أساليب التربية - اكتشف أي نوع من الآباء يمثلك

أساليب التربية تمثل كيفية تعامل واستجابة الآباء لأطفالهم. وفي هذه المقالة، يتحدث الطبيب النفسي مارسيلو سيبيريو عن الأنواع المختلفة. تابع القراءة!
أساليب التربية - اكتشف أي نوع من الآباء يمثلك

آخر تحديث: 12 مارس, 2020

أساليب التربية هي أنظمة علائقية تشمل السلوكيات، التصرفات، الإيماءات، الرسائل اللفظية وغير اللفظية الطوعية وغير الطوعية الخاصة بالآباء، إلى جانب استراتيجيات التواصل التي يستخدمونها.

لا يوجد مؤسسة تعلم الناس كيف يصبحون آباء جيدين. فهم يتعلمون هذا الدور من خلال طريقة تربيتهم هم أنفسهم، وذلك بجانب الأفعال والتعديلات التي يؤمن الآباء بصحتها.

ولكن الآباء مرايا لأطفالهم أيضًا. أي أن أساليب التربية تشمل انتقال غير طوعي أو غير مقصود للمعلومات، فيصبح الآباء أكثر شفافية مما يعتقدون.

فهم ينقلون القيم، المعتقدات، أشكال التعبير العاطفي، أساليب التواصل، وغيرها الكثير إلى أبنائهم.

أساليب التربية

طورت عالمة النفس ديانا باومريند إحدى أفضل النظريات بخصوص أساليب التربية. وقامت بتقسيم الآباء إلى أربعة تصنيفات:

  • الدبلوماسي: يوفر هؤلاء الآباء الإرشاد والقواعد لأطفالهم دون قهر.
  • السلطوي: هؤلاء الآباء يقولون لأبنائهم ما يحتاجون إلى القيام به بالضبط.
  • المتساهل: هؤلاء الآباء يسمحون لأطفالهم بالقيام باي شيء يريدون القيام به.
  • المهمل: هؤلاء الآباء لا يهتمون بأطفالهم ويركزون على جوانب أخرى من حياتهم.

الآباء الدبلوماسيون

أساليب التربية والآباء الدبلوماسيون

هذا النوع متوازن ويسمح بقنوات تواصل مفتوحة مع الأطفال، وهي أفضل وسيلة يمكن الاستعانة بها للتواصل مع الأطفال.

هؤلاء الآباء متطلبون، مستجيبون، ومركزون دائمًا على أطفالهم. إلى جانب أنهم يرغبون في أن يصبح أبناؤهم بالغين مستقلين وناضجين.

بالإضافة إلى ذلك، فهم يفهمون جيدًا مشاعر أطفالهم، يهتمون بتعليمهم كيفية إدارة هذه المشاعر.

بشكل عام، هم ليسوا مسيطرين. يسمح ذلك للطفل بالاستكشاف بشكل أكثر حرية، واتخاذ قراراته وفقًا لأفكاره الخاصة.

عن طريق دعم مبادرات أبنائهم، هؤلاء الآباء يعلمونهم كيفية حل المشكلات التي يواجهونها يوميًا، وهو ما يؤدي إلى الاستقلال.

عندما يعاقبون أبناءهم، فهم يشرحون أسباب العقاب، والذي لا يكون عادةً عشوائي أو شديد.

وذلك لأنهم يفضلون التعليم والمسامحة، وهو ما يؤدي إلى أطفال يشعرون بثقة في النفس وحرية أكبر.

يضع أسلوب التربية هذا قواعد وحدود واضحة. فهذا النوع من الآباء يتوقعون دائمًا سلوكًا ناضجًا من أبنائهم، ولكن وفقًا دائمًا لعمرهم.

وبسبب كل ما ذكرناه، يعتبر الخبراء هذا الأسلوب هو أفضل أسلوب تربية يمكن للآباء اتباعه.

الآباء السلطويون

هؤلاء الآباء ليسوا متفتحين ولديهم توقعات عالية جدًا لأبنائهم. يقومون أيضًا بفرض نظام استبدادي يتسم بتوقع الالتزام التام بقواعد العائلة.

لذلك، لا يوجد حوار مفتوح في هذه الحالة بين الآباء والأطفال، أي أنه لا يُسمح أبدًا للأطفال بمناقشة أي قرار.

