اكتشف معنا كيف تنظف العين نفسها

اكتشف دراسة حديثة تمت حول آليات عمل العين كيف تنظف العين نفسها بشكل طبيعي. هذه العملية شبيهة بالنظام الذي يستعمله  المخ للتخلص من المواد السامة. تابع القراءة لاكتشاف المزيد عن الموضوع!
اكتشف معنا كيف تنظف العين نفسها

آخر تحديث: 18 أكتوبر, 2020

من خلال تجارب تمت على الفئران، اكتشف العلماء كيفية تنظيف العين لنفسها بالاستعانة بنظام مزيل للعناصر السامة. ما أظهره هذا الاكتشاف هو أن آلية التنظيف الذاتية هذه شبيهة بآلية التصريف المستخدمة من قبل المخ.

أيضًا، تتبع الأعضاء الأخرى تقنيات مختلفة للتخلص من المواد السامة وحماية نفسها. المخ هو أكثر هذه الأعضاء التي تم دراستها. والأبحاث التي تتم عليه تعتبر مصدر أمل فيما يتعلق باكتشاف وسائل للوقاية من أمراض معينة كألزهايمر وباركنسون وعلاجها كذلك.

في مقالة منشورة في مجلة Science Translational Medicine حول عمل العين، يشرح الخبراء أن فهم آلية تنظيف العين الذاتية هو خطوة أخرى تقربنا من فهم الجلوكوما، وهي مرض قد يؤدي إلى العمى.

الدراسة الجديدة حول آلية تنظيف العين الذاتية

آلية تنظيف العين الذاتية

البحث الذي ذكرناه تم على فئران التجارب بسبب تشابه البنية العينية لها مع البنية العينية للبشر. خلال البحث، قام العلماء بحقنها بمادة معينة يمكنهم تتبعها واكتشاف كيفية تخلص العين منها.

عن طريق ذلك، اكتشفوا وجود سبيل بديل لسبل التصريف التقليدية المعروفة. على سبيل المثال، نحن نعرف بالفعل أن العين تستعين بالجهاز اللمفي كالعديد من الأعضاء الأخرى للتخلص من المخلقات. ولكن هذه الآلية المكتشفة مختلفة.

راقب العلماء كيف غادرت العناصر النشوانية مقلة العين من خلال قناة داخلية تُعرف باسم أكوابورين-4 (AQP4). هذا الأكوابورين هو نفسه الذي اكتشف العلماء وجوده منذ فترة في مخ الإنسان.

وإلى جانب مراقبة كيفية تنظيف العين لنفسها، وضع الباحثون سيناريوهات مختلفة للتحقق مما إذا كان التصريف يزيد أو يقل. قاموا بعدة تجارب، بعضها شمل تعريض شبكية العين للضوء المباشر، والبعض الآخر شملت حقن أتروبين.

أخيرًا، قارنوا مقلة العين الطبيعية مع مقلة العين المصابة بالجلوكوما. ووجدوا عن طريق ذلك تطبيقًا مباشرًا لاكتشافهم، فالفئران المصابة بالجلوكوما أظهرت تغيرًا في نظام التصريف المكتشف هذا.

مرض الجلوكوما

الجلوكوما مرض يتسم بزيادة الضغط العيني الداخلي (ضغط باطن العين). يمكن قياس هذا الضغط، وهو يمثل الضغط الذي يشكله سائل الخلط المائي لمقلة العين.

في الظروف العادية، يحدث الخلط المائي داخل العين ويدور السائل حتى يتم تصريفه، فيغادر النظام المداري. هذا التدفق مستمر، ويضمن أن السائل خالٍ من العناصر السامة التي قد تؤذي البصر.

عندما لا يكون هناك تصريف مناسب لسائل الخلط المائي لاي سبب من الأسباب، يتراكم ويزيد من ضغط باطن العين. أيضًا، يمكن لهذه الحالة الظهور بسبب إنتاج كمية سائل أكبر مما يستطيع النظام تصريفه.

