الطفل الياباني - لماذا يطيع الأطفال اليابانيون آبائهم دائمًا؟ اكتشف معنا!

تعتني الأمهات اليابانيات بأطفالهن ويكرسن أنفسهن بالكامل لهم. وقد أدى هذا النوع من التربية إلى أبناء حسني التصرف، محبين لآبائهم ويحترمون القواعد الموضوعة لهم. اكتشف المزيد بخصوص أسلوب التربية هذا في هذه المقالة.
الطفل الياباني - لماذا يطيع الأطفال اليابانيون آبائهم دائمًا؟ اكتشف معنا!
Bernardo Peña

تمت المراجعة والموافقة من قبلتمت المراجعة والموافقة عليها من قبل عالم نفس Bernardo Peña.

كتب بواسطة Thady Carabaño

آخر تحديث: 21 ديسمبر, 2022

اليابان من البلاد ذات السمات المميزة والتي يحترمها العالم بأسره للعديد من الأسباب. وليس من الصعب أن نلاحظ أن الطفل الياباني أيضًا يتميز بصفات خاصة.

فالطفل الياباني حسن التصرف، مهذب ويراعي مشاعر واحتياجات من حوله. وهو يتعلم القواعد الموضوعة له من قبل والديه ويكيف سلوكه حسبها.

يؤمن الوالدان في اليابان ويشعرون بالثقة في أن أبنائهم سيتعلمون السلوك السليم من خلال مراقبتهم. ولذلك يشعرون بمسؤولية كبيرة ويتصرفون بحذر شديد أمام أبنائهم وفي مجتمعهم بشكل عام.

تابع القراءة لاكتشاف المفاتيح الرئيسية التي يستخدمها الآباء في اليابان وأسباب تميز الطفل الياباني وارتقاء سلوكه.

الطفل الياباني : مهذب وحسن السلوك

وفقًا للدراسة المقارنة التي تمت على تقنيات تربية الأطفال في المجتمعات المختلفة، والتي تم نشرها عن طريق جمعية كانساس لصحة الأطفال النفسية تحت اسم “الانضباط في مرحلة الطفولة المبكرة”، تهتم العائلة اليابانية بشكل خاص بالتعلق، التعاطف والتناغم.

الطفل الياباني : مهذب وحسن السلوك

أظهرت هذه الدراسة أن الطفل الياباني ينصاع إلى ويتعلم اتباع سلوكًا اجتماعيًا كالبالغين.

ولكن برغم ذلك، في المنزل، يعتمد الطفل الياباني بشكل كامل على الوالدين (خاصة الأم).

فهما لا يثبطان تلك الاعتمادية، بل على العكس، يقبلونها تمامًا ويشجعونها أيضًا.

فالآباء اليابانيون يخفضون ميل الطفل الفردي إلى القيام بما يرغب في القيام به من خلال التقارب الشديد.

ولذلك من النادر أن نشاهد طفلًا يابانيًا يمر بحالة هيجان أو نوبة غضب، برغم أن هناك بطبيعة الحال استثناءات للقاعدة دائمًا.

التعلق في اليابان

الوالدان، خاصةً الأم، تمتلك علاقة قوية جدًا مع أبنائها. ويشجع الآباء هذا التقارب ويدعمون اعتمادية الطفل عليهم.

فكما هو مألوف في اليابان، يقوم الآباء بإطعام أطفالهم ومساعدتهم على ارتداء ملابسهم. بالإضافة إلى أنهم يشاركون أبنائهم عادةً السرير حتى سن السادسة.

الرابطة بين الأم وطفلها خاصة. فهما يشكلان وحدة ويتشاركان عقلًا واحدًا، بدلًا من أن يكونا فردين منفصلين مستقلين.

وخلال السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل، من المألوف أن تصطحب الأم الطفل معها في كل مكان.

فالأمهات في اليابان يكرسن أنفسهن بالكامل لأطفالهن. ومن النادر أن يذهب الطفل إلى حضانة قبل سن الثالثة. وعملية التعليم الرسمية تبدأ في هذا العمر.

أساليب التربية اليابانية

يؤمن العديد من الآباء اليابانيين أن أطفالهم مهذبون بسبب أن أساليب التربية التي يتبعونها قائمة على معتقداتهم الفلسفية: الكونفوشيوسية.

فهذه الأساليب تنبع من الفلسفة الكونفوشيوسية التي تؤكد على ضرورة تربية الأبناء بإحسان وحنان في المقام الأول.

فذلك يؤدي إلى شعور الآباء والأبناء بالسلام الداخلي والسعادة.

