ألم الاعتلال العصبي : ذلك الألم المزمن والمزعج الذي تزيد حدته ليلًا
قد يبدو مصطلح ” ألم الاعتلال العصبي ” غريبًا بعض الشيء بالنسبة لك.
ولكننا نشير هنا إلى الألم، الحكة أو التخدر الذي يصيب اليدين والقدمين ويحتد عادةً خلال الليل.
يعتبر هذا النوع من الاضطرابات مشابهًا إلى حد كبير للصدمات الكهربية.
ففي بعض الأحيان، يظهر في صورة شعور بالحرقان أو الوخز، وبرغم أنه قد يختفي تمامًا لأسابيع، قد يعود مجددًا وبصورة أكثر حدة. وقد يؤدي الألم إلى عدم القدرة على النوم بشكل عميق ومريح.
يصيب ألم الاعتلال العصبي 10% من عدد السكان الإجمالي، ويسرق جودة حياة المريض، وفي بعض الأحيان لا ينجح أي علاج في القضاء على المشكلة نهائيًا.
يظهر هذا الاضطراب مصاحبًا ببعض الأعراض الأخرى، والتي من المهم معرفتها للتعامل مع الحالة بشكل مناسب.
إذا كنت أحد المصابين بالاضطراب، ننصحك بزيارة طبيب مختص. هناك العديد الأساليب العلاجية المختلفة، وسيقوم المختص بمساعدتك على اختيار أفضل وسيلة لمواجهة الحالة وفقًا لاحتياجاتك.
وفي هذه المقالة، نرغب في استعراض بعض المعلومات الأساسية بخصوص الحالة، وشرح سبب زيادة حدة الأعراض أثناء الليل.
ما الذي يؤدي إلى الإصابة باضطراب ألم الاعتلال العصبي ؟
يظهر ألم الاعتلال العصبي بسبب تغير بسيط يمس الجهاز العصبي. ويرتبط أيضًا بمن يعانون من الآلام المزمنة.
في بعض الأحيان، يمكن للاعتلالات الطفيفة التي تصيب العمود الفقري أن تؤدي إلى الإصابة بهذه “الصدمات” المزعجة أيضًا.
أيًا كان السبب، عادةً ما يتمركز الشعور بعدم الراحة في العصب الثلاثي التوائم في الوجه، أو في العصب الوربي.
ويعتبر الألم الناتج من الأنواع المعقدة، فهو لا يقتصر على الأعراض التقليدية الخاصة بتخدر اليدين والقدمين.
ويستطيع المختصون دائمًا القيام بتشخيص مناسب وفقًا للأعراض التي تظهر.
ما هي أعراض الاضطراب؟
ألم الاعتلال العصبي مزمن. وكما ذكرنا من قبل، يمكن للألم أن يظهر ويختفي على فترات.
ولكن ما يثير الاهتمام هو أن المرضى يشكون دائمًا من أن الألم يصبح غير محتمل خلال الليل.
ويأتي الألم الذي يصيب اليدين والقدمين عادةً مع زيادة تحسس جميع أجزاء الجسم الأخرى.
وهو ما قد يؤدي إلى الشعور بالألم على سبيل المثال إذا ما قام شخص ما بلمس جلدك.
لماذا يحتد الألم خلال الليل؟
يشير المتخصصون إلى أن ألم الاعتلال العصبي عادةً ما يتم تشخيصه بشكل خاطئ.
إذا كان ذلك صحيحًا بالفعل، فالأسباب التالية قد تكون وراء ذلك:
- لا يرتبط الألم بالعظام أو المفاصل. فنحن نتحدث هنا عن الأعصاب والدبق العصبي، وهو ما يعني تمركز ذلك التحسس المركزي في الخلايا الدبقية.
- لا يمكن تخفيف ألم الاعتلال العصبي بتناول الأسبرين. وهو ما قد يؤدي إلى شعور المرضى بالإحباط والانهزام بسبب عدم وجود حل يساعد في تخفيف الأعراض.