بجانب ذلك، هذا الأسلوب مقيد جدًا، وهذا النوع من الآباء يعاقب الأباء عندما لا يرتقون لسقف توقاعتهم. وهم يتوقعون احترام أبنائهم للمجهود الذي يبذلونه في تربيتهم دائمًا.

لا يدعمون الحوار، وأحيانًا يرفضونه كإجراء تأديبي. وغالبًا ما يكون التفسير الوحيد هو “لأنني قلت لك ذلك.”

هم أيضًا أقل حساسية لاحتياجات أطفالهم، وهم أكثر استعدادًا لضرب أطفالهم أو الصراخ في وجوههم بدلًا من مناقشة المشكلة.

الأطفال الذين يكبرون في هذا المناخ يمتلكون مهارات اجتماعية أقل لأن آبائهم يوجهونهم دائمًا، بدلًا من السماح لهم بالاختيار لأنفسهم.

هؤلاء الآباء لا يعطون أي حرية أو استقلالية لأبنائهم، ويعتبرون أن الطاعة من الفضائل، ولذلك يلجؤون للعقاب دائمًا.

الآباء المتساهلون

تربية الأطفال

هؤلاء الآباء حساسون جدًا لاحتياجات ورغبات أبنائهم. ويميلون إلى عدم توقع الكثير من أبنائهم فيما يتعلق بالسلوك.

يشارك هذا النوع في جميع جوانب حياة أطفالهم، ولكنهم لا يطلبون الكثير منهم. لا يملكون سيطرة كبيرة على حياتهم، ونقص الحدود هذا لا يسمح للأطفال باكتساب مهارات السيطرة على النفس.

يميل الأطفال في هذه الحالة إلى أن يكونوا غير ناضجين، غير قادرين على السيطرة على اندفاعاتهم، وغير مسؤولين اجتماعيًا.

بالإضافة إلى أنهم لا يتعلمون أبدًا كيفية السيطرة على سلوكهم، ويتوقعون دائمًا أنهم يستطيعون القيام بأي شيء يرغبون فيه.

أسلوب التربية هذا ينتج أطفال مدللين، مزعجين، ومستعدين دائمًا للمطالبة بأي شيء فيه من الآخرين للحصول على ما يريدونه.

قد يهمك:

المعتدي على الأطفال : علامات قد تساعدك على اكتشاف المعتدي

الآباء المهملون

هؤلاء الآباء ليسوا متطلبين أو مرنين. فهم باردين، وغالبًا لا يشاركون في حياة أطفالهم. لذلك، فهم لا يطالبون بأي شيء أو يضعون حدودًا أو يعلمونهم تحمل المسؤولية.

عادةً ما يتجاهلون مشاعر وآراء أطفالهم. لا يدعمونهم، ويحددون مسؤولياتهم باحتياجات الأبناء الأساسية كالسكن، التعليم، والطعام.

هؤلاء الآباء غالبًا ما يكونون متغيبين عاطفيًا، وأحيانًا جسديًا أيضًا، أي أنه لا يوجد تواصل ولا حتى حضور جسدي.

بالإضافة إلى أنهم ليسوا حساسين تجاه احتياجات أطفالهم ولا يتوقعون منهم التصرف بشكل أو بآخر. ولذلك يواجه هؤلاء الأطفال مشكلات سلوكية وعاطفية كبالغين.

نقص العاطفة والإرشاد في حياة هؤلاء الأبناء يؤثر بشكل سلبي جدًا على نموهم. فيشعرون بانعدام الأمان، التبعية وانخفاض قيمتهم.

إلى جانب أنهم يجدون صعوبة في خلق الصداقات ويتسمون بنقص التسامح والصبر.

صفات أكثر تحديدًا لتصنيف الآباء

أساليب التربية السليمة

خلال عملي مع المراهقين، شاهدت بعض الخصال المميزة التي تحدد شخصيات الآباء خلال المقابلات التي كنت أجريها معهم.

ووفقًا لأساليب التربية المحددة من قبل باومريند، أستطيع إبراز بعض الصفات المحددة للآباء.

ولكن تجدر الإشارة إلى أن معظم الآباء يتبعون أو يمزجون أكثر من صفة من الصفات التالية.

