العلاقة بين درجة حرارة الجسم والحمى

هل تساءلت يومًا عن سبب ارتفاع درجة حرارة جسمك عند إصابتك بالحمى؟ الأمر في الواقع يعد آلية دفاع طبيعية، برغم أنه يؤدي إلى ظهور العديد من الأعراض المزعجة. تابع القراءة لاكتشاف المزيد عن الموضوع.
العلاقة بين درجة حرارة الجسم والحمى

آخر تحديث: 11 نوفمبر, 2020

تحدث الحمى عند ارتفاع درجة حرارة الجسم عن المستوى الطبيعي لها. هيآلية دفاعية واقية، وجميع الناس تقريبًا يصابون بالحمى في مرحلة ما من حياتهم.

يوجد العديد من المسببات التي قد تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم بهذا الشكل. عادةً، يرتبط الأمر بوجود مسببات أمراض في الجسم يتعرف عليها الجسم ويعتبرها عناصر خارجية خطرة.

قد يبدو الأمر غريبًا في البداية لأن جميع الأعراض المرتبطة بزيادة درجة حرارة الجسم عن المستوى الطبيعي تزيد فقط من الإزعاج الذي تتسبب فيه الكائنات الحية الدقيقة مسببة المرض التي يحاول الجسم مكافحتها.

ولكن للحمى في الواقع أهمية كبيرة من الناحية التطورية كجميع الاستجابات الفسيولوجية لدى البشر. واليوم نناقش ضرورة هذه الاستجابة لبقائنا.

ارتفاع درجة الحرارة والحمى

ارتفاع درجة الحرارة والحمى

كقاعدة عامة، أي درجة حرارة ترتفع عن 37 درجة مئوية تعتبر نوبة من نوبات الحمى. ولكن، مع ذلك، يوجد أربعة أنواع مختلفة:

  • الحمى الخفيفة تحدث عندما لا تتعدى درجة حرارة الجسم 38 درجة مئوية.
  • الحمى المتوسطة تحدث عندما تتراوح درجة حرارة الجسم بين 38 و39 درجة مئوية.
  • الحمى العالية تحدث عند تعدي الحرارة 39 درجة مئوية.
  • أخيرًا، يوجد ما يُعرف بفرط الحمى، حيث تساوي الحرارة أو تزيد عن 40 درجة مئوية.

تظهر المضاعفات سريعًا عندما يدخل المريض في حالة فرط الحمى. وذلك لأنها تؤدي إلى سلسلة من التشوهات للبروتينات الخاصة بالجهاز العصبي، وتزيد احتمالية الوفاة إذا لم يحصل المريض على رعاية طبية فورية.

لماذا نصاب بالحمى؟

ارتفاع درجة حرارة الجسم

الحمى استجابة للجسم ضد العوامل الخارجية التي تضر الجسم إذا خرجت عن السيطرة. ولكن، لماذا يزيد الجسم حرارته إذا كان ذلك قد يؤدي إلى نتائج سيئة؟

أولًا، يجب أن ننظر إلى الحمى كآلية دفاعية قديمة جدًا. الوطاء، جزء المخ المسؤول عن تنظيم حرارة الجسم، يرسل إشارات لزيادتها عندما يتعرف على وجود جزيئات معروفة باسم المحمّات في الدم.

المحمّات هي أي مادة مولدة للحمى. يمكن لهذه المواد أن تكون متعدد سكاريد أو فضلات أو منتجات من جدران خلايا البكتيريا.

الجهاز المناعي، والذي يتسبب في الالتهاب، يستجيب بشكل دفاعي ضد وجود غزاة في جسم الإنسان. في هذا الصدد، الحمى وسيلة أخرى للدفاع عن النفس.

نظام الجسم الداخلي يأمل أنه، من خلال زيادة الحرارة، الكائنات الحية المجهرية الحساسة للتغير ستموت عند التعرض لهذه الحرارة العالية. فمعظم البكتيريا والفيروسات تفضل البيئات ذات درجة الحرارة التي تساوي 37.5 درجة مئوية.

