الخفافيش هي السبب وراء فيروس كورونا المستجد

مؤخرًا، أكد الخبراء النظرية القائلة بأن الخفافيش هي السبب الحقيقي وراء وباء الكورونا الحالي. في هذه المقالة، نشرح المصطلحات المهمة، وما يعنيه هذا الاكتشاف.
الخفافيش هي السبب وراء فيروس كورونا المستجد

آخر تحديث: 21 مايو, 2020

أكدت وزارة الصحة الإسبانية مؤخرًا الأدلة التي تؤكد نظريات الخبراء منذ بداية اندلاع فيروس كوفيد-19. الخفافيش  هي السبب وراء فيروس كورونا المستجد.

اقترح العلماء أن الخفافيش هي السبب وراء الوباء منذ بدايته، فالخفافيش من الثدييات التي تحمل أكبر عدد من الفيروسات التي تنتقل بين الأجناس المختلفة، ولكن لم يتمكنوا من تأكيد هذه النظرية في ذلك الوقت.

الخفافيش تمتلك أجهزة مناعية مقاومة جدًا وقادرة على تحمل أحمال فيروسية عالية. بالإضافة إلى ذلك، فهي قادرة على نقل العديد من الأمراض المميتة بالنسبة للبشر. من هذه الأمراض الإيبولا، داء الكلب وفيروس السارس الذي ظهر عام 2002.

وتستطيع الخفافيش حمل فيروسات عديدة، مثل كوفيد-19، بدون إظهار أي أعراض بسبب قدرتها على تخفيف استجابتها المناعية الالتهابية.

إذن ما الذي نحتاج إلى معرفته لفهم هذا الاكتشاف؟ وما هي تبعاته؟

المضيفات والخزانات

المضيف هو نوع الكائنات الذي يأوي نوع آخر داخله. وبشكل عام، يمكن تصنيف أنواع المضيفات كالتالي:

  • المضيف الرئيسي: حيث يعيش الطفيلي معظم حياته، ينمو ويتكاثر. فهو تكيف وتطور بشكل خاص للتأثير على هذا المضيف تحديدًا، وللتكاثر والانتشار بداخله دون أن يؤدي إلى إنهاء حياته سريعًا.
  • المضيف الثانوي: يستضيف الطفيلي في المراحل الأولى فقط من نموه، وهو مسؤول عن نقل الطفيلي إلى المضيف الرئيسي. أي أنه يعمل كجسر.

هذه الأنواع من المضيفات ممثلة بشكل واضح في دورة الحياة الخاصة بالطفيليات المعقدة. فاليرقات تعيش في حيوان ما، والذي يخرجها في الماء على سبيل المثال، فتنتقل اليرقات إلى حيوان آخر، فتعيش فيه وتتكاثر.

ولكن هذه الحدود تصبح أقل وضوحًا عندما يتعلق الأمر بالفيروسات. ويرجع ذلك لأن دورة حياتها تتسم بالبساطة وتعتمد على الجهاز المناعي للنوع التي تصيبه. لذلك، في هذه الحالات، يكون من الأدق الحديث عن الخزانات.

الخزانات هي مضيفات رئيسية تأوي العامل المعدي أو الطفيلي الذي يجتاح أحيانًا أجساد البشر أو الأنواع الأخرى حسب الفوائد التي تقدمها لهذا الطفيلي.

وما لدينا من أدلة الآن يعني أن الخفافيش كانت الخزان الرئيسي لفيروس الكورونا المستجد.

لا يزال العلماء مهتمين بآكل النمل الحرشفي

نعرف أين بدأت دورة حياة فيروس كورونا: الخفافيش. ونعرف أين انتهت: البشر. ولكن ما الذي حدث في المنتصف؟

لينتقل هذا الفيروس إلينا، يجب أن يكون هناك خزانات متوسطة. هذه الخزانات عملت كالجسر بين الخفافيش والبشر، فهما نوعين لا يتصلان إلا نادرًا. وفي هذا الصدد، لا يزال آكل النمل الحرشفي هو المشتبه به الرئيسي.

فمؤخرًا، اكتشف العلماء سلالات لفيروسات كورونا أخرى في 30 عينة مأخوذة من لحم هذا الحيوان. وفيروسات الكورونا هذه التي اكتشفها العلماء شبيهة جينيًا بنسبة 85-92% بكوفيد-19. هذه الأدلة تكشف العلاقة المحتملة بين الفيروس والحيوان.

في الصين، كانت الأسواق غير القانونية تبيع لحوم آكل النمل للاستهلاك البشري. وهذا ما وضع الخزان في اتصال مباشر مع البشر. فهذا الحيوان يشارك الخفافيش نفس النظام البيئي.

لا يزال العلماء يحاولون إثبات العلاقة المباشرة بين آكل النمل وكوفيد-19، ولكن كل الأدلة تشير حتى الآن إلى أنه كان الخزان الثاني للفيروس.

معنى هذا الاكتشاف

التأكد من أن الخفافيش هي السبب وراء فيروس كورونا المستجد من الأمور المهمة أكثر مما قد تبدو.

فهذه المعلومة تسمح بدراسة أكثر تعمقًا لأنواع الثدييات التي تعيش بالقرب من الخفافيش أو تتصل بها. وهو ما يساعدنا على وضع سياسات حظر واضحة فيما يتعلق تلك الكائنات.

أفضل استراتيجية لمواجهة الأوبئة المحتملة هي تجنب التعرض للفيروس من الأساس. وعن طريق القوانين الصارمة، نتجنب تعريض أنفسنا لخزانات محتملة لأمراض غير مكتشَفة بعد.


"تمت مراجعة جميع المصادر المذكورة بعناية شديدة من قبل فريقنا لضمان جودتها وموثوقيتها وتحديثها وصحتها. تم اعتبار الببليوغرافيا لهذه المقالة موثوقة ودقيقة من الناحية الأكاديمية أو العلمية.



هذا النص مقدم لأغراض إعلامية فقط ولا يحل محل استشارة مع محترف. في حال وجود شكوك، استشر اختصاصيك.