الإقلاع عن التدخين - اكتشف كيفية التعامل مع كل مرحلة
وفقًا لآخر تقرير لمنظمة الصحة العالمية بخصوص استهلاك التبغ عالميًا، فهناك ملايين من الأفراد المدمنين للتدخين في جميع أنحاء العالم. ولذلك، أصبح الإقلاع عن التدخين من الموضوعات المهمة جدًا في الآونة الأخيرة.
تُظهر إحصاءات منظمة الصحة العالمية أن استهلاك التبغ يؤدي إلى وفاة أكثر من 8 مليون شخص كل عام. هذا الرقم يجعل التدخين السبب الرئيسي لحالات الوفاة والأمراض التي يمكن الوقاية منها في العالم.
ولذلك من الضروري التدخل لتجنب هذه الآثار المدمرة. وحتى يكون الإقلاع عن التدخين فعالًا، يجب التعامل مع الاعتمادية الجسدية والنفسية على التبغ.
بالإضافة إلى ذلك، يجب كسر التلقائية المرتبطة بالتدخين والتحكم في تأثير البيئة الاجتماعية لكل فرد على استهلاكه للسجائر.
للقيام بذلك، أولى الخطوات هي التعرف على مرحلة عملية الإقلاع عن التدخين التي يمر بها كل المدخن.
مراحل الإقلاع عن التدخين
عندما نتحدث عن الإقلاع عن التدخين، من المهم أن نلتزم بنموذج نظرية التغيير السلوكي، وهو نموذج تم وضعه في عام 1977 لفهم ودعم عملية تغيير السلوكيات.
يتكون هذا النموذج من ست مراحل بسمات محددة جدًا. ويأخذ النموذج في الاعتبار أن الشخص لا يحتاج إلى المرور بجميع هذه المراحل.
الانتكاس من الجوانب الأخرى المشمولة في النموذج، ولكن ليس كفشل، بل كفرصة للتحسن ولزيادة احتمالية النجاح في المحاولة الجديدة.
في هذا الصدد، مهمة المتخصص تكون تحديد مرحلة التغيير التي يمر بها المدخن وتعديل الإجراءات وفقًا لذلك لتحفيزه على المواصلة.
بعد ذلك، سيكون على المتخصص التعمق في كل مرحلة من مراحل الإقلاع عن التدخين لتحقيق النجاح.
مرحلة ما قبل التفكير
في هذه المرحلة، برغم أن الشخص يعرف أن التدخين غير صحي، إلا أنه لا يكون مدركًا للمخاطر التي يعرضه لها التدخين ولا لحاجته إلى الإقلاع.
بشكل عام، يذهب المخدنون في هذه المرحلة لاستشارة الطبيب لأسباب مختلفة. وغالبًا ما يقومون بذلك بسبب ضغط عائلتهم عليهم.
هدف المتخصص هنا هو دفع المدخن إلى إدراك خطورة المشكلة وضرورة الإقلاع عن التدخين في أسرع وقت ممكن.
يتم ذلك عن طريق تقييم معلومات الشخص فيما يتعلق بمخاطر استهلاك التبغ، شرح جميع المعلومات الناقصة، وإبراز فوائد الإقلاع.
مرحلة التفكير
في هذه المحلة، يدرك المدخن أنه يواجه مشكلة ويفهم ضرورة الإقلاع عن التدخين. مع ذلك، يكون لديه مشاعر مختلطة أو لا يفهم كيفية تحقيق هذا الهدف.
سيكون على المتخصص مساعدة المدخن هنا على التغلب على شكوكه وتردده. للقيام بذلك، من الضروري تحليل ومناقشة الجوانب التالية:
- أهمية الإقلاع عن التدخين
- ثقة المدخن في نفسه وفي قدرته على تحقيق الهدف
- المخاطر المرتبطة باستهلاك التبغ والأسباب التي تدفع المدخن إلى الرغبة في الإقلاع
- فوائد الإقلاع والصعوبات الموجودة في طريق تحقيق الهدف
اقرأ أيضًا:
مرحلة التحضير
تبدأ هذه المرحلة بعد اتخاذ المدخن قرارًا وضاحًا وصارمًا بالإقلاع عن التدخين.
في هذه المرحلة، يكون الشخص راغبًا في الإقلاع ومستعدًا للقيام بمحاولة جدية في خلال شهر واحد. وهنا، يجب على المتخصص القيام بالآتي:
- تهنئة المدخن على القرار والتأكيد على أنه سيكون أفضل قرار قام به من أجل صحته وصحة من حوله.
- اختيار اليوم الذي سيتوقف فيه عن التدخين. وإذا اختار القيام بذلك تدريجيًا، يجب أن يبدأ قبل هذا التاريخ حتى يستطيع التوقف تمامًا بدءًا من هذا اليوم.