إذا كان الألم يحتد ليلًا في حالتك، فذلك بسبب سكون جسمك. فالحركة تخفض الألم وتهدئ الجسم إلى حدٍ ما، وهو ما يخفف الاضطرابات التي تصيب الأعصاب.
ولذلك، مع توقف الحركة وسكون الجسم، تحتد الصدمات الكهربية. فالعضلات لا تعمل ويزيد الضغط على الأطراف؛ اليدين والقدمين.
بجانب ذلك، تزيد أعراض الحساسية المفرطة ليلًا أيضًا. ويشعر المصاب بالوخز في جميع أجزاء الجسم.
هل هناك أي علاج فعال في حالات ألم الاعتلال العصبي؟
تذكر أنك تواجه مرضًا مزمنًا. وهو ما يتطلب مستوى مناسبًا من الفهم لطبيعة المرض والخيارات المتاحة قبل كل شيء.
فهذا الألم والانزعاج الذي يؤدي في بعض الأحيان إلى عدم قدرتك على القيام ببعض المهمات أو حتى النوم سيظل مصاحبًا لك دائمًا.
ومفتاح مواجهة المرض هو عدم الاستسلام، ومحاولة تحسين جودة الحياة بشكل مستمر.
فهذه المعركة معركة شخصية. وهو ما يعني أن بعض العلاجات قد تثبت فعاليتها في حالات أخرى، ولكنها لا تناسب احتياجاتك.
بعد الإشارة إلى ذلك، من المهم أن تتذكر وجود البدائل المختلفة التالية:
- الأدوية: كما ذكرنا، لا تضمن الأدوية القضاء على ألم الاعتلال العصبي بنسبة 100%. ولكن يجب عليك برغم ذلك تجربة الأدوية المختلفة المتاحة، بما في ذلك المنشطات المضادة للالتهاب، أو الأدوية الأخرى التي قد ينصح بها طبيبك.
- المعالجة الطبيعية السلبية: كالتدليك والاستعانة بالحرارة/البرودة، والتي قد تثبت فعاليتها. بالإضافة إلى المعالجة النشطة التي تتضمن التمارين متوسطة الحدة.
- الجراحة: سيكون على طبيبك الخاص إعلامك بتلك الخيارات المتاحة. يكون الهدف في هذه الحالة اكتشاف الاعتلالات التي تؤدي إلى ظهور الألم وتصحيحها.
- المنباه العصبي: يمكن لهذه التقنية العلاجية أن تكون فعالة في تحسين جودة حياة المريض. فهي تتضمن إرسال نبضات كهربية خفيفة جدًا إلى الحيز فوق الجافية القريب من العمود الفقري. يساعد ذلك في تخفيف الألم الحاد، ويستبدله بوخز خفيف غير ملحوظ تقريبًا.
في النهاية يجب علينا أن نؤكد على وجود العديد من أنواع العلاجات برغم كونها حالة معقدة.
قم بتجربة جميع العلاجات المتاحة حتى تعثر على العلاج الأنسب بالنسبة لحالتك.
فبذلك تستطيع تخفيف تأثير هذا الاضطراب عليها وتحسين جودة حياتك بشكل جذري.
"تمت مراجعة جميع المصادر المذكورة بعناية شديدة من قبل فريقنا لضمان جودتها وموثوقيتها وتحديثها وصحتها. تم اعتبار الببليوغرافيا لهذه المقالة موثوقة ودقيقة من الناحية الأكاديمية أو العلمية.
- Journal E. El dolor neuropático: un problema científico y terapéutico. Nature. 2000;
- Gerardo C-I. Dolor neuropático, clasificación y estrategias de manejo para médicos generales. Rev Médica Clínica Las Condes. 2014;
- Baron R, Binder A, Wasner G. Neuropathic pain: Diagnosis, pathophysiological mechanisms, and treatment. The Lancet Neurology. 2010.
- Vranken JH. Mechanisms and treatment of neuropathic pain. Cent Nerv Syst Agents Med Chem. 2009;