مع زيادة الحرارة، تتوقف الكائنات المجهرية عن التكاثر، أو على الأقل لا تقوم بذلك بصورة سريعة وفعالة. لذلك، يزيد ضعفها أمام عوامل الجهاز المناعي. الحمى هي إذن آلية تطورية ذات هدف واضح: إضعاف مسببات الأمراض.

هل الحمى آلية أثرية لاوظيفية أم أنها مفيدة؟

تساعدنا الحمى على مكافحة الأمراض، ولكنها يمكن أن تؤدي أيضًا إلى الموت أو تتسبب في تلف لا يمكن عكسه في الحالات السريرية الشديدة. وهنا يمكن طرح السؤال التالي: هل يجب على الأطباء السماح بزيادة درجة حرارة الجسم؟ وإذا كان الأمر كذلك، إلى أي مدى؟

هذا من الموضوعات المثيرة للجدل حاليًا بين الخبراء. بعض الخبراء يفضلون الحفاظ على الحمى في مستوياتها المتوسطة حتى يستجيب الجهاز المناعي بشكل أفضل، في حين أن آخرين يفضلون تخفيضها باستعمال خافضات الحرارة. لا يوجد إجابة حاسمة. ولكنهم جميعًا يتفقون على أن المريض ذا درجة الحرارة التي تتعدى 39 درجة مئوية يحتاج إلى تدخل فوري.

ولهذا السبب يوجد أدوية تُصرف بدون وصفة طبية، كالأسبرين والباراسيتامول، لتخفيض الحرارة. الطب الحديث يقدم إلينا مضادات الفيروسات والمضادات الحيوية، فلا يوجد ضرورة بعد الآن للتعرض لزيادات كبيرة في الحرارة لمكافحة الأمراض.

خاتمة

الحمى من آليات الجسم الدفاعية ضد مسببات الأمراض المحتملة. وهي لا تقتل الكائنات الحية الحساسة جدًا لتغير الحرارة فحسب، ولكنها تضعف أيضًا مقاومة الكائنات الأخرى.

بالنسبة للآباء، زيادة درجة حرارة الجسم لدى الأطفال عادةً ما تدفع للقلق. ولكن يجب تعلم كيفية التعرف على الحمى الخفيفة، التي لا تتعدى 38 درجة مئوية والحمى المتوسطة والعالية.

في جميع الحالات، الحمى دائمًا سبب يدفع لاستشارة الطبيب. عند ملاحظة ارتفاع الحرارة، يجب زيارة أو التواصل مع متخصص فورًا ليقوم بتشخيص الحالة ووصف العلاج المناسب.


"تمت مراجعة جميع المصادر المذكورة بعناية شديدة من قبل فريقنا لضمان جودتها وموثوقيتها وتحديثها وصحتها. تم اعتبار الببليوغرافيا لهذه المقالة موثوقة ودقيقة من الناحية الأكاديمية أو العلمية.


  • Escobar Tobón, Ana Ligia. “La fiebre en el niño: una mirada reflexiva a las prácticas de cuidado.” Avances en Enfermería 35.3 (2017): 333-344.
  • Sánchez-Díaz, Jesús Salvador, et al. “Fiebre en el paciente críticamente enfermo:¿ tratar o no tratar?.” Medicina interna de México 33.1 (2017): 48-60.
  • Ortiz-Gómez, J. R., I. Fornet, and F. J. Palacio. “Hiperpirexia maligna.” Revista Española de Anestesiología y Reanimación 60 (2013): 46-54.
  • Cruz-Alvarenga, Abner Javier. “LOS ANTAGONISTAS FISIOLÓGICOS DE LOS PIRÓGENOS ENDÓGENOS Y SU PAPEL EN LA FIEBRE.” Revista Científica Ciencia Médica 22.2 (2019): 36-46.

هذا النص مقدم لأغراض إعلامية فقط ولا يحل محل استشارة مع محترف. في حال وجود شكوك، استشر اختصاصيك.