التقرحات الفموية: أسباب ظهورها ووسائل العلاج
برغم أن التقرحات الفموية تميل إلى أن تكون صغيرة الحجم، إلا أن موقعها داخل الفم يجعلها غير مريحة أو مؤلمة حتى. بجانب ذلك، يمكن للأطعمة الباردة، الساخنة، المقرمشة والحمضية أن تهيجها، فتسبب انزعاج أكبر.
تستغرق التقرحات الفموية الكثير من الوقت لتُشفى بسبب رطوبة الفم واستهلاك الطعام. لذلك نرغب اليوم في استعراض حلول سريعة تخفف ألم وتعالج هذه التقرحات بفعالية.
أسباب ظهور التقرحات الفموية
برغم أنها شائعة جدًا، إلا أنه في الحقيقة لا نعلم إلى الآن أسباب محددة لظهورها. ولكننا نعرف أن التقرحات الفموية تصيب نحو 20% من عدد السكان، أنها تسبب الألم أثناء الحديث أو الأكل، وأن هناك نوعان: تقرحات بسيطة وتقرحات معقدة.
النوع الأول يظهر عدة مرات في السنة ويستمر لما يقرب من أسبوع. والنوع الثاني أقل شيوعًا ويصيب الأفراد الذين يعانون من التقرحات بشكل مستمر.
قد يعود ظهور هذه التقرحات بشكل عام إلى العديد من العوامل. وبعض العوامل الأكثر شيوعًا التي قد تحفز ظهورها هي كالتالي:
- وفقًا لدراسة تمت في كلية طب الأسنان لجامعة كمبلوتنسي بمدريد، قد يرتبط ظهور التقرحات الفموية بالضغط العصبي.
- استهلاك الأطعمة الحمضية.
- الإصابات الناتجة عن استهلاك بعض الأطعمة أو استخدام أدوات المائدة.
- مشكلات التغذية أو أمراض الجهاز الهضمي (ولكن لا يوجد أدلة واضحة تثبت ذلك).
- أدوات تقويم الأسنان.
من المهم ملاحظة الفرق بين التقرحات الفموية وهربس الشفة، فالأعراض يمكن أن تكون متماثلة. تظهر حالة هربس الشفة بسبب فيروس بسيط وهي معدية، على عكس التقرحات الفموية.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن لهربس الشفة الظهور على أجزاء مختلفة من الوجه، برغم اسمه، كالأنف ومنطقة أسفل الذقن.
إذا كنت مصابًا بالتقرحات، قد تعاني من شعور بالألم والحرقان، إلى جانب ظهور التهابات دائرية بيضاء أو رمادية اللون وبحدود حمراء. إلى جانب ذلك، قد تصاب أيضًا بالحمّى وتورم العقد اللمفاوية.
الخبر الجيد بشأن هذه التقرحات هو أنها تختفي وحدها في خلال 7 إلى 10 أيام دائمًا تقريبًا. مع ذلك، يمكن للألم خلال هذه الفترة أن يكون مزعجًا جدًا.
وتجدر الإشارة هنا إلى أنه من الضروري مكافحة إغراء لمسها، سواء بالأسنان أو اللسان، وذلك لتسريع عملية الشفاء منها.
علاجات طبيعية للتقرحات الفموية
الملح
يعتبر الملح أحد المطهرات الرخيصة الأكثر فعالية في العالم. فهو حليف رائع لشفاء الجروح بشكل طبيعي.
- كل ما تحتاج إلى القيام به هو مزج ملعقة صغيرة من الملح في كوب من الماء الدافئ، ثم استخدام المحلول في غسل الفم.
- ابصق المزيج وكرر العملية ثلاث مرات على الأقل في اليوم.
- سيختفي بذلك الألم والإزعاج تدريجيًا.
صودا الخبز
صودا الخبز من المطهرات الفعالة أيضًا في هذه الحالة.
- امزج ملعقة صغيرة من صودا الخبز مع نصف كوب من الماء.
- اغسل فمك بالمزيج دون بلعه.
- يمكنك أيضًا تحضير معجون صودا خبز بإضافة القليل من الماء إلى المسحوق واستخدامها على القروح مباشرةً.
- اترك العجينة لعدة دقائق، ثم اغسل بالماء البارد.
