جائحة فيروس كورونا: فهم المصطلحات الوبائية

أدت أزمة فيروس كورونا استحداث أسماء ومصطلحات جديدة لم تكن واضحة تمامًا قبل ذلك للكثير منا. في هذا المقال، سنوضح أهمها كما سنوضح بعض المفاهيم الخاطئة الشائعة.
جائحة فيروس كورونا: فهم المصطلحات الوبائية

آخر تحديث: 21 مايو, 2020

تركز وسائل الإعلام العالمية اهتمامها حاليًا على قضية واحدة: جائحة فيروس كورونا .

إن المعلومات التي تتردد عبر التلفزيون والإذاعة فيما يتعلق بالوباء مستمرة. بحيث نستيقظ جميعًا كل صباح نشعر بالقلق بشأن تطور المرض في بلادنا.

يعد العدد التراكمي اليومي للوفيات والإصابات إحصائية أساسية لفهم تطور المرض. ومع ذلك، نحتاج إلى فهم المؤشرات الأخرى لتفسير هذه الأرقام بشكل صحيح.

لهذا السبب، نود أن ننتهز الفرصة لمحاولة شرح بعض المصطلحات الوبائية المختلفة بوضوح، والتي تعد أساسية لوضع الحالة الراهنة في نصابها الصحيح.

تعريف جائحة فيروس كورونا

في الأيام والأسابيع القليلة الماضية، كان علينا أن نتعرف على مصطلحات مثل التفشي، الوباء، والجائحة.

لقد اجتذب المصطلح الأخير القدر الأكبر من الاهتمام لأنه المصطلح الذي يستخدمه الخبراء للتحدث عن المشكلة العالمية الناجمة عن كوفيد-19.

ولكن دعونا ننظر إلى ما تعنيه هذة المصطلحات حقًا.

تفشي المرض

يشير تفشي الوباء إلى الظهور المفاجئ لمرض معد في مكان معين في وقت معين.

على سبيل المثال، يعتبرالتسمم الغذائي الواقع في مناطق جغرافية محددة، والتي يتم تحديدها وحلها في نهاية المطاف، مثالًا لتفشي المرض.

الوباء

عندما يخرج تفشي المرض عن نطاق السيطرة وينتشر بشكل فعال، فإنه يؤدي إلى وباء.

وقد صنف فيروس كورونا (كوفيد-19) على أنه وباء خلال الأشهر الأولى من انتشاره.

وكان انتشاره خارج عن السيطرة، ولكن داخل الصين فقط وبعض حالات تفشي محددة في بلدان أخرى.

الجائحة

في 12 مارس، حددت منظمة الصحة العالمية أزمة فيروس كورونا بإعتبارها جائحة. وللقيام بذلك، كان على المرض أن يستوفي شرطين:

أولًا، أنه يؤثر على أكثر من قارة واحدة، وثانيًا وجود حالات تظهر محليًا ليست قادمة من الخارج.

عندما يصاب شخص ما بالعدوى من دون أن يكون على اتصال مع حالة إصابة  قادمة من الخارج، فقد حان الوقت للشك في إمكانية انتقال المرض بحرية في البلاد.

الموت ومعدل الوفيات: لعبة الأعداد

الأن بعد أن حددنا هذه المصطلحات الأساسية، دعونا نضع الأعداد الرسمية لهؤلاء المتضررين في منظورها الصحيح.

هناك عبارة ربما تكون مألوفة بالنسبة لنا، ولكنها ليست صحيحة بالكامل. وهذه العبارة هي: “معدل الوفيات بفيروس كورونا هو…”

دعونا نري السبب.

معدل الوفيات العام

معدل الوفيات العام هو نسبة الاشخاص الذين يموتون مقارنة بمجموع السكان على مدى فترة من الزمن.

وبما أن أسبانيا واحدة من أكثر الدول تأثرًا بهذا الوباء، فلنأخذها كمثال.

بلغ معدل الوفيات في أسبانيا في عام 2018 9.1%. أي أنه من بين كل 1000 نسمة، توفي 9.1 في ذلك العام.

ولا يوجد أي تمييز بين أسباب الوفيات؛ فهذه البيانات تمثل ببساطة نسبة الوفيات في منطقة جغرافية.

