عمى الألوان - أنواعه ومسبباته المختلفة

عمى الألوان مرض وراثي يؤثر على إبصار الإنسان للألوان. تختلف شدة الحالة من مصاب لآخر. إلى جانب ذلك، يتم معالجة الألوان بشكل مختلف في دماغ كل مريض. تابع القراءة لاكتشاف المزيد عن الحالة.
عمى الألوان - أنواعه ومسبباته المختلفة

آخر تحديث: 23 سبتمبر, 2020

تستطيع عين الإنسان تفسير ألوان العناصر المختلفة من خلال موجات الضوء التي تدخل في شبكية العين. ومرض عمى الألوان يؤثر على القدرة على إبصار الألوان بشكل طبيعي.

في شبكية العين، يوجد خلايا متخصصة تدعى باسم الخلايا المخروطية. تمتلك هذه الخلايا صبغات بداخلها، ويوجد ثلاثة أنواع مختلفة لإبصار اللون الأحمر والأزرق والأخضر. مزج الصبغات الثلاث هذه ينتج مدى واسع من الألوان، وهو ما يسمح للإنسان برؤية العالم ملونًا وليس بالأبيض والأسود فقط.

بعد وصول بيانات الموجات الضوئية إلى الخلايا المخرطية، تستمر الإشارة في التقدم من خلال العصب البصري. يمتلك الإنسان عصبين بصريين، واحد خلف كل عين. يجتمع هذان العصبان فيما يُعرف بالتصالبة البصرية ويصلان إلى المخ حتى تقوم الخلايا العصبية بالمعالجة النهائية للبيانات.

في حالة عمى الألوان، برغم أن الموجات الضوئية لا تتغير، إلا أن المريض لا يستطيع معالجة البيانات بشكل طبيعي. ويقدّر بأن هذا المرض يصيب نحو 8% من الرجال و0.5% من النساء.

عمى الألوان

عمى الألوان

هذا الاضطراب يعد مرض جيني. ويتم وراثته عن طريق الكروموسوم X، أحد كروموسومي تحديد الجنس. لذلك، هو أكثر شيوعًا بين الرجال من النساء.

عمى الألوان يعرّف كونه عدم قدرة على تمييز الألوان. تحت هذا التعريف، يوجد العديد من الأشكال للمرض، والتي تتراوح بين تغير بسيط جدًا قد لا يتم إدراكه في مدى الضوء وتغير لون كامل واستبداله بآخر.

بشكل عام، يوجد ثلاثة أشكال تقليدية لهذه الحالة:

  • عمى الألوان التام: هذا يعد أقل أشكال المرض شيوعًا. وهو أكثرها تسببًا في المضاعفات للمريض لأنه يرتبط عادةً بأعراض أخرى كرهاب الضوء والرأرأة. في هذه الحالة، تعمل خلية واحدة من الخلايا المخروطية الثلاث (أحمر، أخضر وأزرق).
  • عمى الألوان الثنائي: على عكس الحالة السابقة، هذه الحالة هي أكثر الأشكال شيوعًا. في هذه الحالة، تعمل خليتين من الخلايا المخروطية بشكل طبيعي. يوجد ثلاثة أنواع من عمى الألوان الثنائي، وذلك يتحدد حسب الألوان التي لا يستطيع المريض إبصارها.
  • عمى الألوان الثلاثي: في هذه الحالة، تعمل جميع الخلايا المخروطية، ولكن بعض الخلايا الفردية تأثرت، فأدت إلى انخفاض الحساسية لألوان معينة.

