المشاعر الأكثر شيوعًا أثناء الحجر الصحي: الخوف، الحزن والإحباط
الخوف، الحزن والإحباط. لن نكون مخطئين إذا قلنا أنها المشاعر الأكثر شيوعًا خلال مرحلة العزل المنزلي.
هذه المشاعر تستطيع السيطرة على الإنسان حتى وإن حاول القيام بكل ما يستطيع لتجنب التفكير المستمر والمفرط في الأزمة.
يشير الخبراء أن الآلاف والآلاف من كتب ومقالات التنمية الذاتية المعتمدة على الشعور بالسعادة من المحتمل أنها قد حولتنا إلى أناس لا يستطيعون تحمل المشاعر السلبية. فنحن تعلمنا كيف نكون سعداء، ولكن لم يتذكر أحد إرشادنا فيما يتعلق بكيفية التعامل مع مشاعر الخوف والقلق.
والواقع هو أن هذه المشاعر والحالات العاطفية العصيبة كانت دائمًا مألوفة للبشر. وكل شخص يحاول التعامل معها بقدر ما يستطيع وبطريقته الخاصة.
فالمعاناة ليست جديدة علينا. ولكن في هذه المناسبة، ظهرت المعاناة في ثوب مختلف وفاجأتنا.
وأيًا كان الوضع الشخصي الاستثنائي لكل إنسان منا، فإن الجميع يشعرون الآن بالخوف، الحزن والإحباط بدرجات متفاوتة.
المشاعر الأكثر شيوعًا خلال فترة العزل المنزلي
قد يبدو أن الحياة الآن يتم صياغتها عن طريق كاتب مزعج جدًا، وعندما تفكر في الوضع، تدرك أنه ليس لديك أي سيطرة على أي شيء يحدث.
ولكن، يجب عليك أن تفهم أنه بالرغم من أنك لا تستطيع التحكم فيما يحدث من ظروف حولك، إلا أنك تستطيع التحكم في استجاباتك وسلوكك تجاه هذه الظروف.
المفاتيح الأساسية التي يجب أن تشردك في مواجهة هذه الظروف هي التقبل، المرونة والصمود.
الحياة عملية مستمرة من النمو والمهمة عادةً ما تكون مؤلمة. ولكن في بعض الأحيان، تصبح المعاناة أكثر حدة وتطلبًا. ولذلك يجب أن تكون مستعدًا.
أول خطوة يجب عليك اتخاذها هي فهم عالمك العاطفي الداخلي. تذكر أن مخك لا يتحدث الإنجليزية، العربية، أو أي لغة أخرى باستثناء لغة المشاعر التي تحتاج إلى إدراكها.
وفي هذه الأثناء، المشاعر الأكثر شيوعًا التي تحتاج إلى التعامل معها ستكون الخوف، الحزن والإحباط.
ننصحك بقراءة:
احذر من الخوف
احتفظ بحارس قوي على باب قلبك لأن الخوف يرغب في غزوه.
ولكن، تقبل أنه من الطبيعي الشعور بالخوف أحيانًا وأنه مقبول في مواجهة كل شيء يحدث من حولك.
الخوف شعور طبيعي، ولكن المخاوف اللاعقلانية قد تتسلل وتتسبب في تغذية الذعر بداخلك. فلا تستسلم للخوف من أمور غير منطقية أو موضوعية.
في علم النفس، يوجد آلية تُعرف باسم تحيز النزعة والتي يجب عليك أخذها في الاعتبار.
فعادةً، عندما يمر الإنسان بمواقف مليئة بانعدام اليقين والخوف، يقومون بدعم الأخبار الزائفة التي يقرأها، الرسائل السلبية التي يتلقاها، والأفكار التي لا أساس لها.
فتذكر أن عقلك، عندما يمر بحالة من الخوف الشديد، يتوقف عن التفكير بشكل عقلاني ومنطقي ومتوازن. ولذلك تحتاج إلى استعادة السيطرة.
الحزن، قبو التأمل
أفضل استراتيجية للتعامل مع جميع المشاعر السلبية التي قد تشعر بها هي تقبلها، بدون أن تسمح لها بالسيطرة عليك بالكامل.
في هذه الحالات، يعمل الحزن كالقبو الذي نحتاج إلى النزول إليه من وقت لآخر. فالحزن ذو معنى وهدف ولا يجب أن نتجاهله. وهو كصندوق تحتاج إلى فتحه أولًا حتى تستكشف محتوياته.
من الطبيعي أن تشعر بالحزن في مواجهة هذه الظروف، ولا بأس من قضاء بعض الوقت مع حزنك.
تشعر بألم بسبب من رحلوا. تعاني من أجل الآخرين. تشعر بغم عند التفكير في الغد. تشعر بالقلق بشأن عائلتك، والأسى بسبب ما يمر به أطفالك. تقبل جميع هذه الحقائق سيكون ضروريًا للغاية.
لا تكن مهووسًا بالإيجابية في جميع الأوقات، فالأمر مستحيل. اسمح لنفسك بعيش هذه المشاعر السلبية حتى تستطيع التغلب عليها.
الإحباط، الشعور الذي تحتاج إلى التنفيس عنه
من بين المشاعر الأكثر شيوعًا في فترة العزل المنزلي، الإحباط هو الأكثر ديناميكية. ولفهمه جيدًا، يجب أن تفهم هذه السمة التي تميزه.
مجددًا، من الطبيعي أن تشعر بالإحباط حاليًا. فقد غيرت الأوضاع أسلوب حياتك، وأثرت على جميع الجوانب الشخصية، المهنية والاقتصادية في حياتك.
ولكن كن حذرًا، فالإحباط ديناميكي أو متحول، أي أنه يمكن أن يؤدي إلى مشاعر سلبية أخرى كالسأم، عدم الرضا، التوتر وحتى الغضب.
ولاستغلال الموقف، يجب أن تفهم أن الإحباط والغضب مشاعر تدفع إلى التحرك (بعكس الحزن الذي يدفعك إلى التأمل الداخلي).
والمفتاح المهم هنا هو أن تقوم بالتنفيس عن هذه المشاعر بشكل مناسب. الإحباط يطلب منك أن تتغير، ويطالب بالمزيد من الإبداع للاستجابة لما يزعجك ويقلقك.
مثلًا، إذا كنت قلقًا بشأن عملك، فكر في خياراتك المتاحة وضع خطة لمواجهة الأزمة ولا تستسلم للظروف الجبرية.
حول عقلك إلى نهر حيث تستطيع الأفكار المرنة، الإيجابية والمنفتحة التدفق بسهولة. هذه هي الوسيلة الوحيدة التي تستطيع من خلالها التنفيس عن جميع المشاعر السلبية.