أساليب التربية اليابانية

وفقًا لتلك الفلسفة، تشمل أساليب التربية اليابانية بعض المكونات الرئيسية:

قوة الاقتراح

تستعين الأم اليابانية بالاقتراح، محاولة الإقناع، وفي بعض الأحيان، بإحراج الأطفال خلال عملية تعليمهم الانضباط.

بذلك يتجنبن المواجهات المباشرة مع أطفالهن الصغار. وهو ما يخفض مستوى السلوك المتحدي أو العدواني في الطفل.

بجانب ذلك، تستعين الأمهات في اليابان بقوة الاقتراح لإرشاد أطفالهم إلى ما يجب عليهم القيام به.

فبدلًا من الأمر المباشر “التقط ألعابك!”، تقول الأم اليابانية “ماذا يجب عليك القيام به الآن بخصوص ألعابك؟”

وهو ما يدفع الطفل بطبيعة الحال إلى محاولة التفكير في الإجابة الصحيحة والتنفيذ.

وإذا لم يقم الطفل بابتلاع الطعم أو تجاهل السؤال، تلجأ الأم إلى التهكم اللطيف. وبذلك يطيع الطفل كي لا يشعر بالخزي.

قوة الإيماءات

الطفل الياباني متعلق بأمه إلى حد أنه يدرك مشاعر وإيماءات الأم. وهو يشعر بما إذا كانت أمه تمر بحالة تناغم أم لا.

ولذلك سيحاول الطفل القيام بأي شيء كي لا يفسد حالة التناغم والسلام الداخلي هذه.

وعندما تقترح الأم شيء على طفلها، تستخدم إيماءات وجهها كي توصل إلى الطفل رسالة تقول أنها ستندهش إذا لم ينصاع.

قوة الإيماءات

ومع ذلك، لا تقوم الأم بمعاقبة الطفل أو توبيخه بشكل مباشر. فهي توصل للطفل شعورها بخيبة الأمل عن طريق تعبيرات وجهها.

ولأن الطفل يهتم كثيرًا بتناغم وسعادة الأم، فهو يتجنب المواجهة ويقوم بما يجب عليه فعله.

الفهم والحب

بالإضافة إلى ما ذكرناه، تتعلم الأمهات اليابانيات كيفية قراءة وإدراك مشاعر ومزاج الطفل. وهن يستخدمن هذه المهارة لتغيير أسلوب الإقناع عند الحاجة.

فإذا شعرت الأم بعدم استعداد الطفل للانصياع إلى طلبها، ستحاول قدر الإمكان عدم توجيه الطلب في تلك اللحظة وتأجيله.

إذا رفض الطفل التقاط ألعابه، ستستخدم الأم تهكمًا لطيفًا ومهذبًا. فستقول أن الطفل غير مستعد أو أنه لا يمتلك القدرة أو أنه بالتأكيد يشعر بالتعب، على سبيل المثال.

يقوم معظم الآباء في اليابان بكل ما يستطيعون حتى يُشعِروا أبنائهم بأنهم محبوبون ومُقدَرون ومحترمون.

وهذا الأسلوب في التربية هو تجسيد للتعاطف والصبر والإحسان.

هل ستجربه؟


"تمت مراجعة جميع المصادر المذكورة بعناية شديدة من قبل فريقنا لضمان جودتها وموثوقيتها وتحديثها وصحتها. تم اعتبار الببليوغرافيا لهذه المقالة موثوقة ودقيقة من الناحية الأكاديمية أو العلمية.


  • Rothbaum, F.; Pott, M.; Azuma, H.; Miyake, K.; Weisz, J. 2000. The Development of Close Relationships in Japan and the United States: Paths of Symbiotic Harmony and Generative Tension. Child Development. https://scholar.harvard.edu/files/jweisz/files/2000b.pdf
  • Holloway, Susan. (2010). Japanese Women, Parenting, and Family Life.
  • Kawano, A., Matsuda, T., & Xiao, L. (2015). Educación social en Japón. Pedagogia Social Revista Interuniversitaria. https://doi.org/10.7179/psri_2016.27.12
  • Gainey, Peter & Andressen, Curtis. (2002). The Japanese Education System: Globalisation and International Education. Japanese Studies. 22. 153-167. 10.1080/1037139022000016564.
  • Damian J. Rivers (2010) Ideologies of internationalisation and the treatment of diversity within Japanese higher education, Journal of Higher Education Policy and Management, 32:5, 441-454, DOI: 10.1080/1360080X.2010.511117

هذا النص مقدم لأغراض إعلامية فقط ولا يحل محل استشارة مع محترف. في حال وجود شكوك، استشر اختصاصيك.