مسببات عمى الألوان الأخرى

برغم أن هذا المرض وراثي ويرتبط بالكروموسوم X كما ذكرنا، إلا أن هناك بعض الحالات الأخرى التي قد تسبب عمى الألوان كأحد أعراضها. من هذه الأمراض الآتي:

  • الكاتاراكت: هذه الحالة تعني وجود عتامة في عدسة مقلة العين. هذه العتامة تقلل سطوع كل شيء يراه المريض، يعني ذلك أنها تؤثر على إبصاره للألوان. يمكن معالجة هذا المرض جراحيًا.
  • مرض باركنسون: لا يعاني جميع المصابين بهذه الحالة من عمى الألوان، ولكنها قد تؤثر على الخلايا العصبية للشبكية، والتي تستقبل الموجات الضوئية.
  • متلازمة كالمان: كما هو الحالمع باركنسون، لا يؤدي هذا المرض دائمًا إلى عمى الألوان. ولكن، بالنسبة لبعض المرضى هو أحد الأعراض. في هذه الحالة، تكمن المشكلة الرئيسية في الغدة النخامية.
  • اعتلال ليبر العصبي الوراثي البصري: هذا اعتلال عصبي بصري وراثي. أكثر الألوان تأثرًا هي الأحمر والأخضر.
  • الأدوية: يمكن لعمى الألوان أن يكون عرضًا جانبيًا لبعض الأدوية. العقار الأكثر ارتباطًا بهذه الحالة هو تاجابين الذي يُستعمل لعلاج الصرع. ولكن المرضى يستعيدون رؤيتهم الطبيعية بعد التوقف عن استعماله.

كيف يرى المصاب بعمى الألوان العالم؟

طبيب عيون

يجب أن نوضح هنا أن مريض عمى الألوان لا يرى درجات من الأبيض والاسود والرمادي فقط كما يعتقد البعض. ولكنه يعاني من عدم تشبع درجات الألوان.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمريض أن يخلط بين الألوان بسبب معالجته لها بشكل مختلف. فهو يراها كذلك دائمًا منذ الولادة، وقد أصبحت جزءًا من إدراكه للواقع.

الفحوصات التي يتم القيام بها لتشخيص الحالة متعددة وذاتية. فيجب على المريض أن وصف ما يراه والألوان التي يعتقد أنه يبصرها حتى يتم مقارنة ذلك بالوضع الطبيعي.

أكثر الاختبارات شهرة في هذه الحالة هو اختبار إيشيهارا، والذي يتكون من بطاقات تحتوي على أرقام مكونة من نقاط ملونة. الاختلاف بين ألوان النقاط بسيط، ويتم افتراض أن المصاب بالحالة سيلاقي صعوبة في التفريق بين درجات الألوان هذه.

خاتمة

إذا كنت تعاني من عمى الألوان أو تعتقد ذلك، من المهم أن تتوجه إلى طبيب عيون للخضوع للفحص. سيقوم الطبيب بالاختبارات المناسبة لتشخيص الحالة أو استبعادها.

وبشكل عام، لا يوجد داع للقلق، فالغالبية العظمى من الأشخاص المصابين بالحالة يعيشون حياة طبيعية تمامًا.


"تمت مراجعة جميع المصادر المذكورة بعناية شديدة من قبل فريقنا لضمان جودتها وموثوقيتها وتحديثها وصحتها. تم اعتبار الببليوغرافيا لهذه المقالة موثوقة ودقيقة من الناحية الأكاديمية أو العلمية.


  • Martínez, Pedro Raúl Montoro. “¿ Qué es el daltonismo?.” (2014).
  • Villegas, Humberto Moreira, and Julio Lillo Jover. Percepción del color y daltonismos. Ediciones Pirámide, 2014.
  • Hoyos, Blanca Cecilia Pinzón. “Anomalías en la percepción cromática.” Revista de la Facultad de Medicina 43.1 (1995): 6-7.
  • Lillo, J., Vitini, I., Ponte, E., & Collado, J. (1999). Daltonismo, pseudoacromatismo y categorías verbales <BR></BR>Color blindness, pseudoachromatism and verbal categories. Cognitiva11(1), 3–22. https://doi.org/10.1174/021435599760374041
  • Daltonism. (2018). In Encyclopedia of Ophthalmology (pp. 580–580). Springer Berlin Heidelberg. https://doi.org/10.1007/978-3-540-69000-9_100480

هذا النص مقدم لأغراض إعلامية فقط ولا يحل محل استشارة مع محترف. في حال وجود شكوك، استشر اختصاصيك.