المؤشر الجلايسيمي للعسل ومرض السكري

يتم استعمال العسل بشكل شائع كمادة تحلية، ولذلك يتساءل العديد من الناس عما إذا كان مؤشره الجلايسيمي آمن لمرضى داء السكري والاضطرابات الأيضية الأخرى. تابع القراءة لاكتشاف المزيد عن هذا الموضوع.
المؤشر الجلايسيمي للعسل ومرض السكري
Anna Vilarrasa

مكتوب ومدقق من قبل أخصائية تغذية Anna Vilarrasa.

آخر تحديث: 23 أغسطس, 2022

مصابو السكري يتساءلون باستمرار عن المؤشر الجلايسيمي للعسل وما إذا كان بإمكانهم استعماله كمحلي طبيعي والاستفادة من خصائصه العلاجية الشهيرة. هل يزيد الهسل من مستويات جلوكوز الدم؟ هل يمكن استعماله بدلًا من السكر؟ نجيب على هذه الأسئلة اليوم.

مفهوم المؤشر الجلايسيمي (GI) ظهر منذ نحو 30 عامًا. ويتم استعماله علميًا لتصنيف الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات وفقًا للسرعة التي تستطيع بها رفع مستويات جلوكوز الدم.

يضع العلماء القيم الخاصة بكل نوع من أنواع الأطعمة في جدول لمقارنتها ويستخدمون الجلوكوز كمرجع. وذلك لأن الجلوكوز له مؤشر جلايسيمي بقيمة 100. ويتم تصنيف المتبقي من العناصر بقيم تتراوح بين 0 و100.

  • المؤشر الجلايسيمي المنخفض (تحت 55) يميز مجموعة كبيرة من منتجات الألبان، الخضروات، البقوليات وبعض أنواع الباستا.
  • المؤشر الجلايسيمي المتوسط (بين 55 و69) يمثل قيمة عناصر مثل الأرز، الخبز، وبعض أنواع الحبوب.
  • المؤشر الجلايسيمي العالي (أعلى من 70) يميز الدقيق الأبيض والبطاطس ومعظم أنواع المعجنات، على سبيل المثال.

المؤشر الجلايسيمي للعسل

المؤشر الجلايسيمي للعسل

العسل مكون من الكربوهيدرات (80%) والماء بشكل أساسي. يشمل ذلك الجلوكوز والفركتوز بكميات عالية. النسبة بين نوعي السكر تعتمد على نوع العسل الذي يتم تحليله.

بشكل عام، الأنواع الزهرية تميل إلى أن تحتوي على فركتوز أعلى، ولذلك تتسم بمؤشر جلايسيمي أقل. بشكل عام، المؤشر الجلايسيمي للعسل يساوي نحو 61، ولكنه يتقلب بقيمة 3 نقاط، سواء أكثر أو أقل.

كما هو واضح، نوع العسل والنسبة بين الجلوكوز والفركتوز هما ما يصنع الفارق فيما يتعلق بقيمة المؤشر الجلايسيمي. وهذه القيمة تضع العسل ضمن أطعمة مجموعة المؤشر الجلايسيمي المتوسط.

الصحة والنظام الغذائي

العديد من الخبراء يدعمون التخطيط للنظام الغذائي وفقًا للمؤشر الجلايسيمي للأطعمة المختلفة. فيجب الإكثار من تناول الأطعمة منخفضة المؤشر الجلايسيمي وتجنب الأخرى ذات المؤشر الجلايسيمي العالي قدر الإمكان أو إزالتها من الحمية تمامًا.

يوصي أخصائيو التغذية بهذه الأنواع من الحميات لأن البشر يستطيعون هضم وامتصاص الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض فقط بشكل بطيء. مما يمنع الزيادة المفاجئة للجلوكوز، والتي تكون في هذه الحالة زيادة قليلة وتدريجية على فترات أطول.

لماذا يعتبر ذلك جيدًا؟ لأن المرضى المصابين بالسكري، على سبيل المثال، يلاقون صعوبة في معالجة السكريات بشكل فعال. في هذه الحالات، يساعد التحكم الجلايسيمي الجيد على تأخير المضاعفات المرتبطة بالمرض، كتلف الكلى، تلف الأعصاب، وحتى زيادة خطر الأمراض القلبية الوعائية.

إلى جانب ذلك، يوجد أدلة علمية تربط الحميات التي تتكون من الأطعمة منخفضة المؤشر الجلايسيمي بالفوائد التالية:

  • تخفيض الكوليسترول السيء (LDL)
  • فقدان الوزن
  • تخفيض خطر الإصابة بالسرطان (القولون والمستقيم، الثدي، بطانة الرحم، إلخ.)
  • تخفيض خطر الإصابة بأمراض القلب

للمؤشر الجلايسيمي بعض العيوب

عسل نحل

أخذ عامل واحد في الاعتبار، كالمؤشر الجلايسيمي، ليس استراتيجية جيدة في علم التغذية. فالتركيز على بعض الصفات فقط يؤدي إلى تجاهل قيمة الطعام الكلية.