معدل وفيات جائحة فيروس كورونا

إن المصطلح الصحيح حين نتحدث عن عدد الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا هو معدل الوفيات.

هذا يشير إلى نسبة الأشخاص الذين يموتون بسبب مرض معين. حيث يقوم الخبراء بحساب ذلك بناءً على نسبة مئوية من المتضررين منه في فترة ومنطقة معينة.

والحساب هو عدد الوفيات مقسومًا على عدد الذين تم شفائهم بالإضافة إلى الوفيات.

يبدو أن هذا قد يتفاوت إلي حد كبير تبعًا للبلد. في الصين، كانت النسبة 3%، في حين بلغت  9% في أسبانيا. ولا شك أن هذه الأرقام يمكن أن تثير قلقًا بالغًا.

لماذا إذن تبدو بعض البلدان “أسوأ حظًا” في مواجهة هذة الجائحة؟

معدل الوفيات هو مؤشر يصعب تفسيره

  • في الصين، تم تحديد ما يصل إلى ثلث المصابين بالمرض على أنهم بدون أعراض. في العديد من البلدان الأخرى، مثل أسبانيا، لابد من ظهور أعراض معينة على الشخص لكي يخضع للاختبار.
    إذا كنت مريضًا بما فيه الكفاية للذهاب إلى المستشفي، فقد تمكن المرض منك بالفعل.
    حقيقة الأمر هي أنه إذا كانت البلاد ستأخذ في الاعتبار عدد المرضى الذين يعانون من أعراض خفيفة – أولئك الذين أصيبوا بالمرض ولكنهم لم يذهبوا إلى المستشفي – فسيكون معدل الوفيات أقل.
  • كما يعتمد معدل الوفيات بشكل كبيرعلي متوسط العمر في الدولة. نحن نعلم أن فيروس كورونا يؤثر بشدة على كبار السن، وبالتالي فكلما زاد عدد كبار السن كلما زاد المعدل.
    هذا لا يعني أن فيروس كورونا أكثر فتكًا في مكان ما من مكان آخر، ولكن ببساطة  نسبة الأشخاص المعرضين للخطر أعلى.
    الشيء الصحيح الذي يجب فعله هو تحديد الوفيات حسب الفئة العمرية، وبالتالي القضاء على هذا التفاوت.

حدوث جائحة فيروس كورونا

تعرف حالات الإصابة التراكمية بأنها نسبة الأفراد الأصحاء الذين يصابون بالمرض على مدى فترة معينة.

سوف نستمر في أخذ أسبانيا كمثال هنا. في هذا الوقت، يبلغ معدل الإصابة في أسبانيا حوالي 97 شخصًا لكل 100,000 نسمة.

مرة أخرى، ستكون هذه القيم أعلى إذا أخذ الإحصائيون جميع حالات الأعراض الخفيفة التي لم تؤخذ في الاعتبار.

ومع ذلك، فإن معدل الإصابة يعد مؤشرًا هامًا جدًا في فهم الجائحة. ولكن من المؤسف أن الأرقام مخيفة: فنحن نتحدث عن آلاف  المصابين.

ولكن ينبغي ألا نغفل حقيقة إجمالي عدد سكان كل بلد، والذي يمكن أن يبلغ عشرات أو مئات الملايين.

المعرفة وراحة البال

لا تعني هذه القيم بأي حال من الأحوال ألا نتعامل مع القيود المفروضة علينا بجدية.

نحن نواجه حالة خطورة استثنائية، لهذا السبب، بدون تعاون الجميع، يمكن أن ترتفع الأعداد أكثر في الأسابيع المقبلة.

في جائحة فيروس كورونا، ترتفع الأرقام ولا شك أنها مثيرة للقلق. ولكن يتعين علينا رغم ذلك أن نتفهم  ما يحدث نظريًا حتي لا نستسلم لسوء الفهم والخوف والذعر.


"تمت مراجعة جميع المصادر المذكورة بعناية شديدة من قبل فريقنا لضمان جودتها وموثوقيتها وتحديثها وصحتها. تم اعتبار الببليوغرافيا لهذه المقالة موثوقة ودقيقة من الناحية الأكاديمية أو العلمية.



هذا النص مقدم لأغراض إعلامية فقط ولا يحل محل استشارة مع محترف. في حال وجود شكوك، استشر اختصاصيك.