تفسير طفرة فيروس كورونا وكيف تحور منذ ظهوره

يقوم العلماء في كل البلاد بتحليل الجينوم الذي يتكون منه فيروس كورونا لدي المرضي المصابيين والمكتشفين. وبفضل جهودهم، نستطيع التعرف على طفرة فيروس الكورونا وتعقبه في كل منطقة جغرافية.
تفسير طفرة فيروس كورونا وكيف تحور منذ ظهوره

آخر تحديث: 21 مايو, 2020

لا يزال وباء كوفيد-19 مستمرًا في الانتشار، وقد اكتسبت المؤشرات الأولية المتعلقة بشأن طفرة فيروس كورونا أدلة علمية بمرور الوقت. فمنذ صدور المقال الأول والذي افترض وجود سلالتين من الفيروس، تستمر الأبحاث في المجتمع العلمي.

وفقًا للعديد من العلماء، كان من المتوقع حدوث طفرة في الفيروس. والواقع أن تكوين فيروس كورونا ذاته يفسر تطوره.

ذلك لأن الفيروس يتكون من الحمض النووي الريبي RNA، فإنه معرض لاحتمالية أكبر لتغير الجينوم الخاص به بسبب أخطاء أثناء تكاثره.

ولا تمثل هذه الطفرات التي يسجلها العلماء فيما يتعلق بانتقال مرض كوفيد-19 ظهور فيروس جديد.

إن الطفرة الكبرى في فيروس كورونا هي ما حدث في ووهان بالصين. هذا التحور هو ما سمح للفيروس بالتحول من الانتقال فقط بين الحيوانات إلى الانتشار بين البشر.

يطلق علماء الأوبئة على هذه الاختلافات اسم “السلالات” أو “الأنساب”. إنها لا تزال كوفيد-19 ولكن مع تعديلات طفيفة، حيث يحافظ الفيروس في المضمون على خصائصه الرئيسية.

مازال جزء كبير من الحمض النووي الريبي RNA الذي يتكون منه الفيروس هو نفسه الحمض النووي الأصلي، لكن جزء صغير يتغير.

ما الذي يمكن أن يتغير بفيروس كورونا؟

طفرات فيروس كورونا

يمكن أن تحدث طفرة فيروس كورونا، كما ذكرنا أعلاه، بسبب بنية الفيروس نفسه.

إن كوفيد-19 هو فيروس يحتوي على الحمض النووي الريبي RNA، مما يعني أن الجينوم – معلوماته الوراثية – مقنن في حمض الريبونوكلييك.

الحمض النووي الريبي هو التشفير والترميز حول كيفية عمل الفيروس. يستخدم الفيروس خلايا الكائن المضيف للتكاثر، وذلك بمجرد دخولة هذا الكائن الحي. ويعمل كطفيلي، مستغلًا بنية الخلية لاستنساخ نفسه.

واحدة من مشاكل فيروسات الحمض النووي الريبي RNA هي أن نظام تصحيح الأخطاء أثناء استنساخ الفيروس لنفسه يفتقر إلى الكفاءة.

علي عكس الحمض النووي – حمض الريبونوكلييك ـ الذي يحتوي على نظام كشف وتصحيح متقن للغاية. فإن الحالة في الحمض النووي الريبوزي RNA مختلفة.

لذا، فعندما يبدأ فيروس كرونا في استنساخ نفسه داخل الخلية، فإنه يرتكب أخطاء. يتم اكتشاف هذه الأخطاء في الحمض النووي الريبي RNA كطفرات لفيروس كورونا، مما يخلق سلالات مختلفة.

في حين أن هذه التعديلات لا تغير سلوك الفيروس كثيرًا، إلا أننا نتحدث عن نفس الفيروس.

ما يشك به الخبراء فيما يتعلق بسلالتي فيروس الكورونا

استنساخ فيروس كورونا

اكتشف العلماء الذين يدونون الجينوم الخاص بكوفيد-19 وجود سلالتين رئيسيتين من فيروس كورونا. وقد سموها بحروف “س” و “ل”.

بدأت السلالة “ل” في ووهان في ديسمبر 2019. وفقًا للبيانات المتاحة، فإنها السلالة الأكثر فتكًا، علي الرغم من أنها ظلت محصورة في الصين.