ماء الأكسجين
ماء الأكسجين من العلاجات المضمونة لهذه التقرحات وفقًا لدراسة تمت في جامعة برشلونة.
- اغمس كرة طنية في ماء الأكسجين.
- استخدمها بشكل مباشر على التقرحات ثلاث مرات يوميًا.
- سيساعك ذلك على تخفيف الألم وتقليل خطر الإصابة بالعدوى.
غسول الفم
غسول الفم من العلاجات التي تهدئ الإزعاج وتسيطر على نمو البكتيريا، وهو ما سيساعد على تخفيف الألم بشكل فوري.
ولكن لا تستخدم الكثير من غسول الفم، خاصةً إذا كان من الأنواع القوية لأنه سيؤدي إلى ألم عند وصوله للتقرحات في بادئ الأمر.
الثلج
يمكن للاستعانة بمكعب ثلج شفاء التقرحات تدريجيًا، عن طريق تخفيف الالتهابات والألم.
فوفقًا لدراسة تمت في جامعة الأمريكيتين، تعمل البرودة كمسكن. لذلك ننصحك باستعمال الثلج على المنطقة قدر الإمكان.
تجنب الزبادي
كنا نعتقد في الماضي أن الزبادي يستطيع تغيير درجة حموضة الفم ويسيطر على نمو البكتيريا بسبب محتواه الحمضي.
ولكن العديد من الدراسات تشير إلى أن استهلاك منتجات الألبان، بجانب الدقيق والمكسرات وقشر الطماطم، قد يكون سببًا مباشرًا لظهور هذه التقرحات.
كيفية تجنب الإصابة بالتقرحات الفموية
يمكن لنقص المعادن أو الفيتامينات أن يؤدي إلى ظهور التقرحات الفموية. ولذلك، من المهم اتباع نظام غذائي متوازن لمكافحتها.
الحالات الأخرى المساهمة في ظهورها تشمل أنيميا نقص حمض الفوليك ونقص الحديد، مرض الداء البطني، مرض كرون.
فلا تتردد في إضافة أطعمة تحتوي على الحديد كالخضروات الورقية الخضراء، الحبوب الكاملة والحليب إلى حميتك.
بجانب كل ذلك، احذر عن غسل أسنانك لأن الاستخدام الخاطئ لفرشاة الأسنان قد يتسبب في ظهور تهيج أو إصابات. وينطبق الأمر نفسه على استهلاك الأطعمة المقرمشة.
أخيرًا، تجنب الأطعمة الحمضية والحارة ومضغ العلكة، ولا تنسى أهمية استخدام خيط الأسنان بعد كل وجبة للحفاظ على صحة الفم والأسنان.
"تمت مراجعة جميع المصادر المذكورة بعناية شديدة من قبل فريقنا لضمان جودتها وموثوقيتها وتحديثها وصحتها. تم اعتبار الببليوغرافيا لهذه المقالة موثوقة ودقيقة من الناحية الأكاديمية أو العلمية.
Edgar NR, Saleh D, Miller RA. Recurrent Aphthous Stomatitis: A Review. J Clin Aesthetic Dermatol. 2017;10(3):26-36.
Ediriweera ERHSS, Premarathna NYS. Medicinal and cosmetic uses of bee′s honey – A review. Ayu. 2012;33(2):178. doi:10.4103/0974-8520.105233
Huynh NC-N, Everts V, Leethanakul C, Pavasant P, Ampornaramveth RS. Rinsing with saline promotes human gingival fibroblast wound healing in vitro. PLoS One. 2016;11(7). doi:10.1371/journal.pone.0159843
Madeswaran S, Jayachandran S. Sodium bicarbonate: A review and its uses in dentistry. Indian Journal of Dental Research. 2018;29(5):672-677. doi:10.4103/ijdr.IJDR_30_17
Rafieian N, Abdolsamadi H, Moghadamnia A, et al. Efficacy of alum for treatment of recurrent aphthous stomatitis. Caspian J Intern Med. 2016;7(3):201-205. PMID:27757206.
Scully C, Gorsky M, Lozada-Nur F. Aphthous ulcerations. Dermatologic Therapy. 2002: https://doi.org/10.1046/j.1529-8019.2002.01528.x.
Scully C, Shotts R.. Mouth ulcers and other causes of orofacial soreness and pain. Western Journal of Medicine. 2001: https://doi.org/10.1136/ewjm.174.6.421.