المصاب بالجلوكوما يشعر بتفاقم بصره تدريجيًا. ولذلك يستشير عادةً طبيبًا، والذي يقيس ضغط باطن العين لديه، يشخص الحالة، ويشرح الخيارات العلاجية المتاحة.

يمكن منع الجلوكوما عن طريق فهم الدراسة العلمية التي نناقشها هنا فيما يتعلق بآلية تنظيف العين الذاتية. فاكتشاف وجود خلل في التصريف يمكن أن يساعد على تحسين دوران الخلط المائي.

نظام تنظيف المخ

نظام تنظيف المخ

هذا الاكتئاف الجديد يرتبط بنظام تنظيف المخ الذي تم اكتشافه منذ سنوات. يُعرف الجهاز الغليمفاوي بهذا الاسم لأنه يعمل كالعقد اللمفية، ولكنه يتم التحكم فيه عن طريق الخلايا الدبقية الخاصة بالجهاز العصبي.

النظام اللمفي التقليدي الذي ينظف الأعضاء موجود أيضًا في المخ، وفي العين أيضًا، ولكنه يزيل العناصر السامة ببطء. أما الجهاز الغليمفاوي، فهو أسرع وأكثر تخصصًا، أي أنه يتعامل مع سموم معينة فقط.

المخ والعين يمتلكان أنظمة لمفية لأنهما من الأعضاء ذات معدل الاستقلاب العالي. يعني ذلك أن خلايا العين والمخ تعمل بسرعة عالية، ولذلك تنتج الكثير من المخلفات التي كانت لتتراكم إذا لم يكن هناك أنظمة متخصصة للتخلص منها.

في حالة المخ، يتم تنظيم النظام عن طريق الضربات القلب ومعدل النبض، إلى جانب النوم. خلال الليل، بعض حركات الانقباض والانبساط التي تحدث في أنسجة المخ تبدأ في التنظيف وإزالة المخلفات من العضو.

خاتمة

هذا الاكتشاف الجديد يرتبط ارتباطًا وثيقًا بمرض الجلوكوما. ولكننا لا نزال نحتاج إلى أبحاث أخرى للتعرف أكثر على هذه الآلية.

وإذا استطاع العلماء اكتشاف عيوب الجهاز اللمفاوي مبكرًا، سيحمي ذلك بصر ملايين من الناس الذين يعانون من الجلوكوما.


"تمت مراجعة جميع المصادر المذكورة بعناية شديدة من قبل فريقنا لضمان جودتها وموثوقيتها وتحديثها وصحتها. تم اعتبار الببليوغرافيا لهذه المقالة موثوقة ودقيقة من الناحية الأكاديمية أو العلمية.


  • Wang, Xiaowei, et al. “An ocular glymphatic clearance system removes β-amyloid from the rodent eye.” Science Translational Medicine 12.536 (2020).
  • Plog, Benjamin A., and Maiken Nedergaard. “The glymphatic system in central nervous system health and disease: past, present, and future.” Annual Review of Pathology: Mechanisms of Disease 13 (2018): 379-394.
  • Iliff, Jeffrey J., et al. “A paravascular pathway facilitates CSF flow through the brain parenchyma and the clearance of interstitial solutes, including amyloid β.” Science translational medicine 4.147 (2012): 147ra111-147ra111.
  • Martínez-Tapia, Ricardo Jesús, et al. “Una nueva vía de drenaje cerebral: el sistema glinfático. Revisión histórica y conceptual.” Revista Mexicana de Neurociencia 19.1 (2018): 104-116.
  • Wostyn, Peter, et al. “Evidence for the existence of a communication between the eye and the brain?.” Acta neurochirurgica 159.8 (2017): 1413-1414.
  • Torres, Marcelino Río. “Glaucoma: pasado y presente.” Revista Cubana de Oftalmología 30.4 (2018).

هذا النص مقدم لأغراض إعلامية فقط ولا يحل محل استشارة مع محترف. في حال وجود شكوك، استشر اختصاصيك.