alina Acosta Cedeño. “Osteoporosis y tratamiento para la diabetes mellitus.” Revista Cubana de Endocrinología 30.1 (2019): 50-53.
  • de Endocrinología Diabetes, Asociación Colombiana. “Metabolismo Óseo.” Revista Colombiana de Endocrinología, Diabetes & Metabolismo 4.2 (2017): 89-90.
  • Duran-Agüero, Samuel, Leslie Landaeta-Díaz, and Lilia Yadira Cortes. “Consumo de lacteos y asociacion con diabetes e hipertensión.” Revista chilena de nutrición 46.6 (2019): 776-782.

هذا النص مقدم لأغراض إعلامية فقط ولا يحل محل استشارة مع محترف. في حال وجود شكوك، استشر اختصاصيك.