والنوع الآخر من الفيروس، سلالة “س”، أقل عدوانية فيما يتعلق بمعدل الوفيات. ولكنه ينتشر بسهولة أكبر وهي السلالة التي تمكنت من إخراجه من الصين.

في الواقع، هناك نظرية مفاداها أن هذه السلالة كانت قادرة على التوسع نظرًا  لعدم اكتشافها. بما أن الاختبارات التشخيصية تم تطويرها بناءً على السلالة “ل”، فقد كانت السلالة “س” تتمتع  بحرية التحرك، مما أدى إلى الوباء الحالي.

كما أن التأخير في تطبيق التدابير التقييدية لعب دورًا رئيسيًا في توسع وانتشار سلالة “س”. ومنذ التعرف علي فيروس كورونا المستجد في ديسمبر 2019 إلى أن توقف التداول في ووهان، كان قد مر شهرًا تقريبًا.

طفرة فيروس كورونا في البلاد المختلفة

في أسبانيا، اكتسبت مؤسسة النهوض بالبحوث الصحية والطبية الحيوية في فالنسيا معرفة بالجينوم الوراثي الريبي لكوفيد-19 الموجود في البلاد.

ومن المثير للاهتمام أنهم اكتشفوا أنه يختلف عن الجينوم الذي اعلنت الصين عنه في يناير من هذا العام.

أفادت مكاتب الصحة العامة في البرازيل أن فيروس كورونا الذي وصل إلى أمريكا اللاتينية، والذي اصاب أول حالة في البرازيل، يحتوي على 16 طفرة تتعلق بفيروس كورونا الذي جاء من ووهان. ومن ناحية أخري، قد تستمر المزيد من الأخبار والبحوث في الظهور بنتائج مماثلة.

ومع ذلك، فإن طفرة فيروس كورونا هي عملية لا يجب أن تغير موقفنا في مواجهة هذا الوباء. ولا تزال تدابير الأمن والنظافة الصحية كما كانت منذ البداية.

كما يجب اتباع قواعد الحجر الصحي طواعية في بعض الدول، والتي تكون ملزمة قانونيًا في دول أخرى.

وكفيروس من نوع الحمض النووي الريبي RNA، يمكننا أن نتوقع طفرة مستمرة في فيروس كورونا.

كما تحور أسلافه، مثل فيروس كورونا الذي تسبب في الـSARS والذي تسبب في الـMERS، فقد تحور بشكل متكرر أيضًا أثناء انتشاره.

 التقدم العلمي يجلب الوضوح

لابد أن نكون شاكرين للتقدم العلمي في عصر يمكننا فيه التواصل بهذه السرعة والكفاءة.

حيث أصبح بوسع فرق البحث في مختلف أنحاء العالم أن تتشارك التقدم الذي أحرزته فورًا للتعاون فيما بينها.

تشكل طفرة فيروس كورونا جزءًا من انتشاره. ولكن لحسن الحظ، لدينا العناصر اللازمة لمتابعة مسارها. الاستخدام المسئوول لهذه المعلومات هو ما سيساعدنا على احتوائها.


"تمت مراجعة جميع المصادر المذكورة بعناية شديدة من قبل فريقنا لضمان جودتها وموثوقيتها وتحديثها وصحتها. تم اعتبار الببليوغرافيا لهذه المقالة موثوقة ودقيقة من الناحية الأكاديمية أو العلمية.


  • Tang, Xiaolu, et al. “On the origin and continuing evolution of SARS-CoV-2.” National Science Review (2020).
  • Bonilla-Aldana, D. Katterine, et al. “Una nueva zoonosis viral de preocupación global: COVID-19, enfermedad por coronavirus 2019.” Iatreia 33.2 (2020).
  • Sahin, Ahmet Riza, et al. “2019 Novel Coronavirus (COVID-19) Outbreak: A Review of the Current Literature.” EJMO 4.1 (2020): 1-7.
  • Li, Yanni, et al. “Similarities and Evolutionary Relationships of COVID-19 and Related Viruses.” arXiv preprint arXiv:2003.05580 (2020).

هذا النص مقدم لأغراض إعلامية فقط ولا يحل محل استشارة مع محترف. في حال وجود شكوك، استشر اختصاصيك.