التعرض لضوء الشمس وتأثيره على الصحة البدنية والنفسية

العيش في مساحة داخلية لا يصلها ضوء الشمس بشكل كاف قد يؤثر بشكل كبير على الإنسان. لنلق نظرة على أكثر التأثيرات السلبية شيوعًا لذلك.
التعرض لضوء الشمس وتأثيره على الصحة البدنية والنفسية

آخر تحديث: 21 مايو, 2020

قلة التعرض لضوء الشمس خلال الفترة الحالية يؤثر على عدد كبير من الناس.

فبرغم حلول فصل الربيع، ارتفاع الحرارة تدريجيًا وإشراق الشمس لفترات أطول، لا يزال الملايين من الناس حول العالم يعانون من الحجر الصحي، والذي يمنعهم من التعرض لضوء الشمس الضروري بشكل كاف.

الكثيرون يعيشون في شقق صغيرة الحجم لا تصلها أشعة الشمس، وغيرهم يعيشون في شوارع ضيقة جدًا في المدينة تمنع وصول الضوء الطبيعي إليهم. هذا الأمر يؤثر على الصحة بشكل عام، والصحة النفسية بشكل خاص.

البشر من الكائنات ذات الدم الحار (ثابتة درجة الحرارة)، أي أننا نعتمد على ضوء الشمس لتنظيم درجة حرارتنا والحفاظ عليها في المستوى المثالي.

نعتمد أيضًا على التعرض لضوء الشمس في تنظيم دورات النوم والاستيقاظ الطبيعية، وفي قيام أجسادنا بعدة وظائف أيضية مهمة. والشعور بدفء أشعة الشمس له تأثير قوي لا غنى عنه على صحتنا النفسية.

أهمية التعرض لضوء الشمس

وفقًا للخبراء، يؤثر تغير الضوء بين الفصول المختلفة على السلوك البشري، وهذا التأثير يظهر أيضًا مع تغير حالة الضوء الواصل إلى للمباني والمناطق المختلفة.

وفي غياب ضوء الشمس، يعاني البشر من اضطرابات النوم، تقلبات المزاج، وكذلك تغيرات واضحة في الوزن.

لا يدرك العديد منا أهمية هذا العامل في حياتنا. فنحن نعيش في مجتمعات اعتادت على القيام بمعظم أنشطتها في مساحات داخلية، وتحت الأضواء الاصطناعية.

معظمنا يعمل داخل بنايات لا تصلها الشمس. نستيقظ في الصباح الباكر ونعود إلى المنزل قبل الغروب. وعند العودة، نستخدم أجهزة كالحواسيب، الهواتف المحمولة، التلفاز، وغيرها طوال اليوم.

الضوء المنبعث من هذه الأجهزة، والمسمى بالضوء الأزرق، يغير إيقاع السعاة البيولوجية للإنسان، ويقلل من إنتاج الجسم للميلاتونين.  

لنلق نظرة على تأثيرات قلة التعرض لضوء الشمس والوسائل المتاحة لمكافحة المشكلة.

نقص فيتامين د

وفقًا لدراسة تمت في جامعة كاليفورنيا عن طريق د. روبرت ناير، نحو 50% من سكان العالم يعانون من نقص في فيتامين د.

وأحد المسببات الرئيسية لهذه المشكلة هو قلة الأنشطة الخارجية، وهو ما يتسبب في عدم التعرض لضوء الشمس بشكل كاف.

يمكن لذلك أن يؤدي إلى ظهور العديد من المشكلات فيما يتعلق باستقلاب الكالسيوم وضعف جهاز المناعة.

لذلك، يجب عليك التعرض للشمس لمدة 20 دقيقة على الأقل يوميًا. إذا لم تستطع الخروج من المنزل، استعن بالشرفات أو النوافذ.

إلى جانب ذلك، لا تنس مصادر فيتامين د الأخرى، كمنتجات الألبان، البيض والأسماك الدهنية.

اضطرابات النوم

تأثيرات عدم التعرض لضوء الشمس بشكل كاف تشمل الأرق، فرط النوم، وتغيرات عامة في عادات النوم.

اتبع العادات التالية قدر استطاعتك لمكافحة هذه التأثيرات السلبية:

  • اتبع جداول محددة لتنظيم وقتك بشكل أفضل.

إذا اتبعت نفس العادات والروتين بصورة يومية، ستلاحظ فرقًا إيجابيًا كبيرًا في حياتك. فمن خلال ذلك، ستتمكن من القيام بالأنشطة التي تعتبرها صعبة أو مملة وستحقق جميع أهدافك.

إلى جانب  ذلك، ستحصل بذك على المزيد من أوقات الفراغ التي تستطيع استغلالها في الاسترخاء وفي الأنشطة التي تستمتع بها.

  • النوم والاستيقاظ في نفس التوقيت.

سيساعد ذلك على مكافحة اضطرابات النوم. إذا اضطررت إلى نوم القيلولة أثناء اليوم، لا تنم أكثر من 20-25 دقيقة حتى لا تؤثر على روتينك.

  • تأكد من قدرة عقلك على التفريق بين الليل والنهار.

سيساعدك ذلك على تحفيز عقلك صباحًا وتهدئته عند موعد النوم. تستطيع القيام بذلك عن طريق التعرض للشمس في الصباح لمدة 20 دقيقة.

الصحة النفسية

لعدم التعرض لضوء الشمس بشكل كاف تأثيرات سلبية على صحة النفسية للإنسان. ولتجنبها، اتبع الإرشادات التالية:

  • سنكررها مرة أخرى: من الضروري أن تقضي 20 دقيقة على الأقل يوميًا تحت ضوء الشمس الطبيعي.
  • تجنب العتمة في منزلك. استخدم أضواء اصطناعية تخلق جوًا سارًا.
  • تواصل مع أحبائك باستمرار عن طريق الرسائل، الاتصالات، مكالمات الفيديو، إلخ.
  • قم بأنشطة إبداعية لتمرين مخك وتحريره من القلق والتوتر.
  • ممارسة الرياضة تساعد الجسم على إنتاج الإندورفينات، السيروتونين والدوبامين. وهي جميعًا ناقلات عصبية تحسن المزاج.
  • فكر في المستقبل وحدد بعض الأهداف، واعمل على تحقيقها.

حاول اتباع هذه الإجراءات قدر الإمكان، فصحتك البدنية والنفسية تعتمد عليها.


هذا النص مقدم لأغراض إعلامية فقط ولا يحل محل استشارة مع محترف. في حال وجود شكوك، استشر اختصاصيك.