الارتباك العاطفي : ضمني إليك بقوة وامنح قلبي الطمأنينة

تقوم أجسادنا بإطلاق الهرمونات التي تشعرنا بالطمأنينة والهدوء عندما نحصل على عناق حقيقي. إن العناق يمنحنا الشعور بالأمان ويقوي العلاقة مع من نحب.
الارتباك العاطفي : ضمني إليك بقوة وامنح قلبي الطمأنينة

آخر تحديث: 04 سبتمبر, 2019

يعد الارتباك العاطفي الناتج عن شعور الشخص بأنه ليس محبوبا أو مرغوبا فيه من أهم أسباب المعاناة الإنسانية.

يولد الطفل بمجسات عاطفية موجودة لديه بالفطرة تمكنه من تمييز ما اذا كانت مشاعر من حوله حقيقية أم مزيفة.

كما أنه لابد لكل بالغ أن يشعر بهذا الارتباك العاطفي في وقت ما من حياته، وهو ارتباك قادر على الإخلال بالتوازن الداخلي للانسان.

بادىء ذي بدء، لابد أن تحب نفسك أولا، وألا تنسى أننا كائنات حساسة تحتاج لروابط حقيقية مع من حولنا كي نبقى سعداء.

وفي خضم ذلك، يمنحنا العناق مشاعر لطيفة تداوينا، ولا يمكن أن تكتمل أي علاقة حب إنسانية بدونه.

الارتباك العاطفي: نقطة داكنة في أرواحنا

العناق والأحضان

هناك أنواع عديدة من الارتباك، يعتبر بعضها جزءا طبيعيا ينتج عن الظروف الشخصية التي نمر بها.

وفي هذه الحالة، سيساعدنا هذا الارتباك على التطور ومحاولة ملء الفراغ بتوظيف مواهبنا الشخصية وتطويرها.

على سبيل المثال:

  • الارتباك حيال خيارات العمل.
  •  الارتباك الناجم عن محاولة تمييز الأفراد الذين يجب علينا الاحتفاظ بهم والأفراد الذين يجب علينا الابتعاد عنهم.
  • الارتباك الناجم عن تحديد الضوابط الشخصية والاهتمامات التي علينا تطويرها والمهارات التي يجب إتقانها.

يتعلق الأمر بهذه المجموعة الضرورية من المتغيرات التي تشكل جوانب حياتنا المختلفة، وتمكننا من أن نكون أقوى على صعيد المهارات والقيم التي نحتاج إليها.

الارتباك العاطفي هو الأكثر إيلاما

الارتباك العاطفي هو الاكثر إيلاماً

قد نقضي زمنا طويلا مع شركائنا في سعادة متواصلة، والتي قد تختفي فجأة عندما يظهر نوع من انعدام اليقين والأمان.

يحدث ذلك في المواقف التالية مثلا:

  • عندما نعجز عن تمييز ما إذا كان شريكنا لا يزال راغبا في قضاء حياته معنا.
  • عندما نجد أن بهجة الحب ولذته قد اختفت، سنشعر بسبب ذلك ببعض الريبة.
  • عندما نشعر بالروتين القاتل يتسلل الى حياتنا، حينها سيصبح كل مكررا ومملا.

كل هذه العوامل وغيرها هي أعداء لاستقرار واستمرار أي علاقة عاطفية.

تذكر دائما أن الارتباك العاطفي ليس محصورا فقط على علاقات الحب بين الرجل والمرأة فقط، فكما ذكرنا بداية، هو أمر لابد أن يشعر به كل صغير وكبير.

  • بالنسبة للاطفال قد يكون الأمر جارحا أكثر. إن الأطفال الذين يشعرون بأنهم غير محبوبين أو مرتبطين بعلاقة قوية مع والديهم يتولد لديهم شعور بعدم الأمان وينخفض لديهم تقديرهم لذاتهم. إن التاثير النفسي الناتج عن ذلك على المدى الطويل يعد خطيرا حقا.

