المضادات الحيوية - هل يمكن لاستعمالها أثناء الحمل أن يشكل خطورة؟
استعمال المضادات الحيوية أثناء الحمل من الممارسات الشائعة جدًا. وذلك لأنه يوجد العديد من الحالات التي قد تحتاج المرأة الحامل فيها إلى علاج مضاد للميكروبات مع عدم وجود وسيلة أخرى لعلاجها. على سبيل المثال، قد يحتاج الطبيب إلى وصف مضاد حيوي للمرأة الحامل التي تعاني من عدوى الجهاز البولي.
ولكن، تكمن المشكلة في أن استعمال المضادات الحيوية خلال الحمل قد يضر الجنين إذا لم يتم اختيار الدواء المناسب. فهناك دائمًا أعراض جانبية عندما يتعلق الأمر بالعقاقير. وهي قد تؤثر في الواقع على الأم وطفلها.
البعض يعتقد أن المرأة الحامل لا يجب أن تستعمل المضادات الحيوية تحت أي ظروف، ولكن هذه مجرد خرافة. فالعلم أثبت بالفعل أنه من الآمن استعمال بعض العقاقير في هذه الحالة، ويوجد مضادات حيوية متعددة بينها.
الامتناع الكامل أثناء الحمل ينطبق على بعض العقاقير فقط. فبعض مضادات الميكروبات لا يمكن وصفها ولا صرفها بدون وصفة خلال هذه الفترة، فنتائج ذلك قد تكون مميتة.
كيف تؤثر المضادات الحيوية على الحمل
تأثير هذه العقارات مماثل تقريبًا في كلتا الحالتين، سواء بالنسبة للمرأة الحامل أو غير الحامل. وجميع المضادات الحيوية تقريبًا تخرج من الجسم عن طريق البول.
ولكن، التدفق الكلوي وكمية البول المنتج يزيدان لدى النساء الحوامل. يؤدي ذلك إلى التخلص من العقار بشكل أسرع، ولذلك يكون تركيزه في الدم أقل.
برغم أن جسم المرأة الحامل يتخلص من العقار سريعًا، إلا أن الباحثين يقيمون في هذه الحالة قدرة المضاد الحيوي على دخول المشيمة والوصول إلى الجنين.
وإذا كان المضاد الحيوي قادرًا على دخول المشيمة، سيرغب الباحثون في معرفة ما إذا كان يمتلك تأثيرات مسخية أم لا. العقار الماسخ هو العقار الذي قد يؤدي إلى عيوب خلقية أو إجهاض.
أكبر تأثير ماسخ للمضاد الحيوي يمكن أن يظهر خلال الثلاثة أشهر الأولى من الحمل. بعد ذلك، هذه العقاقير لا تؤثر على تشكل الأعضاء، ولكنها تؤثر على وظائفها. في الواقع، يمكنها أن تكون ضارة جدًا للجنين حتى إذا كانت أعضاؤه مكتملة.
أيضًا، استعمال المضادات الحيوية خلال الحمل قد يؤثر على المشيمة. وذلك لأنها قد تغير من وظيفتها وتعيق نمو الجنين. يعني ذلك أنها قد تؤدي إلى انخفاض الوزن عند الولادة.
اقرأ أيضًا:
المضادات الحيوية الآمنة
استعمال المضادات الحيوية خلال الحمل خطير إذا لم يتم احترام دواعي وإرشادات الاستعمال والمعرفة العلمية بشأنها. ولكن، أي شخص يتبع البروتوكول المناسب يستطيع استعمالها بشكل آمن.
البنسلين وعائلة المضادات الحيوية الخاصة التي ينتمي إليها هي الأكثر أمانًا بالنسبة للمرأة الحامل وجنينها. نعرف ذلك لأن الأبحاث لم تجد أي تأثير ماسخ لهذه العقاقير، حتى مع الاستخدام طويل المدى.
نفس الشيء ينطبق على عائلة سيفالوسبورين. فهي آمنة للاستخدام ويمكن أن تكون مفيدة جدًا في علاج أنواع عدوى الجهاز البولي المختلفة.
النيتروفورانتوين مضاد حيوي آخر يشيع استعماله بين النساء الحوامل للعدوى البولية لأمانه وفعاليته. هذا العقار مفيد بشكل خاص للنساء اللاتي يعانين من حساسية ضد البنسلين.
يوجد كذلك أدلة مبشرة بالنسبة لأزيثرومايسين. فهذه العقاقير تم تجربتها على حيوانات أثناء حملها، وتؤكد الأدلة آمنة للاستخدام في حالة النساء الحوامل.
مضادات حيوية غير آمنة اثناء الحمل
تشمل المضادات غير الآمنة التي لا ينصح باستعمالها أثناء الحمل الآتي:
- الأمينوغليكوزيد: يوجد علاقة بين استهلاكها وتلف كلى الجنين والصمم الخلقي.
- التتراسيكلينات: هذه تؤثر على نمو عظام وغضاريف الجنين، وأيضًا على تكوين الأسنان.
- الكوينولون: يمكنها أن تؤثر على الغضاريف، وفقًا للتجارب السريرية.
يجب أخذ السمية الكلوية لهذه العقاقير بالنسبة للمرأة في الاعتبار، وليس المخاطر التي تشكلها على الجنين فقط. فقد يكون لها تأثير سلبي على الوظائف الكلوية، خاصةً إذا تم مزجها مع أنواع أخرى من المضادات.
يجب على النساء الحوامل تجنب تناول مضادات تصنيف X. فالتجارب التي تمت على الحيوانات والبشر، إلى جانب التجارب السريرية، تشير إلى أنها ماسخة.
ختامًا، التطبيب الذاتي فكرة سيئة دائمًا. يجب استشارة طبيب يستطيع وصف الدواء المناسب وإرشادك بخصوص الاستعمال المناسب للمضادات الحيوية أثناء الحمل. بذلك، يمكنك حماية صحتك وصحة جنينك.
"تمت مراجعة جميع المصادر المذكورة بعناية شديدة من قبل فريقنا لضمان جودتها وموثوقيتها وتحديثها وصحتها. تم اعتبار الببليوغرافيا لهذه المقالة موثوقة ودقيقة من الناحية الأكاديمية أو العلمية.
- Figueroa Damián, Ricardo, Eduardo Bueso Hernández, and José Luis Arredondo García. “El uso de antibióticos en el embarazo: parte I.” Ginecol. obstet. Méx (1993): 53-9.
- Salhi, Y., et al. “Antibióticos y embarazo.” EMC-Ginecología-Obstetricia 55.2 (2019): 1-11.
- Mattuizzi, A., et al. “Infección urinaria y embarazo.” EMC-Ginecología-Obstetricia 54.4 (2018): 1-20.