  • المذنب: آباء يشعرون بالذنب إذا وضعوا أي حدود لأطفالهم. فهم يرغبون في حب وتقدير أبنائهم، ويؤمنون أن قول “لا” سيؤدي إلى رفض أبنائهم لهم.
  • المتطلب: يشجعون أبنائهم عن طريق استكشاف جميع الإمكانات. وهم يقدرونهم ويدعمونهم.
  • المتطلب أكثر من اللازم: يتحدثون دائمًا عن فشل أبنائهم، ولا يقدرون نجاحاتهم. فيشعر الأبناء بشكل ضمني بعدم التقدير.
  • المستبد: طغاة لا يشرحون أسباب قواعدهم وحدودهم. ما يرغب فيه الطفل لا يهم. يركزون على ما يعتقدون أنه الأفضل لأبنائهم فقط.
  • واضع الحدود الملائمة: آباء يضعون حدودًا فعالة، واضحة، مرنة لأطفالهم مع شرح أسبابها.
  • الكريم أكثر من اللازم: آباء يعتقدون أن تلبية جميع رغبات أطفالهم يضمن نموهم السليم.
  • المتساهل بدون حدود: آباء لا يضعون أي حدود على أفكار أبنائهم. لا يرشدون أبناءهم، وينتهي الأمر بسيطرة الأطفال عليهم.
  • مفرط الحماية: يحمون أطفالهم بشكل مبالغ فيه ولا يشجعون استقلالهم. يخافون من وقوع أي شيء سيء لهم.
  • المخطط: آباء يرغبون في عيش أمانيهم المحبطة من خلال أبنائهم. فيعكسون ما مانوا يرغبون فيه ولم يستطيعوا تحقيقه على الأطفال، فلا يستمعون إلى رغباتهم.
  • المانح: آباء يرشدون أبنائهم ويسمحون لهم بالحرية لاتخاذ قراراتهم الشخصية، فيشجعونهم على الاستقلال.
  • المتواصل الفعال: آباء يعطون الأولوية للتواصل داخل الأسرة. لا يضغطون على الأطفال، ويحترمون أسئلتهم، ويتجنبون فرض آرائهم.
  • العاطفي: يغذون أطفالهم عاطفيًا. ويعبرون عن عاطفتهم وتقديرهم بالكلمات والسلوكيات.

تركيبات خطيرة من أساليب التربية

  • شريك مستبد وشريك مذنب: حيث يضع المستبد حدودًا وقواعد صارمة ويعاقب الأطفال. على الجانب الآخر، يحميهم مذنب ويسوغ لهم.
  • المذنب المتساهل: لا يضع أي حدود، ويسمح بأي شيء لإرضاء أطفاله. فيصبح الطفل هو المهيمن، والآباء هم الخاضعون.
  • المخطط المتطلب أكثر من اللازم: لا يهمل رغبات وأمنيات أطفاله فحسب، ولكن يرفع سقف توقعاته منهم جدًا دون معرفة أي شيء عن رغباتهم، ويركز على ما ينقص الأطفال فقط وفقًا لمعاييره.

التربية الفعالة والمغذية هي التي تشجع الأطفال على النمو، الاستقلال، التواصل، التعبير، والتي تضع حدودًا واضحة ومنطقية أيضًا.

لا يوجد آباء مثاليون. المهم هو التعلم من الأخطاء يوميًا وتصحيح المسار دائمًا.


"تمت مراجعة جميع المصادر المذكورة بعناية شديدة من قبل فريقنا لضمان جودتها وموثوقيتها وتحديثها وصحتها. تم اعتبار الببليوغرافيا لهذه المقالة موثوقة ودقيقة من الناحية الأكاديمية أو العلمية.


  • Power, T. G. (2013). Parenting dimensions and styles: a brief history and recommendations for future research. Childhood Obesity, 9(s1), S-14.
  • Cherry, K. (2012). Parenting styles. The Four Styles of Parenting.
  • Gafor, A. (2014). Construction and Validation of Scale of Parenting Style. Online Submission, 2(4), 315-323.

هذا النص مقدم لأغراض إعلامية فقط ولا يحل محل استشارة مع محترف. في حال وجود شكوك، استشر اختصاصيك.