- تشجيع المريض على مشاركة القرار مع جميع أفراد عائلته وأصدقائه.
- مناقشة الصعوبات المحتملة كالقلق، التوتر، الإجهاد، تغير أنماط النوم، تأثير البيئة المحيطة، وغير ذلك. وأيضًا استعراض استراتيجيات مفيدة للتغلب عليها.
هنا، يكون من الضروري أن ينظر المدخن إلى العملية بشكل إيجابي، وأن يفهم أنه قادر على تحقيق الهدف لامتلاكه جميع الاستراتيجيات الضرورية لمواجهة أي صعوبات.
مرحلة التنفيذ
في هذه المرحلة، يكون الشخص قد توقف بالفعل عن التدخين وهدفه الرئيسي هو تجنب الانتكاسات.
للقيام بذلك، يجب على المتخصص تقييم الصعوبات التي يواجهها وتقديم استراتيجيات مفيدة لمواجهتها بفعالية.
بجانب ذلك، تجدر الإشارة إلى أن أعراض الانسحاب تبدأ في الظهور من اليوم السابع.
لذلك يجب على الطبيب مناقشة الشعور بالفراغ الذي يظهر في هذه الفترة، والتحذير من شعور الأمان الذي يظهر بين اليوم الـ15 والـ30.
حاجز الستة أشهر
تبدأ مرحلة الصيانة عندما ينجح الشخص في التوقف عن التدخين لمدة ستة أشهر. ولكن، في هذه المرحلة، لا يمكن اعتباره مدخن سابق إلا بعد مرور 12 شهرًا.
وهنا، يجب على المتخصص إعادة تقييم الصعوبات المحتملة وتقديم اسراتيجيات تساعد الشخص على الاستمرار.
سيكون من المهم أيضًا تذكيره بالأسباب التي دفعته إلى اتخاذ القرار ومناقشة الفوائد التي ظهرت بالفعل والتي ستظهر في المستقبل.
بنفس الشكل، من الضروري تذكير الشخص بالمخاطر المرتبطة باستهلاك التبغ مرة أخرى.
الانتكاس
إذا عاد الشخص إلى التدخين مجددًا بعد الإقلاع لفترة، يُعرف ذلك باسم الانتكاس.
وفي هذه المرحلة، من المهم أن يقوم المتخصص بإظهار التعاطف مع المدخن ودعمه، وتجنب أي سلوكيات عقابية قد يفرضها المدخن على نفسه.
الهدف هنا هو أن يفهم المريض أن الانتكاس مجرد فرصة للتعلم والمحاولة مجددًا، وذلك لأن احتمالية نجاحه الآن ستكون أعلى.
"تمت مراجعة جميع المصادر المذكورة بعناية شديدة من قبل فريقنا لضمان جودتها وموثوقيتها وتحديثها وصحتها. تم اعتبار الببليوغرافيا لهذه المقالة موثوقة ودقيقة من الناحية الأكاديمية أو العلمية.
- Camalles Guillem, F., Barchilón Cohen, V., Clemente Jiménez, L., Iglesias Sanmartín, J.M., Martín Cantera, C., Minué Lorenzo, C., Ribera Osca, J.A. & Salguero Chávez, E. (2015). Guía de bolsillo para el tratamiento del tabaquismo. Barcelona, España: semfyc ediciones. Consultado el 09/01/2020. Recuperado de: https://www.saludinforma.es/portalsi/documents/10179/1032403/guiaBAJA.pdf/7f945968-4790-43ac-99ba-bd8855bcd5a3
- Gorreto López, L., Duro Robles, R., Aguiló Juanola, M.C., Hidalgo Campos, I. & Méndez Castell, C. (2017). Guía de intervención individual para el tratamiento del tabaquismo. Islas Baleares, España: Dirección General de Salud Pública y Participación del Gobierno de las Islas Baleares. Consultado el 09/01/2020. Recuperado de: https://www.ibsalut.es/apmallorca/es/profesionales/publicaciones?catid=0&id=1046
- López Delgado, M.E., Benito Fernández, B.M., Del Castillo Sedano, M.E., Álvarez Alonso, S., Gutiérrez Bardeci, L., Armentia González, I., Del Amo Santiago, M., Martín Fuente, F. & García Gutiérrez, M.A. (Ed.). (2010). Manual de abordaje del tabaquismo en atención primaria. Cantabria, España: Dirección General de Salud Pública del Gobierno de Cantabria. Consultado el 09/01/2020. Recuperado de: https://saludcantabria.es/index.php?page=MANUAL_ABORDAJE_TABAQUISMO_ATENCIoN-PRIMARIA
- Prochaska, JO y DiClemente, CC (1982). Terapia transteórica: hacia un modelo de cambio más integrador. Psicoterapia: teoría, investigación y práctica, 19 (3), 276–288. https://doi.org/10.1037/h0088437