التالية هي بعض النقاط التي يجب أخذها في الاعتبار فيما يتعلق بالمؤشر الجلايسيمي:

  • قيمة كل نوع من أنواع الأطعمة تختلف قليلًا حسب الدراسة التي يتم استعمالها كمرجع.
  • لا يستجيب جميع الناس بنفس الشكل لجميع الأطعمة، فالحساسية للإنسولين تختلف من شخص لآخر.
  • نحن نادرًا ما نأكل أطعمة بشكل فردي، بل نمزج عادةً أنواع متعددة من الأطعمة في نفس الوجبة، ولذلك يختلف المؤشر الجلايسيمي الكلي. على سبيل المثال، وجود الدهون والبروتينات ينظم امتصاص الجلوكوز وارتفاعه في الدم.
  • أخيرًا، اعتمدنا على المؤشر الجلايسيمي فقط في اتخاذ القرار بشأن إدراج أو إزالة نوع من أنواع الأطعمة، لا نعتبر بذلك الجوانب الغذائية الأخرى المهمة، كقدرة الطعام على الإشباع، تأثيره البروبيوتيك المحتمل، وكثافته الغذائية.

إلى ماذا يشير المؤشر الجلايسيمي للعسل؟

القيمة الغذائية والعلاجية للعسل معروفة منذ آلاف السنين. فالعسل يحتوي على مضادات الأكسدة، أحماض عضوية، وكميات ضئيلة من الفيتامينات والمعادن.

حاليًا، العسل يُستعمل كمحلي وعلاج طبيعي. في الواقع، يوجد أدلة علمية تقترح أن كمية صغيرة من العسل تفيد صحة الإنسان بشكل واضح.

ويمكننا تلخيص خصائصه كالتالي:

  • للعسل تأثير مضاد للأكسدة.
  • يؤدي إلى تقليل مؤشرات الالتهاب.
  • يحفز صحة القلب والأوعية الدموية عن طريق تخفيض مستويات الكوليسترول، الدهون الثلاثية ودهون الجسم قليلًا.
  • يمتلك بعض التأثيرات المضادة للبكتيريا في حالة التهاب المعدة والأمعاء أو جرثومة المعدة.

ولكن، لا يجب تناول الكثير من العسل يوميًا فقط بسبب هذه الخصائص وحقيقة أنه يقع ضمن مجموعة الأطعمة متوسطة المؤشر الجلايسيمي.

هو بطبيعة الحال خيار أفضل من السكر المكرر والمحليات الاصطناعية، ولكن خذ في الاعتبار أن الإفراط في تناول السكريات، أيًا كان مصدرها، يمكن أن يؤدي إلى مشكلات صحية على المدى الطويل. لذلك، لا يجب تناول أكثر من 30-60 غم في اليوم.

خاتمة

المؤشر الجلايسيمي أداة قياس تُستعمل لتصنيف استجابة مستويات جلوكوز الدم بعد استهلاك الأطعمة عالية الكربوهيدرات. العسل من هذه الأطعمة، وهو مكوّن في الأساس من نوعين من أنواع السكريات: الجلوكوز والفركتوز.

أخيرًا، للعسل مؤشر جلايسيمي متوسط، ولذلك قد يمثل خيارًا أفضل للتحلية. مع ذلك، لا يجب الإفراط في تناوله لتجنب المشكلات المرتبطة بالإفراط في تناول السكريات.


"تمت مراجعة جميع المصادر المذكورة بعناية شديدة من قبل فريقنا لضمان جودتها وموثوقيتها وتحديثها وصحتها. تم اعتبار الببليوغرافيا لهذه المقالة موثوقة ودقيقة من الناحية الأكاديمية أو العلمية.


  • Barclay A.W. et al. Glycemic Index, Glycemic Load, and Chronic Disease Risk–A Meta-Analysis of Observational Studies. American Journal of Clinical Nutrition. Marzo 2008. 87(3); :627-37.
  • Brand-Miller J.C, et al. Glycemic index, postprandial glycemia, and the shape of the curve in healthy subjects: analysis of a database of more than 1000 foods. The American Journal of Clinical Nutrition. Enero 2009 89(1): 97-105.
  • Deibert P. et al. Glycaemic and insulinaemic properties of some German honey varieties. Setiembre 2009. European Journal of Clinical Nutrition. 64;762-764.
  • Nur Zuliani R. et al. A Review on the Protective Effects of Honey against Metabolic Syndrome. Nutrients. Agosto 2018. 10(8):1009.
  • Venn B. J, et al. Glycemic Index and Glycemic Load: Measurement Issues and Their Effect on Diet-Disease Relationships. European Journal of Clinical Nutrition.Diciembre 2007. 61Supple 1: S122-31.
  • Visweswara R.P. et al. Honey, Propolis, and Royal Jelly: A Comprehensive Review of Their Biological Actions and Health Benefits. Oxidative Medicine and Cellular Longevity. Julio 2017. 26
  • Yahoobi N. et al. Natural Honey and Cardiovascular Risk Factors; Effects on Blood Glucose, Cholesterol, Triacylglycerole, CRP, and Body Weight Compared With Sucrose. Scientific World Journal. Abril 2008. 20; 8:463-9.
  • Radulian G, Rusu E, Dragomir A, Posea M. Metabolic effects of low glycaemic index diets. Nutr J. 2009;8:5. Published 2009 Jan 29. doi:10.1186/1475-2891-8-5

هذا النص مقدم لأغراض إعلامية فقط ولا يحل محل استشارة مع محترف. في حال وجود شكوك، استشر اختصاصيك.