من المهم جدا أن نعزز علاقاتنا بشكل يومي، وأن نصقل روابطنا مع اولئك الذين نحبهم، مع والدينا وأطفالنا وشركائنا.

الطريقة المثلى للقيام بهذا الأمر هي تمرين أنفسنا على تقديم هذه القيمة المعنوية العظيمة التي لا تحتاج للنطق بأي كلمة، وهي العناق.

العناق بلسم القلب 

الأحضان هي بلسم

إن الألم الناتج عن الارتباك العاطفي، عن انعدام اليقين، الخوف من الهجران ومن الوحدة، ستصبح لاحقا جزء من معاناة العقل والجسد، حيث سيسبب الضغط العصبي تغييرات في الجسد والانفعالات.

لكي تدرك أكثر نتائج العناق الإيجابية، سنعطيك مثالا:

تخيل زوجين أصبحا غير متصلين عاطفيا لعدة اسابيع ولأسباب مختلفة كالعمل، مسؤولية تربية الأطفال وتوترات الحياة، مما أدى إلى برود بعلاقتهما.

  • إن الشكوك والمخاوف التي تنتج عندما نكتشف أننا لم نعد محبوبين من شركائنا تسبب تغيرات في الكيمياء الحيوية للدماغ.
  • فإن مستويات الكورتيزول، الدوبامين والنوريبينيفرين سوف تتراجع مما سينتج عنه التعرض لضغط عصبي كبير وانفعال خطير.
  • بتطبيق نتائج العديد من الدراسات، إذا انتبه الزوجان لما يحدث، ثم نظرا في عيني كل منهما واحتضنا بعضهما البعض بمشاعر حقيقية وصادقة، لن يكون هنالك حاجة لقول أي شيء.
  • سوف يمنحهما الدماغ فورا جرعة من الأوكسيتوسين، وهو الهرمون المسؤول عن المشاعر، اللهفة والشعور بالحب والطمأنينة.

العناق وتأثيره

لقد اعتدنا على اعتبار العناق اشارة على حسن الأداء

جميعنا بلا استثناء، ندرك التأثيرات العظيمة للعناق علينا، وكيف أن أدمغتنا تكافئنا بالإندورفين والأوكسيتوسين.

  • إن التواصل الجسدي، اللمس، الكلمات اللطيفة، والأحضان الدافئة، هي إيماءات شافية تقضي على الخوف، الشكوك، الضغط، والإرهاق، والارتباك العاطفي.
  • هي تعمل أيضا على تحسين صحتنا الجسدية والانفعالية بطريقة لا يمكن لأي علاج آخر أن يقوم بها.
  • من المهم جدا المعاملة بالمثل، فعناق واحد غير متوقع قادر على جعل العالم من حولنا يتوقف لعدة دقائق.
  • ساعات قليلة من اللعب مع أطفالنا وإسعادهم والضحك معهم هي تصرفات أخرى بسيطة قادرة على خلق نطاقات جديدة في علاقتكم.

إذن، كم عناق قدمت اليوم؟


"تمت مراجعة جميع المصادر المذكورة بعناية شديدة من قبل فريقنا لضمان جودتها وموثوقيتها وتحديثها وصحتها. تم اعتبار الببليوغرافيا لهذه المقالة موثوقة ودقيقة من الناحية الأكاديمية أو العلمية.


  • Altschul, I., Lee, S. J., & Gershoff, E. T. (2016). Hugs, Not Hits: Warmth and Spanking as Predictors of Child Social Competence. Journal of Marriage and Family. https://doi.org/10.1111/jomf.12306

  • Hendel, H. J. (2015). The healing power of hugs. The New York Times.


هذا النص مقدم لأغراض إعلامية فقط ولا يحل محل استشارة مع محترف. في حال وجود شكوك، استشر اختصاصيك.